رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

اسمحوا لي

منذ سقوط الطائرة الروسية علي أرضنا وأنا أشعر بالخجل الممزوج بالذهول والدهشة!! وتتنازعني عديد من الأسئلة بعنف!! هل نحن فعلاً شعب مصر ابن الوادي الأخضر الذي يفهم في الأصول والواجب؟ هل نحن أولاد حضارة ٧ آلاف سنة وهي التي شملت القيم والأخلاق والفن والعلم والكفاح؟ هل نحن الشعب الطيب المسامح؟ هل حقيقة اللي بني مصر كان في الأصل حلواني؟

لماذا إذن ما قمنا به بكل هذه الجلافة وعدم احترام مشاعر الموتي؟ وهل كان يكفي بيان من رئاسة الجمهورية لتعزية الشعب الروسي؟ أو وزارة السياحة؟ أو أو؟

جميل أن نتعاطف مع الشعب الفرنسي ونضع علمهم علي الهرم ويضع البعض إعلامهم علي حسابهم في الفيس بوك أو يضعه في قلبه حتي؟ إنها حرية شخصية، ولكن الطائرة الروسية وقعت علي أرضنا ومات كل من فيها علي أرضنا!! فهل انبري كتاب وفنانون يقدمون التعازي للشعب الروسي؟ هل خرجت مسيرات لتضع الزهور في نفس مكان سقوط الطائرة؟ وهل وقفت الجماهير المصرية في طوابير أمام السفارة لتعزي أهل الضحايا؟ لقد قصرنا تقصيراً مخلاً في حق هذا الشعب العظيم والذي ساعدنا ويساعدنا في كل حالاته سواء كان «شيوعي لينيني ستاليني ماركسي أو إمبريالي رأسمالي ديمقراطي بوتيني» كيف هان علينا هذا الشعب؟ وكيف هانت علينا إنسانيتنا؟

والحقيقة أننا لو كنا اكتفينا بالصمت لهان الموقف وعدي، ولكن الكارثة ما حدث من احتفالات في شرم الشيخ؟ وأفراح ومزامير بلدية ودباديب ترقص في الشوارع وكلمات نارية وعاطفية من الفنانين عن مصر القوية التي مازالت بخير والتي تدعو العالم لزيارة شرم الشيخ؟ أي زيارة وأي سياحة تأتي في هذه الظروف؟ اللهم إلا إذا كانت هذه الاحتفالات لتشجيع السياحة الداخلية؟ لكن العالم كله يري ويسمع ويشاهد وعلي الهواء شعب حدثت علي أرضه كارثة ويغني ويرقص علي الهوا؟؟؟

لقد وضع الإخوان المسلمون بعض الإعلامين والمسئولين في حالة استنفار دائم فدخلوا في حالة من التحدي جعلت شعارهم أغنية محرم فؤاد القبيحة (والنبي لنكيد العزال) وأغنية فريد الأطرش (يا عوازل فلفلوا) ولكن لا مؤاخذة هذا الخطاب القبيح أصبح يثير الغضب والاستياء مع فئات كثيرة من الشعب لأنه فاسد وغير مجدٍ، فكيف نصدره أيضاً للخارج؟ ويتفرج علينا اللي يسوي واللي مايسواش؟

لن تخفي الزيطة والزمبليطة والمهرجانات والاحتفالات أي خيبات أو إخفاقات في السياحة أو غيرها من كل نواحي الحياة، ولن تحل مصر مشاكلها بالغناء والخطب النارية والشعارات التي أصبحت محفوظة وممجوجة، ولن تحل مصر أزماتها إلا بالشفافية والعمل، ولن ينحسر الفكر الداعشي ويتراجع إلا بالمواجهة الحقيقية في التربية والتعليم أولاً وتنقية المناهج ويستبعد منها كل الأفكار التي لا تتناسب مع العصر ولا مع الإنسانية فلا يوجد دين ضد الإنسان، وأن تقوم وزارة الثقافة بدورها في التنوير ومواجهة الفكر الظلامي بالعمل مع الأطفال والشباب في الأقاليم بعيداً عن القاهرة.

يجب أن نعلم أطفالنا أن كل إنسان حر فيما يعتنقه أو يرتديه، وحينما يؤمن كل المصريين أن الشارع هو عنوان مصر فلا يلقي فيه بالمخلفات والزبالة ويحرص علي نظافته، وحينما يختفي التحرش من الشارع المصري وأن المرأة ليست عورة وليست مستباحة، وحينما يسود المجتمع قيم العدالة، سوف تنتعش السياحة دون مزمار بلدي ورقص دباديب وخطب عاطفية ونارية من الفنانين أو السياسين وحاملي الدفوف والطبل.