نظرة تأمل
كان من المفترض أن أواصل هذا الاسبوع الكتابة في هموم الاعلام المصري لكن وصلتني رسالتان انسانيتان يجمعهما رابط واحد انهما يحتاجان اهتمام المجتمع الأولى تعرض قصة شاب عمره (21) سنة مصاب بالتوحد منذ طفولته، وما لفت نظري ليس رحلة معاناة أسرته بعد أن اكتشفت والدته أن ابنها مصاب بالتوحد عندما كان عمره سنتين ونصف.
أقول ما لفت نظري هو الاصرار على تحدي المرض الذي يصيب عدداً كبيراً من فلذات أكبادنا دون أن يدرك البعض أنه مصاب وتمثل الاصرار في التعلم واجتياز جميع المراحل التعليمية رغم أنه كان يعامل مثل اقرانه العاديين ويدرس نفس مناهجهم الفرق الوحيد انه كان يتعلم في منزله لأنه رفض الاندماج مع غيره ولم يكن يذهب الى المدرسة في المرحلة الابتدائية الا لأداء الامتحانات.
وفي المرحلة الاعدادية بدأت المشكلة، حيث رفض رفضا باتاً المذاكرة ودخول الامتحانات الأمر الذي أدى إلى رسوبه ومن ثم كان لابد من التفكير في تنمية مهاراته، حينما أدركت والدته أنه قد لا يمكنه دراسة التاريخ والجغرافيا والجبر والهندسة والكيمياء والفيزياء فاتجهت إلى تنمية ما اعتقدت أن ابنها يمكنه التفوق فيه وأحضرت له (مدرسا متخصصا) حيث تفاعل معه وتعلم كل شيء، ما جعل المدرس ينبهر بمستواه لسرعة استيعابه ولم يكتف بالتعلم حيث تمت تنمية مهاراته البدنية، فتعلم السباحة، ودخل بطولات، وحصل على ميداليات ذهبية وبرونزية وفضية.
ولم يكتف بالمهارات البدنية فقد نمى قدرات نفسه – بنفسه - على استخدام برامج الجرافيكس مثل الفوتوشوب، واكتشف حبه للرسم حتى أصبح متميزاً نسبياً - بالنسبة لحالته - ويحب رسم شخصيات الكوميكس وما شابه. وتعلم التحدث باللغة الإنجليزية باللهجتين الأمريكية والبريطانية - وكأنه عاش بين أهلها – حتى أصبح شابا يافعا يمتلك كل هذه المهارات لكن بلا عمل مشكلته أنه لم يندمج بالمجتمع الطبيعي المحيط به ويصيبه الاكتئاب اذا تم وصفه بالمعاق أو وضعه مع معاقين.
يريد هذا الشاب ان يكون صداقات ويحتاج مدربا متخصصا يفهم حالته ويستطيع أن يخرجه من عزلته ويفعل التواصل ولغة الكلام مع غيره خاصة أنه يجيد اللغة الانجليزية وفنون الجرافيكس ويتقن الرياضات الفردية ولكنه يحجم عن الألعاب الجماعية مع ذوي الاحتياجات الخاصة.
القصة الأخرى أرسلها مهندس تعاقد مع شركة مصرية تعمل بالسعودية في مجال المقاولات والبناء براتب شهري 15 ألف ريال وبمجرد وصوله أرغمه مدير المشاريع بالشركة في مكة المكرمة وهو أحد القيادات الاخوانية على التوقيع على عقد بـ 11 ألفاً على أن يتحمل السكن والمواصلات والتأمين.
وبعد عدة أيام اكتشف ان معظم المهندسين والفنيين بجميع المشاريع بالشركة من الإخوان وأدرك انه سوف يجد معاناة شديدة فى التعامل معهم ولاسيما أنهم يسبون الرئيس والجيش والشرطة يوميا أثناء أوقات العمل بعد 4 أشهر عرف ذات يوم ان احد المنتمين للإخوان وهو هارب من العدالة من مصر فى قضية قسم شرطة العرب ببورسعيد وان الذى ساعده فى الهروب ابن خالته مدير المشاريع القيادى الاخوانى بعدها تقدم بطلب للمدير الاخوانى لتسفيره مصر أو نقل كفالته لشركة أخرى ولكنه رفض خوفا من فضح أمرهم للسلطات المصرية فقدم طلبا للحصول على إجازته السنوية ووافق مدير المشاريع على الإجازة وقبل السفر بـ 7 أيام طلب جواز السفر فرفض هذا المدير الاخواني إلا بعد التوقيع على إيصال أمانة بمبلغ مائة ألف ريال وإقرار بعدم تقديم أى شكاوى ضدهم للسلطات فى مصر وفى اليوم المحدد لسفره صدر قرار بوقف صرف راتبه ووقفه عن العمل واحتجاز جواز السفر واضاف أن ظروفه الآن غاية فى الصعوبة ويعيش بلا راتب ولا عمل منذ 6 أشهر واختتم رسالته انه تقدم بشكوى للقنصلية المصرية بجدة منذ 3 اشهر بشأن إيواء الشركة لبعض عناصر الإخوان ولم يجد تعاونا من القنصلية!!