رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كلام

عندما تبحث في موقع «جوجل» عن تجاوزات الشرطة في مصر، تجد 558 ألف نتيجة بحث، تضم فيديوهات وتقارير وأخبار عن تجاوزات ضباط وأمناء الشرطة ضد المواطنين.. ورغم كثرة الوقائع كنا نحارب من أجل إعادة الشرطة إلي سيرتها الأولي. وكنا ندعم- بلا حدود- الجهود الهادفة لإعادة هيبة الشرطة المهدرة، وساهمنا في رسم صورة جديدة لرجال الشرطة، غير التي رسمها لهم المتربصون من الإخوان.. لكن هناك في جهاز الشرطة رجال غير جديرين بأن يظهروا داخل إطار الصورة الجديدة للشرطة المصرية، وغير جديرين بأن يكونوا أصلاً رجال شرطة؛ لأنهم يسيئون للشرطة أكبر إساءة، ويضرون بتفاصيلها لساءت صورة الشرطة أكثر مما يريد لها المتربصون.. فأنا شخصياً قد تعرضت لموقف لم أكن أتوقع أن أتعرض له، ولو سمعته من أي شخص لم أصدقه، فبعد ظهر أمس الأول رأيت بعيني أحد الأشخاص «يعاكس» ابنتي التلميذة بالثانوي فور خروجها من المدرسة، وعلي بعد أمتار منها، ويفتح لها باب سيارته، فطاردته بسيارتي ومعي ابني الصغير في شوارع مدينة العبور حتي اختفي.. وذهبت إلي قسم الشرطة لأحرر محضراً، برقم سيارته الذي التقطته بمويايلي. وعلي باب القسم استوقفني أحد الأشخاص، وسألني: انت رايح فين؟ فقلت له: داخل أحرر محضر في النوبتجية فسألني عن الواقعة فسردت له بسرعة ما حدث.. وسألني عن اسمي، ثم سألني عن عنواني واستطردت في أسئلة لا يجب أن تتم منه علي باب القسم، فقلت له انت حا تحقق معايا هنا ولا إيه؟ فدفعني داخل القسم، وقال القسم قدامك روح مطرح ما انت عاوز.. فاستنكرت طريقته وتشاجرنا بصوت عال، فإذا بشخص «بدين» علمت فيما بعد انه رئيس المباحث، ومعه عدد من الأشخاص يخرج من داخل القسم، وهو يصرخ بصوت عال سائلاً عن سبب المشاجرة، فسمع الحكاية، غير انه قد تجاوز باستخدام ألفاظ خارجة، وهددني أمام ابني وابنتي «الصغيرين» بالحبس وبوضع «الكلبشات» في يدي، ودفعني إلي داخل القسم وسط انهيار «الطفلين»، وظل لأكثر من نصف ساعة وهو يكرر عبارات التهديد العلني الصارخ بالحبس، وعبارات الإهانة التي أظهرت أسوأ صورة لأسوأ رجل شرطة في مصر وربما في العالم.. وبعدما سقط عدد من الكروت الشخصية أمامه وتعرف علي شخصيتي ازداد هياجاً وتهديداً بوضعي في الحجز لولا تدخل عدد من من الأشخاص- لم أتعرف علي شخصيتهم- ويبدو انهم ضباط.

لدي من التفاصيل ما لا أريد الخوض في سردها، لكن يكفي أن ابنتي وابني وصلا إلي حالة من الرعب والكراهية للشرطة، ويرفضان الذهاب للمدرسة مرة أخري.. لقد صارا يكرهان ضباط الشرطة الذين كانوا يذهبون إليهم- معي- يرفعون لهم علامات النصر في الشوارع والأكمنة، ووزعوا عليهم الورود ثلاث مرات أيام كانت الغالبية تصب غضبها علي الشرطة ومن فيها.. كنت أصطحب أسرتي نمر علي الأكمنة في الشوارع، يوم كان الجميع يهربون من المرور بجانب أي كمين؛ حتي لا يتعرضوا إلي أي مكروه إذا ما تم تفجيره.. كنت وأبنائي ندعم الضباط والجنود معنوياً- وهم محبطون- إذا ما صرفنا أي منهم، أيام خلع معظمهم ملابسهم «الميري» خشية الإهانة والاغتيال.. واليوم توجه أسرتي لي سؤالاً: هل رجال الشرطة يستحقون كل ما قدمناه- وغيرنا- من دعم في صورة مقالات ولقاءات تدافع عنهم، وتحسن صورتهم؟

لم أجد إجابة، وأسأل نفسي أنا الآخر هل بالفعل يستحقون، وقد فهم معظمهمأن إعادة هيبة الشرطة، لن يكون إلا باستخدام القسوة والإهانة وارتكاب التجاوزات في حق المواطنين؟! وأعلم أن وزير الداخلية يرفض رفضاً قاطعاً كل مظاهر التعسف والتجاوزات الشرطية في حق المواطنين. وأنا علي يقين أن اللواء مجدي عبدالغفار لن يترك هذه الواقعة وغيرها من الوقائع تمر دون حساب أتمناه رادعاً وعسيراً.