رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

نظرة تأمل

المدقق للعلاقات العربية الإسرائيلية في السنوات الأخيرة يجد أن الفكر والعقل العربي أغفل اسرائيل في حسابات المشهد الإقليمي وحتى نفهم الصورة دعونا نتناول الأمر بشكل مختلف ونبدأ من الكشف الغازي الجديد في البحر المتوسط داخل المياه الإقليمية لمصر الذي يعد خطوة مهمة لتعافي الاقتصاد المصري خاصة أن الأرقام المذكورة في تقرير الشركة الايطالية التي قامت بعملية الاكتشاف تبعث على التفاؤل وفي حال الاستغلال الأمثل له ستحدث نقله نوعية في حياة المصريين لأنه حسب ما هو معلن من قبل الشركة الايطالية الحقل الجديد اكبر اكتشاف للغاز الطبيعي في مصر وأنه من شأنه وضع مصر على لائحة احدى أبرز الدول المنتجة والمصدرة للغاز حيث ينظر الى هذا الكشف عن أنه أكبر إنجاز يتحقق في مياه البحر المتوسط بل قال الايطاليون إنه اكبر الاكتشافات الغازية على مستوى العالم!!

وقد أشارت المعلومات الأولية الى أن الحقل يتضمن احتياطيات أصلية تقدر بحوالي 30 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي.

تعادل حوالى 5.5 مليار برميل

ورغم ان هذه الارقام تقديرية غير أنها تعتبر مؤشرا إيجابيا على اهمية ما تحقق وما سوف ينعكس على حياة الشعب المصري خلال الفترة القادمة .

وهكذا تخطو مصر بثبات في اتجاه التنمية الشاملة لا سيما اذا ربطنا بين هذا الكشف ومشروع تنمية محور قناة السويس الذي لم يكن كما روج البعض من الموتورين أنه مجرد مجرى ملاحي أو تفريعة إنما هو مشروع للمستقبل بكل ما يقدمه من رؤى للتطوير الاقتصادي والاجتماعي والديموجرافي والعمراني فإذا تكامل المشروعان تنمية محور قناة السويس بمنطقتها الاقتصادية الجديدة مع كشف الغاز الطبيعي الجديد بالبحر المتوسط فإنني أرى في ذلك انتقالا لمرحلة جديدة في حياة المصريين.

وحتى نمضي على الطريق الصحيح لابد ان يتزامن مع هذه التطورات وجود إدارة رشيدة تتحدى البيروقراطية العقيمة المثبطة للهمم وإرادة شعب عندما يريد فإنه يحقق كل مايريد!!

والسؤال ما علاقة كل ما ذكرناه بإسرائيل؟

ترى اسرائيل مصالحها في تخلف مصر وأنها تنظر بترقب الى مشروع الكشف الجديد بالبحر المتوسط على انه تحد لها وضد اهدافها وليس من المستبعد ان تعمل على إفشاله - لا قدر الله -بالتعاون مع اطراف اخرى وهذا يتطلب حرصا ويقظة ودبلوماسية هادئة.

ولاشك ان زيارة الرئيس السيسي الاخيرة لروسيا اولا ثم سنغافورة والصين واندونيسيا ثانيا تأتي في إطار الإدراك لأهمية توجيه السياسة الخارجية بالشكل الذي يحقق مصالح مصر ويقطع الطريق على أي طرف تسول له نفسه ان يقف ضد مستقبل المصريين.

ومن ثم يمكن القول إنه رغم ضخامة التحديات التي تواجه مصر ومنها بالطبع التحديات الداخلية واهمها الإرهاب ومحاولة البعض ممن عفا عليه الزمن ركوب الموجة من جديد في الانتخابات النيابية المقبلة فإن ما لدى الشعب المصري من ارادة سوف تقهر هذه التحديات كما ان التحديات الخارجية ومنها اسرائيل سوف تتكسر حال استمرار وقوف ابناء الوطن خلف ومع رئيسه!!

وعليه لا يجب ان تغفل السياسة المصرية عن اسرائيل وأنها مازالت العدو الأول لمصر بالمنطقة وأنها تسخر آخرين لمواجهة مصر وتقف على مرأى ومسمع الجميع كما لو كانت الطرف المحايد فقد تعودت منذ زمن طويل ان تلعب اسرائيل في الخفاء فقد كانت اكثر الاطراف تشجيعا لتطبيق نظرية الفوضى الخلاقة بالمنطقة ودربت هنا او هناك شبابا عربيا على ما يسمى «حروب الجيل الرابع والخامس» وهي اليوم تتربص بنا مصر والعرب أجمعين واذهلها نجاح مشروع تنمية قناة السويس وزاد ذهولها مع الكشف الجديد عن الغاز الطبيعي في مياه مصر الإقليمية بالبحر المتوسط فقد كانت ترغب وتخطط لحفر قناة جديدة بين البحر الأحمر عند إيلات والبحر المتوسط لضرب قناة السويس في مقتل.