رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

نظرة تأمل:

نيكولو دي برناردو دي مكيافيلّي ولد وتوفي في فلورنسا، كان مفكراً وفيلسوفاً ومفكراً وسياسياً إيطالياً إبان عصر النهضة في القرن السادس عشر ثم أصبح مكيافيلي مؤسس التنظير السياسي الواقعي، والذي شكل فيما بعد عصب دراسات العلوم السياسية في الفكر الغربي ويعتبر «الأمير» أشهر كتبه على الإطلاق، والذي كان عملاً هدف مكيافيلي منه أن يكتب نصائح وتوجيهات لحاكم فلورنسا في شكل رسائل تتعلق بإدارة شئون الحكم والتعامل مع القوى المناوئة له وقد نُشرَ الكتاب بعد موته، وأيد فيه فكرة أن ما هو مفيد فهو ضروري، والتي كان عبارة عن صورة مبكرة للنفعية والواقعية السياسية، ولقد فُصلت نظريات مكيافيلي في القرن العشرين وأصبح كتاب الأمير مرجعاً أساسياً لأي دارس لعلم السياسة وأصبح مبدأ الغاية تبرر الوسيلة مرتبطاً بالممارسة السياسية حتى يومنا هذا حتى على مستوى العلاقات الدولية خرجت من تحت عباءة هذا المبدأ نظرية أخرى مهمة هي أنه لا عداوة دائمة ولا صداقة دائمة إنما توجد مصالح دائمة وهنا يمكن القول إنه يوجد إجماع بين علماء السياسة على تنحية الأخلاق عن السياسة وشجع هذا على استخدام الساسة أساليب غير أخلاقية لتحقيق أهدافهم قائلين إن الغاية تبرر الوسيلة ما جعل العمل السياسي من أكثر الأعمال المذمومة في التاريخ خاصة على مستوى السياسة الداخلية وهو ما يعنينا هنا.

مصر مقبلة على انتخابات برلمانية يقول كثير من المعلقين أنها الأخطر في تاريخ مصر منذ أن عرفت مصر الحياة النيابية وتمثل هذا في مجلس شورى النواب الذي صدر مرسوم بتشكيله من الخديو إسماعيل في 22 أكتوبر عام 1866 ويرجع سبب هذا الاعتقاد إلى أنه سيحدد مصير مصر لسنوات قادمة فهو أول برلمان بعد ثورة 30 يونية ويعد الاستحقاق الثالث للثورة بعد الدستور وانتخاب رئيس الجمهورية والسؤال لمن سيكون هذا البرلمان؟

نحن إذن أمام القوى التي ستشكل برلمان مصر الذي يتمتع باختصاصات خصه بها دستور 2014 لم تشهدها البرلمانات السابقة منذ أكثر من 150 عاماً وبصراحة هناك مخاوف من عودة قوى سياسية إلى المشهد البرلماني وهي على وجه التحديد التيار السلفي الوريث الشرعي لجماعة الإخوان التي أسقطتها ثورة 30 يونية وأنصار نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك أو ما اصطلح على تسميتهم بالفلول بعبارة أخرى نحن أمام فلول الإخوان وفلول الحزب الوطني المنحل، وكلاهما سواء بالاتفاق أو بالصدفة، يشكلان خطراً على البرلمان القادم وهناك قوى أخرى تشكل ما يعرف بالطابور الخامس وهي المدعومة من اطراف دولية في مقدمتها الولايات المتحدة التي تدعم أيضاً بشكل غير مباشر التيار السلفي.

ونؤكد أن هذه القوى هي التي تؤمن بنظرية الغاية تبرر الوسيلة ولهذا ليس مبالغة القول إنها إخوان مكيافيلي الذين سيستخدمون وسائل الخداع السياسي للوصول إلى غايتهم وهي المبادئ التي حفظوها عن ظهر قلب ومارسها الإخوان عام 2011 وسوف يمارسها إخوان مكيافيلي عام 2015 في انتخابات مجلس النواب.

ويبقى الحديث عن كيفية مواجهة السياسات المكيافيلية الجديدة هناك أكثر مستوى من التحرك للمواجهة أهمها من وجهة نظري وعي المواطن عموما ووعيه بالمخاطر المحدقة به وتقع مسئولية تشكيل الوعي على الأسرة والمسجد والكنيسة والمدرسة والجامعة وعلى إعلام الدولة تحديداً والفنون الراقية ونشير هنا إلى أن الدعوة إلى الحياد في الأمور المتعلقة بمستقبل الوطن خيانة، وهنا يأتي دور الحكومة التي ستعلن أنها لن تتدخل في الانتخابات ودورها ينحصر في الأمور اللوجستية والإدارية المتعلقة بالانتخابات، هذا يعد أمراً مقبولاً ولا خلاف عليه لكن لابد أن نتساءل هذه الحكومة أو غيرها تقف إلى جانب أي من القوى في المجتمع بصرف النظر عن الانتخابات؟ حيث لا تعد الانتخابات مجرد اختيار أشخاص يصبحون نوابا في البرلمان نحن نختار فكراً وسياسات تحدد مستقبل هذا الشعب وعليه يجب أن يمثله في البرلمان من يعبر عنه فعلا وليس من جاء يفرض وصايته عليه ونقع في المحظور!!