رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مجرد كلمة

الشعوب العربية اهتمت فقط بصورة الطفل السورى التى قذفته أمواج البحر ضمن من غرقوا من أبناء الشعب السورى فى رحلة بحث عن شبر من أرض الله يؤويهم بعدما تحول الوطن إلى مناطق حرب ودم... بسبب حاكم مجرم جزار ابنًا عن أب أسد على شعبه ونعامة على إسرائيل التى مازالت تسيطر وتحتل أجمل أراضى العرب.. فدكتاتوريته أعطت جواز مرور لكيانات إرهابية لتحول أرض سورية لمقبرة كبيرة تحتضن مئات آلاف من أبناء الشعب السورى. لم تهتم حتى الآن الشعوب العربية بأسباب الدمار الذى امتد إلى أوطانهم.. لقد اتخذ الإرهاب من الدكتاتورية والحكم القمعى فى سوريا مبررًا للانطلاق لتنفيذ مخططهم لتشويه الإسلام... إن ملايين مثل هذ الطفل الذى أدمى قلوب العالم قد احتضنتهم مقابر الديكتاتورية والحكم القمعى والمستبد فى الدول التى حكمها طغاة البشر.. ورغم انحراف ثورات العالم العربى عن مسارها الصحيح وتصدر مشهدها مجموعات من الفشلة والمتطرفين إلا أنه لا يمكن لمنصف أن يعفى طغاة العرب من مسئوليتهم عن تدمير بلادهم.. وكان فى يدهم أن يتعلموا من التاريخ والجغرافيا أن الديمقراطية هى الأمن القومى لبلادهم.. وان الطريق للانتقال السلمى للسلطة والخروج الآمن هو الديمقراطية.. فمهما كان الرفض الشعبى والعربى لطريقة التخلص من صدام حسين فلا يمكن ان ينسى كل صاحب ضمير أن صدام أسس قواعد الطغيات والقمع والاستبداد فى العراق.. , وكان بيده ان يشيد قواعد الديمقراطية ودولة المؤسسات والحريات وحقوق الإنسان... ولو كان هناك برلمان فى العراق معبر عن الأمة.. لفرمل تهور الحاكم فى خوض حرب الخليج أو احتلال الكويت الذى جلب الأمريكان لنهب ثروات العرب وقتل أكثر من مليون عراقى وعربى.. ومع الرفض لهمجية التخلص من معمر القذافى وطريقة قتله البربرية، إلا أن أحدًا لا يستطيع أن يعفيه من حكم ليبيا بالحديد والنار وأحكام قبضته على الحكم.. مما أضاع على ليبيا حكمًا ديمقراطيًا رشيدًا يحفظ لليبيا استقلالها ووحدتها ودماء أبنائها وثروات شعبها.. ان كانت ثورات العالم العربى قد ضلت طريقها فهذا لن يعفى هؤلاء الطغاة عن مسئوليتهم فى بحور الدم وانهيار دولهم وتقسيمها وتشريد أبناء شعوبهم... الأمر الذى أتيح لبعض الكيانات الإرهابية مثل داعش وغيرها ان ترتكب جرائم ضد الانسانية يمقتها ويحرمها الاسلام وكل الأديان السماوية... وللأسف تجد بعض الجهلاء وكهنة الطغاة وأبواق النفاق كلما تحدث أحد عن دولة القانون والحكم الرشيد تطوعوا لتقديم قربان الولاء للطغاة.. بأن هذه الشعوب لا ينفع معها الديمقراطية ولم تبلغ الرشد وأن أمامها سنوات لبلوغ النضج السياسى.. ان صورة الطفل السورى التى أصبحت عنوانًا على تشريد شعب لا يجب ان نمر عليها مرور الكرام.. وان بحور الدم فى الدول العربية خاصة سوريا وليبيا والعراق لا يجب ان نفصل ما يحدث فى هذه الدول عن آثار القمع والديكتاتورية وحكم الطغاة والذى اتخذ منه الغرب دعمًا وتسليحًا لبعض الكيانات الإرهابية لتدمير هذه البلاد.. ان الديمقراطية ودولة القانون والحكم الرشيد هى أمن قومى البلاد وهى الحامية للانتقال السلمى والخروج الآمن وهى الحافظة لوحدة الأوطان ودماء الشعوب وثروات البلاد وعدم تشريد الشعوب.. أما بالنسبة للطفل السورى الذى مزق القلوب وأدماها.. ربما يأتى جيله ينتقم... ربما يأتى جيله ليمحو عار العرب كل العرب.. حكام وشعوب العرب.. فإذا كان هذا حال أطفال العرب فما بالكم ببنات ونساء العرب.. بعدما مات رجال وشباب العرب.. لعنة الله على حكام العرب..