رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

على فين؟

تحطمت آمال محمد فهمى «صحفى الجزيرة» بعد الحكم عليه.. ودع خطيبته وقبّلها، واستعد لدخول السجن من جديد.. لا امل كلونى نفعت، ولا ضغوط الغرب شفعت.. كان محمد فهمى هادئًا، كأنه ينتظر قرار الرئيس السيسى بالعفو عنه.. القضاء المصرى لم ينشغل بحضور «كلونى» ولا حضور الفضائيات المكثف.. حكم بالسجن ولم يحكم بالغرامة.. فلماذا لم يصدر الحكم بالغرامة، مع أنها قضية نشر، وإن تضمنت أكاذيب؟!

الصحفيون لا يرحبون بحبس أى صحفى.. ولا يرحبون بالغرامات التى تقصم الظهر وتغلق الصحف.. لكن يبدو أن ما كان فى «خلية ماريوت» شىء آخر، غير حرية النشر والتعبير.. وهنا أدان الحكم المتهمين بحيازة أجهزة بث دون ترخيص، وبث مواد فيلمية- بعد إجراء مونتاج لها- للإضرار بالبلاد، وبث المواد على قناة «الجزيرة» القطرية.. محمد فهمى تورط فى عمل كبير.. وربما كانت المحكمة رؤوفة رحيمة به!

وعادت الست أمل كلونى من حيث جاءت.. تغزّل الناس فى خاتمها الماس.. راحوا يتأملون جمالها لا أكثر.. لكن القانون عندنا قانون.. «الباب يفوت جمل».. كما يقولون.. عادت مكسورة.. وعاد «فهمى» إلى السجن محطمًا.. وعادت خطيبته إلى بيت أبيها.. بدلًا من عودتها إلى عش الزوجية.. قلبى معهما بالطبع.. قصة إنسانية عالية وسط الألم.. قصة فتاة وقفت بجوار خطيبها.. غيرها يقول « وإحنا كان مالنا بالهم ده»؟!

«أسرار الهدوء رغم الإدانة»!

الأمل أمام محمد فهمى، أن يحصل على عفو رئاسى.. ربما كان ذلك سببًا فى الهدوء.. ربما لا يوافق الذين يستغلون قضيته إعلاميًا.. ربما لا يرضى عن تصريحات الغرب.. ربما يحوّل الحكاية إلى اتهام الجزيرة خاصة أنها خدعته وضللته.. كل شىء جائز.. كان «فهمى» قد حصل على تطمينات من أجهزة سيادية.. تعرف أنه مظلوم.. تعرف أنه مغرر به.. وعدته بالتدخل للحصول على عفو رئاسى فور الحكم القضائى!

لم تصمت وزارة الخارجية، إزاء التهجم على الحكم والقضاء المصرى.. أصدرت بيانًا شديد اللهجة.. واعتبرت الخارجية ذلك تدخلًا غير مقبول فى أحكام القضاء المصري، ويحمل إسقاطات معروفًا أسبابها، كما يعتبر خلطًا متعمدًا بين حريات نص الدستور المصرى على حمايتها، ومخالفات قانونية صريحة وموثقة تضمنتها حيثيات الحكم الصادر فى القضية.. وقال المتحدث الرسمى للوزارة: «مصر دولة قانون»!

ولعلك تفهم من البيان، إشارات عديدة منها استهداف مصر بشكل واضح.. كما تفهم منه أيضًا أن هناك خلطًا متعمدًا بين قضايا النشر والحقوق والحريات، والمساس بالأمن القومى.. وهو الأمر الذى استوعبه محمد فهمى نفسه.. ولم تستوعبه أجهزة الإعلام فى الغرب.. وهى قضية يصطاد فيها الإخوان فى الماء العكر.. وتجنّد «الجزيرة» لها كل ما تستطيع من أسباب القوة.. ليس لنجدة فهمى ولكن للانتقام من مصر!

«يتاجرون بقضية محمد فهمى»!

ذهب محمد فهمى إلى طرة.. مضى مع سجانه فى هدوء.. يعرف اللعبة الكبرى.. هؤلاء لم يأتوا لينصروه.. جاءوا من كل حدب وصوب ليتاجروا به.. من جاء بأمل كلونى؟.. من دفع لها؟.. من دفع للقنوات؟.. من دفع للمحامين؟.. من يحرك إعلام الغرب؟.. الإجابة سهلة وبسيطة.. إنهم الإخوان.. التنظيم الإرهابى فى الخارج.. أمير قطر وجزيرته.. قلت ليس لنصرة فهمى فى خلية الماريوت.. ولكن للتشهير بمصر أولًا!

الحكاية مفقوسة.. معروفة قبل أن تبدأ.. محمد فهمى نفسه فضحهم.. الحكم بالإدانة هو القانون.. «حتى يتغير القانون».. القضاء لا دخل له بأمل كلونى.. القانون لا يعرف أمل.. ولا يعرف كلونى نفسه.. ولا يضعف أمام الإعلام.. أن تنتصر مصر فى معركة قانونية، خير من أن تضعف أمام الضغوط الدولية.. صحيح كنت سأفرح بالبراءة.. لكن سيتم تفسيرها بطريقة خطأ.. سيقولون: القضاء يعمل بالريموت كونترول!

آخر كلام!

جاءت أمل وهى تظن أن حكم البراءة فى جيبها.. كانت تتصور أنها «لمونة فى بلد قرفانة».. اكتشفت أن القانون لا يعرف أمل.. اكتشفت أنها كأى محامية.. لا تملك أن تحصل على براءة موكلها فى القضية.. ليست قضية حريات أو حقوق.. ليست قضية نشر.. هناك خلط متعمد بين الحريات والأمن القومى للبلاد.. قبل ذلك حبست إسبانيا تيسير علونى سبع سنوات.. لم ينطق أحد.. المصادفة أنه كان فى «الجزيرة» أيضًا!

«هناك خلط متعمد.. قبل ذلك حبست إسبانيا تيسير علونى سبع سنوات.. لم ينطق أحد.. المصادفة أنه كان فى «الجزيرة» أيضًا!»