رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

شعاع

 

 

 

 

صارت سلوكيات المصريين، أكثر ارتباطاً بالطقس، من أي وقت مضي، وتواجدت علي أرض الواقع سلوكيات خاصة بالطقس البارد وأخري بالطقس الحار، وثالثة للطقس المعتدل، وأخري للطقس المطير، وخامسة للطقس المترب، اختلاف المزاج ربما يكون الطقس جزءاً منه، ولكن الأكيد أن هناك عوامل أخري، تساعد علي التوتر والقلق، وما وجدناه من توتر الاعصاب والنرفزة والطهقان، خلال الموجة الحارة الاخيرة يكشف بجلاء أن معظم المصريين، في مقدمة من يتأثرون بالطقس، ونسمع من يطلب إجازة من العمل بسبب الحر، ومن يسعي للتزويغ، ومن يتكاسل عن العمل، بل هناك قرارات مصيرية تتخذ بسبب الموجة الحارة، مثل ارتفاع معدلات الطلاق، وهناك من يربط الحر بارتفاع الأسعار، وزيادة معدل البطالة، وتصاعد معدلات الجريمة، وتكون النتيجة، كثرة المنتحرين، ليس في مصر بل معظم دول العالم.

كل شعب له سلوكياته مع الطقس، وغالباً ما يلعب النسيج الاجتماعي والأعراف والتقاليد والمعتقدات دوراً مهماً في العلاقة مع الطقس، وفي كل الأحوال توجد حالة من عدم التصالح مع الطقس. معظم السلوكيات المتعلقة بالمزاج، ترتبط بالطقس. بل إن ما يسمي بعلم التنجيم المزعوم، يربط كثيراً من التصرفات البشرية بحالة الطقس، وأيضاً ما يسمي الأبراج، يفسر علاقة الإنسان بحالة الطقس، ووضع سمات الشخصية بناء علي يوم وفصل ومكان الميلاد، وامتلأ الأفق بمسميات عديدة مثل قارئي الكف والفنجان والمنجمين وخبراء الأبراج والفلك وغيرهم.

الدراسات العلمية في هذا الشأن، تتفق والأديان السماوية، في عدم وجود علاقة مباشرة بين الطقس والسلوكيات، وقرأت تقريراً للجمعية الفلكية، يؤكد عدم وجود علاقة بأحوال الطقس من أمطار وسيول ورياح وعواصف رملية وأعاصير غير صحيح، وبين السلوك البشري المعتاد.

وقالت الجمعية: هناك خلط كبير لدى العامة بين علم الفلك وعلم الأرصاد الجوية. فعلم الفلك يقوم على البحث ودراسة عن كل ما يحدث خارج الغلاف الجوي للأرض، وكل ما له علاقة بالقمر والشمس والكواكب والسدم والمجرات والنيازك والشهب والكويكبات والكسوف والخسوف وغيرها مما يحدث في الفضاء الخارجي.

وأظهرت الجمعية أن هناك خطأ شائعاً، يتمثل في الربط بين النجوم ومواسم الأمطار، وهذا خطأ علمي فادح وهو متداول منذ القديم وليس حديث العهد. فهو يعود إلى الحضارة المصرية القديمة على ضفاف النيل، حيث كانت تغيرات هذا النهر قضية حياة أو موت، وهناك تأثيرات التغير المناخي على الصحة ووفرة الطعام والنمو الاقتصادي والهجرة والأمني.

إذن، غالبية الآثار السلبية، للتغير المناخي تعاني منها المجتمعات الفقيرة وذات الدخل المنخفض حول العالم، التي تتميز بمستويات كبيرة من التعرض للعوامل البيئية المؤثرة.

دعك من سلوكيات الطقس، هناك سلوكيات خطيرة نعاني منها جميعاً، جولة واحدة في شوارع مصر تجد ما لا تراه في أي مكان آخر، حتي ولو كان الطقس بديعاً والدنيا ربيع، تجد إشارات مرور لا تحترم، تجد رشاوي ومحاسيب في مكاتب الدولة العمومية، تجد من يلقي قمامته بين المارة دون حياء، ومن يقذف في وجهك منديل ورق، أو علبة عصير فارغة، أو يبصق في وجه الناس بشكل مقزز، انظر إلي ألفاظ خدش الحياء، في الشارع، انظر ماذا يحدث في المقاهي العامرة ليل نهار، التي تحول معظمها إلي أوكار، سلوكيات خطيرة، تجري في المرور، والمحليات، والجهاز الإداري للدولة، الملىء بما يسمي «تسليك المصالح» و«السبوبة» والمحسوبية وغيرها من المفردات المنتشرة، التي صارت جزءاً من مفردات الحياة اليومية. نأمل لمصر السلامة، ولكل مصري الحق في حياه كريمة عفيفة، تحافظ علي آدميته، وفي ذات الوقت علي كل مواطن أن يعلم أن عليه حقوقاً أكيدة تجاه الوطن.

 

 

[email protected]