رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

عبير أم مثالية بدون اللقب.. حاملة المعدات الثقيلة تبهر الإسكندرانية

السيدة عبير برفقة
السيدة عبير برفقة ابنها

 تعددت قصص كفاح الأمهات التى ناضلن فى إخراج أبناء صالحين وقدوة للمجتمع ونافعين لوطنهم، ويرى معظم الأبناء والشباب أن أمهاتهم هى أعظم الأمهات فى الدنيا، ولكن بمنظورنا وبحيادية، بحثنا فى الكثير من القصص، ونقلنا شىء مختلف من قصص كفاح الأمهات المؤثرة التى تستحق جائزة الأم المثالية.

 

ونرصد لكم قصة كفاح إحدى الأمهات بمحافظة الأسكندرية، ورواها لنا ابنها، الشباب المكافح، مفتخرا بأمه وتربيتها له هو وأخواته.

 

أقرأ أيضًا.. عيد الأم.. مظاهر مختلفة للإحتفال بالمناسبة في دول العالم


ويرى الشاب أن والدته تستحق أن تكون الأم المثالية عن غيرها، ليست لأنها أمه فحسب؛ لكن بسبب المعاناة التي عاشتها، في تربيته مع أخواته وكافحت مع والده حتى بعد وفاته، ويتشرف باسمها دوما بين الناس، ويتمنى أن تنشر قصة كفاحها للناس جميعًا، ويتمنى التكريم لها كأفضل أم مثالية.

 

فروى إلينا محمد أحمد رجب، خريج كلية تجارة جامعة الإسكندرية، قصة كفاح والدته واضعًا عنوان القصة بنفسه، (حاملة الهموم ومعدات العمل الثقيلة فى حقيبتها السوداء على ظهرها).

 

وروى محمد قائلًا: "كان والدى يعمل سائق تاكسى وكنا ثلاثة أبناء، ولا يوجد لدي أبى سوى راتبه، وعندما أتى أخى الأصغر ، زاد العبء والمصاريف على رب الأسرة، ومثل الرجل لم تقف  والدتي مكتوفة الأيادى، وقررت أن تبحث عن عمل لمساعدة أبى وكان عمر أخى الأصغر حينها 3 سنوات.


فظلت أمى تبحث عن عمل هنا وهناك، ولم تيأس،حتى قابلت  طبيبة فى أحد مراكز العلاج الطبيعى، التى دخلت إليها لتبحث عن عمل، وكانت اسمها الدكتورة مارجريت، وعرضت عليها الدكتورة أن تدربها وتعلمها، وتكون مساعدة لها.

 

وبدأت أمى بحمل حقيبتها المليئة بالمعدات على ظهرها، لتقف جانبنا أنا وأخوتى، لنكمل تعليمنا ولتسد جميع احتياجتنا، فى ظل راتب أبى اليومى الضعيف وغير الدائم، حتى حدث قدر الله وتوفى أبى الذى لم يترك لنا ميراثا ولا معاش، منذ 8 أعوام، فسعت أمى إلى معاش والدها ولم تستطيع أن تأخذه إلا بعد سنوات عدة بعد إتمام إجراءته، ولكنه لم يكفى مصاريف أسرة من أم و٤ أبناء، تعليم ومعيشة وملبس وغيرها.

 

 كنت حينها فى الصف الثالث الثانوى العام، وأختى فى كلية دراسات إسلامية، ولى أخوين صغيرين فى المرحلة الابتدائية بفارق سنة عن عمر كل منهم "رابعة ابتدائى وخامسة ابتدائى".


فخاضت أمى المسيرة وحدها، وتاجرت فى ادوات التجميل والمنظفات فى أحد شركات الجملة المعروفة التى تجمع النقاط والهدايا، تعمل ولكن عقلها وقلبها معنا دوما وتتصل بنا، ما بين التربية وما بين دروس الثانوية العامة والكليات ودروس ومصاريف أخوتى فى المدارس)، وتجهيز أخوتى البنات للزواج، حتى تخرجت أختى ومعها ليسانس دراسات إسلامية وجهزتها أفضل تجهيز عرائس وزوجتها.


 أصبحت أختى وأخى المتقاربان فى السن، فى الصف الثالث والصف الثانى الثانوى على التوالى،

واستطاعت أن تجهز أمى شوار زواج أختى الصغيرة بالكامل، وتخرجت من الجامعة من كلية التجارة ولم تتركنى.

 

وهذه هى أعمارنا (ي) 26 عامًا متزوجة، وأنا محمد 24 عامًا خريج، و(م) 18 عامًا فى الصف الثالث الثانوى و(ع) 17 عامًا فى الصف الثانى الثانوى.

 ما زالت أمى عبير فتح الله مرسى إدريس 52 عامًا رافضة للراحة وتحمل حقيبتها الثقيلة وتسير فى الشوارع ذهابًا وإيابًا إلى عمل جلسات علاج طبيعى منزلية أو فى المستشفى بأجهزتها الثقيلة، وبمجهود بدنى شاق، على حسب ما يطلب منها، ولن ترتاح حتى تساعدنى وتزوجنى، وتعلم أخوتى الصغار  تعليمهم الجامعى ثم تزوجهم، رافضة الزواج منذ سنين خوفًا على أخوتى من سوء حالتهم النفسية ومن سوء معاملة أى زوج أم، على الرغم من صغر سنها فى هذا الوقت واحتياج المرأة لرجل يكون فى ظهرها.

 

 وعلى الرغم من ذلك يحسد الناس أمى على عملها وعلى رزقها وعلى وقوف الله بجانبها، ولا يعلمون أن جسدها لا يرتاح ومتعب ومريض دومًا من الشقاء، وذلك من أجلنا وفهى تعود من العمل متأخرة وتسرع إلينا بشغف للاطمئنان علينا وتحضر لنا العشاء التى تشتريه وهى قادمة إلينا، وتبقى متعة أمى  الوحيدة عندما تأتى من عملها هى النوم ليلًا بيننا.


 يرى محمد  فى تقديره أن الأم المثالية هى الأم التى تحارب من أجل أن ترفع أولادها وتجعلهم شيئًا مشرفًا فى المجتمع وتهتم بكل تفاصيلهم الصغيرة قبل الكبيرة، والتى تكون مساندة وداعمة لزوجها أثناء تربية الأبناء، قائلًا: "لو كنت أمتلك المال الكافى لكنت قدمت لها هدية رحلة حج أو عمرة فى عيد الأم، ولكنت أرحتها من العمل ولقمت أنا بدورها التى تقيم به، فى مساعدة أخوتى، ولكن راتبى لا يكفى، مضيفًا أنه فى يوم من الأيام، سيرد لها الجميل.

 

لمتابعة المزيد من الأخبار اضغط هنا