أسواق الأرز تختبر إلغاء التسعير الجبرى
الطن يقفز لـ21 ألف جنيه وسط اتهامات للمضارب وكبار التجار
أصبح المستهلك المصرى فريسة بين سندان التضخم ومطرقة تجار همهم الوحيد جنى أموال على حساب المستهلك.
وتشهد الأسواق المصرية زيادة فى أسعار السلع نتيجة ارتفاع أسعار المواد الخام وزيادة تكاليف تصنيعها ونقلها وهذه الزيادة تعتبر منطقية، لكن إذا كان إنتاج السلعة محليا وتكلفة صناعتها بسيط، فلماذا زيادة سعرها غير المنطقي؟.
الأرز.. ضمن السلع الاستراتيجية التى لا غنى عن استهلاكها يوميا، وأصبحت بمثابة وسيلة يستخدمها التجار للى ذراع الحكومة، وإجبارها على زيادة سعر الطن منها لأعلى سعر.
وقام التجار والمزارعون بحجب الأرز عن التداول فى الأسواق وهو ما ساعد فى زيادة سعر الكيلو لـ25 جنيها فى بعض المناطق وهى زيادة مبالغ فيها وتسببت فى سخط عارم من جانب المستهلك المصرى.
وقفزت أسعار الأرز الأبيض لنحو 21 ألف جنيه للطن فى المضارب للنوع عريض الحبة بعدما كان يباع الطن بـ20 ألفاً الأسبوع الماضي، و19 ألفاً للنوع رفيع الحبة وفقاً للنوع ورتبة الكسر والحبة والمنطقة.
حالة الاضطرابات التى تشهدها أسواق الأرز وقلة المعروض منه، تتزامن مع إلغاء مجلس الوزراء قرار تسعير الأرز، بعدما قام الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء بمد العمل به يوم 14 ديسمبر من عام 2022 لـ(3أشهر) أى كان سينتهى العمل به يوم 14 مارس 2023.
وفى جولة «الوفد» قال محمد أبوهاشم، صاحب محل بيع أرز وأعلاف، إن سلعة الأرز أصبحت مثل الدولار، الجميع يبحث عنها، وإن وجد يباع بأعلى سعر، مضيفا أن سعر الطن فى السوق السوداء 23 ألف جنيه.
وأضاف أن الطلب على الأرز من جانب المستهلك مستمر لأن الأرز من السلع الاستراتيجية التى لا غنى عنها، لكن بكميات قلت النصف، قائلا: «المستهلك الذى يشترى كيلو أرز أصبح يشترى نصف كيلو».
وكشف أنه يحقق هامش ربح بسيطاً من وراء بيعه الأرز، لأنه يراعى ضميره، خصوصاً أن الأسرة المصرية أصبحت تعانى من ارتفاع أسعار السلع.
قال «أبوهاشم»: إن الأسعار متفاوتة من محل لآخر، حيث يبيع الأرز الأبيض النظيف داخل محله بـ23 جنيها للكيلو فى حين أن هناك محالات أخرى تبيع نفس النوع بـ25 جنيها.
واشتكت سماح عبدالرحمن موظفة من غياب الرقابة فى الأماكن الشعبية والتى سمحت للتجار ببيع السلع دون ضوابط، وبزيادة تفوق قدرة الأسر المصرية، مضيفة أنه منذ أسبوعين كانت تشترى متطلبات المنزل من خضراوات وسلع أخرى لمدة أسبوع بـألف جنيه.. لكنها حاليا تحتاج شراء نفس الكمية بزيادة 500 جنيه.
وأضافت لـ«الوفد»: كيلو اللحوم البلدية يقارب 300 جنيه والمجمد سجل 150 جنيها، ويباع الأرز بـ25 جنيهاً، متسائلة: كيف نعيش فى ظل هذه الأزمة؟
وأضافت أن قرار الحكومة بإلغاء تسعير الأرز يفتح شهية التجار الجشعين لنهش المواطن وبيع الأرز بأسعار مبالغ فيها، مطالبة بضرورة تشديد الرقابة على الأسواق.
وقال محمود العسقلانى رئيس جمعية «مواطنون ضد الغلاء»، إن التجار وأصحاب مضارب الأرز سبب تفاقم أزمة الأرز وارتفاع أسعاره بالأسواق، مضيفة أنه مع قرار إلغاء تسعير الأرز، لأنه يسهم فى زيادة المعروض من
وأضاف أن التجار لا يراعون الظروف الاقتصادية التى تمر بها البلاد والتى أثرت سلبا على الأسرة، ويريدون جنى أرباح كبيرة من وراء محصول الأرز على حساب المواطن، رغم أن تكلفة الإنتاج بسيطة، ولا يدخل فيها الدولار.
ولفت إلى أهمية الدور الرقابى الفعلى من جانب الدولة على أصحاب المضارب والتجار الكبار، ليس على أصحاب المحال التجارية الذين يبيعون قطاعي، ويحصلون على الأرز بسعر يتجاوز الـ23 جنيها للكيلو.
وحول قرار استيراد القمح، قال العسقلانى إن القمح يأتى من الخارج بأسعار عالية وبالتالى يباع للمواطن بسعر أعلى، لكن تدخل الحكومة وملاحقة التجار الكبار وأصحاب المضارب الذين يبيعون محصول الأرز فى الخفاء بأسعار عالية ضرورة لابد منها، بالإضافة إلى وضع سعر عادل.
وقال رجب شحاتة رئيس شعبة الأرز باتحاد الصناعات، إن هناك أزمة حقيقية فى أسعار الأرز، وأصبح المعروض أقل بكثير من المطلوب.
وأضاف أنه بعد قرار مجلس الوزراء بإلغاء التسعيرة سيكون الأرز متوافرا بكميات كبيرة، لأن مصر تمتلك فائضا كبيرا من سلعة الأرز.
وأشار «شحاتة» إلى أن الحكومة سعرت الارز وهى لا تمتلك الأرز الشعير، وهذه المادة عند المنتج فقط، ومن ثم جاء التسعير مخالفا لرغبة المنتج والمزارعين للارز، مطالبا المنتجين للأرز بضرورة ضخ الارز فى الأسواق بالأسعار الحالية، لأنه عند نزول الأرز المستورد سينخفض سعر طن الأرز لأدنى مستوى له.
وقال رئيس شعبة الأرز باتحاد الصناعات، إنه فى إحدى الفترات وصل سعر طن الأرز لـ8 آلاف جنيه للطن، ورفض التجار بيعه وتم حجبه عن السوق، لكن مع نزول الأرز المستورد عانى المزارعون الأمرين لبيع الكميات لديهم بأقل الأسعار منذ ثلاث سنوات ماضية.
وأوضح أن ثقافة احتكار السلع موجودة لدى بعض التجار، ويجب التخلى عنها لأنها لن تجدى نفعًا خلال الفترة المقبلة، موضحًا أن أغلب المستوردين تعاقدوا على كميات كبيرة من الأرز المستورد.
ودعا رجب شحاتة جميع التجار إلى عدم احتكار سلعة الأرز، موضحًا أن الكميات الكبيرة التى ستدخل السوق خلال أيّام ستؤدى إلى انخفاض الأسعار.