رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

زيادة العلم للإنسان تُعلى خشيته من الله

الدكتور شوقي علام،
الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية

 قال الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم: "إن العلم يحتل مكانة عظيمة وقيمة كبيرة في منظومة القيم الإسلامية".


 لافتًا أن الطريق إلى فهم الدين لا يكون إلا بالعلم؛ فالعلماء هم ورثة الأنبياء، والعلم أساس للدين والدنيا، ولذلك اهتم المسلمون عبر تاريخهم بالعلم والعلماء والكتاب والمؤسسات التعليمية، وكان لهم السبق في ميادين علمية كثيرة أنتجتها الحضارة الإسلامية، أفادت بها البشرية جمعاء، من دون تفرقة بين المسلم وغيره.

 

 اقرأ أيضًا: مفتي الجمهورية يكشف حاجة الأمة إلى جهود أهل العلم والعلماء


 جاء ذلك خلال لقاءه الأسبوعي على إحدى القنوات الفضائية، مضيفًا فضيلته أن الله عز وجل قد أثنى على العلماء فقال: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ}، فلا يخشى الله حق خشيتِ إلا العلماء؛ ذلك أن الإنسان العالم كلما ازداد علمًا بالكون وما فيه ورأى مظاهر عظمة الله عز وجل وإحاطته بخلقه وقدرته عليهم وعظيم سلطانه، في مقابل عجز البشر وضعفهم وقلة حيلتهم، زادت خشيته من الله وتعظيمه له، وانعكس هذا الشعور العميق إحسانًا إلى الخلق ورحمةً بهم، ورغبةً في المزيد من التعلم لإيصال المنافع لهم.

 

 وأكد المفتي أن هناك توأمة بين العلم والدين، فالنصوص الشرعية من الكتاب والسنة تحدثنا وتحثنا على إعمال العقل والتدبر والتفكر والبحث، فطلب العلم بتخصصاته كافة من ضمن التكليفات الشرعية بل يُعد من فروض الكفاية في الشرع الشريف، ومن هذا الاتجاه انطلقت المنهجية العلمية في الأزهر الشريف وهى منهجية متوازنة بين العقل والنقل إيمانًا منها بتغير الفتوى بتغير المكان والزمان والأشخاص والأحوال.

 

 ولفت فضيلة المفتي أن المنهجية العلمية للشرع الشريف والمأخوذة من القرآن والسنة قد عمل العلماء على ترسيخها عبر العصور، وهى التي تلقفها الأزهر

الشريف، وسارت كذلك على دربها دار الإفتاء المصرية، ومن بين سماتها أن العلوم المختلفة متساوية في خدمة البشرية وتعمير الأرض، وهو منهج الرسول صلى الله عليه وسلم، المنهج الذي لا يعرف التعارض بين العقل والنقل، ونحن مع العقل والنقل ولا تعارض بينهما، وإن حدث تعارض فقد أُزيل بفضل عقلية علماء الأزهر الشريف وبقواعد أصول الفقه.


 وأشار المفتي إلى أن المنهجية العلمية الأزهرية مستوعبة ومدركة للاستفادة من العلوم المختلفة فلم تكن قاصرة على لون واحد من المعارف، فلم يهتم بالشريعة ويهمل علوم الكون، فكانت العملية التعليمية الأزهرية مثالًا للتوازن والتكامل والاتساع الفكري البديع، إذ بجانب العربية توجد أقسام اللغات الحية في الكليات المعنية باللغات والألسن، وإلى جانب كليات الشريعة توجد الكليات التجريبية والعملية في مختلف المجالات، فالمنهجية الأزهرية على وجه الخصوص تتكامل تكاملًا فريدًا لا نظير له في أي مكان آخر.


 وأكد المفتي أنه عندما نعمق النظر في مكونات الفتوى نجدها تتكون من جملة من العناصر المتكاملة والتساؤلات التي جاءت الفتوى لتجيب عنها، وهذا لا يأتي بشكل رشيد إلا إذا كان هناك وعي وإلمام وتشابك مع العلوم الأخرى المختلفة.