أمريكا والصين..اتهامات متبادلة وعداء صريح

شهدت العلاقات بين الولايات المتحدة والصين العديد من مراحل التوتر المختلفة وكانت آخرها جراء المنطاد الصيني الذي انحرف وحلق فوق الأراضي الأمريكية ليثير الشكوك بأن بكين وضعته فوق أراضيها بغرض التجسس.
اقرأ أيضًا..البيت الأبيض يكشف حقيقة إعادة حطام المنطاد للصين
عبارة ما أن ضجت بها عناوين وسائل الإعلام العالمية وتناقلتها الصفحات المتخصصة فى الشأن السياسي على مواقع التواصل الإجتماعى حتى حبس العالم أنفاسه وبزغ فى العقول سؤالاً واحداً "هل هى المواجهة" بعد فترة مما يمكن تشبيهه بالحرب الباردة والصراع الخفى وكيف سيأتى الرد الأمريكى على ما وصفه البعض بالتهديد الصينى الصريح فى عقر دار الأمريكان خاصة بعد احتجاج بكين على تدمير المنطاد أو وصفه بمنطاد للتجسس مؤكدة على أنه منطاد مخصص لأعمال الأرصاد الجوية ومشددة على أنها ستحتفظ بحق الرد مما قد يثير تكهنات باحتمالية نية للتصعيد بين البلدين.
منحنيات الصعود والهبوط فى العلاقات الأمريكية الصينية
شهدت العلاقات الأمريكية الصينية مراحل عدة بين الصعود والهبوط بدأت العلاقات بين البلدين تتبلور بشكل أكثر جدية و إن كانت مشوبة بشىء من البطء بعد توقيع معاهدة وانجشيا عام1845 إلى أن تحالفت البلدين ضد اليابان فى الفترة بين عامى (1941-1945) خلال حرب المحيط الهادىء ولكن مع مجىء الزعيم الشيوعى ماو تسى تونج و إنتصار الشيوعيين فى الحرب الأهلية تجدد النفور بين البلدين حيث تحاربتا خلال الحرب الكورية وحرب فيتنام حتى قرر الرئيس الأمريكى نيكسون فى أكتوبر من عام 1971 تقديم الدعم إلى الصين للإنضمام إلى الأمم المتحدة رغم ماعرف عنه من عداء شديد للشيوعية ليقرر بعد ذلك الذهاب فى فبراير من عام 1972 فى زيارة إلى الصين كمحاولة لإذابة الجليد بين البلدين بعد 25 عاماً على إنقطاع العلاقات بين البلدين أطلق عليها "رحلة السلام" أتفق فيها الجانبين على تعزيز وتفعيل الإتفاقات العلمية والتجارية والثقافية بين الجانبين ذلك التذبذب بين التحالف والعداء وفى عام1955 قسم الكاتب الأمريكى هارولد إيزاك العلاقات الأمريكية الصينية إلى ٦ أقسام فى كتابه الخدوش على عقولنا جاءت على النحو التالى (الإحترام) فى القرن الثامن عشر ثم الإزدراء فى الفترة من (1840-1905) ثم الإحسان فى الفترة من(1905-1937) و الإعجاب فى الفترة من(1937-1944) وخيبة الأمل فى الفترة من (1944-1949) والعداء منذ عام 1949 ثم جاء المؤرخ جوناثان سبينس فى عام 1990 ليضيف إلى فصول إيزاك ثلاثة فصول أخرين هم إستيقاظ الفضول ثم الإنبهار الساذج فى السبعينيات من القرن الماضى ثم تجدد الشك فى فترة الثمانينيات.
ترامب والصين اتهامات و عداء صريح
على الرغم من أن فترة الرئيس الأمريكى الأسبق باراك أوباما شهدت تقارب و إستقرار نسبى معقول بين البلدين إلا أن ذلك لم يدم طويلاً بعد وصول الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب.
حيث أعلن الرئيس الأمريكى أنذاك
صراع العروش
ويرى عدد من المراقبون أنه مع التقارب الواضح بين كل من الصين و روسيا أن كلتا البلدين تسعى لعالم متعدد الأقطاب وهو ما أكد مراقبون أن الولايات المتحدة التى باتت القوى الوحيدة فى العالم منذ إنهيار الإتحاد السوفيتى عام 1991 لاترحب به فيما لم تتضح بعد أبعاد رد بكين على تدمير المنطاد أو رد واشنطن على دخول أكثر من منطاد إلى أراضيها ليبقى السؤال هل ستقع المواجهة وهل ستتواجه كل من الولايات المتحدة و الصين مواجهة مباشرة مصحوبة بحلفاؤها حيث تكون الولايات المتحدة و أوروبا من جهة والصين وروسيا وحلفاؤهما من جهة أم ستلجأن للحلول الدبلوماسية هذا ماستسفر عنه الفترة المقبلة.
لمزيد من الأخبار العالمية اضغط هنا: