البقاء على سعر صرف ثابت دون موارد دولارية من المستحيلات
4 مستهدفات أمام الشركة لتعظيم ريادتها
حينما تصبح مبدعا، لن ترى الأمور كما يراها الآخرون، فقد يوجد داخل كل شخص طاقة إبداعية، لكن الفيصل التعبير عنها بفعل.. أعلم أنه لا يمكن لأحد أن يبنى لك الجسر الذى تعبر منه لتحقيق كل ما تريد، إلا سواك، ولا يوجد سر للنجاح فكلٌ له دربه وأسلوبه الخاص فى تحقيق أهدافه.. وكذلك محدثى منهجه التحلى بالعزيمة لتطوير أفكاره.
فكّر دائما خارج الصندوق، فليس مهماً أن تكون كاملا، ولكن احرص على أن تكون مميزا، عليك أن تؤمن بأن كل شىء يكون أفضل، طالما تفتش عنه بجهد وإرادة.. وعلى هذا كانت مسيرة الرجل.
محمد أويس عضو مجلس إدارة شركة إيليت للاستشارات المالية.. فلسفته التعامل مع الأزمات بصورة إيجابية حتى يتمكن من تجاوزها، فى قاموسه إذا لم تجد طريق النجاح عليك أن تبتكره، لا يفضل أن يكون نسخة من أحد بل نسخة من نفسه فقط، دستوره متعة خوض التحديات والتجارب الجديدة.
بتصميم هندسى رائع وطابع يحمل الهدوء، يبدو المشهد عند المدخل الرئيسى، تألق اللون البيج والديكورات على جدران المكان، شعور بالهدوء، والسكون، لمسة جمالية بالمدخل تتجسد فى صورة شخصية الممثل الكوميدى العالمى «تشارلى تشابلن» بما يحمله من إصرار، وعزيمة، فى مشواره.. سبع لوحات موزعة على الحوائط، منها ما يتضمن تصميمات للتعبير عن الطبيعة، وأخرى رسومات فنية، وثالثة ذكريات تحكى قصصا لأماكن لها ذكريات.
مجسمات بأحجام كبيرة تملأ الممرات، كلها لتراث ريفى من الجنوب، وتجسيدا للحارة المصرية القديمة.. مجموعة من الأنتيكات النحاسية المتميزة.. مكتبة كبيرة تضم أكثر من 500 كتاب، تتصدرها المجلدات التاريخية، التى تسهم فى تعزيز فكر واعٍ ودقيق، وهو سر ثقافة الرجل ونجاحاته.
طاقة إيجابية سرها زوجته، كونها الداعم الرئيسى لطموحاته، سطح المكتب يبدو أكثر «نعكشة»، قصاصات ورقية، يسطر فيها جدول أعماله اليومى، وتقييمه لذاته.. ذكريات تقص محطات مهمة فى مسيرته، ومحطات أخرى كان لها الأثر الأكبر فى مشواره.. ليبدأ قصته بقول «ربما لا تكون رؤيتك دائما حقيقية للأشياء، فالأمر يتطلب نظرة، وتمعنا أكثر حتى ترى الأشياء على حقيقتها».
بدأ حماسيا، ودقيقا فيما يقول، ويحلل، يرى أن التعثر فى أى أمر هو بداية قوية للانطلاق، عندما يتحدث عن المشهد الاقتصادى.. يقول إن «البعض يرى أن الاقتصاد الوطنى يمر بمشهد أكثر سوءا، ولكن ذلك على غير الحقيقة، فما يشهده الاقتصاد من بعض الارتباك بسبب نتيجة التأخير سنوات طويلة للإصلاحات الاقتصادية، والتى تسببت فى تراكم هذه المشكلات، والتى تكشفت مع اتجاه الدولة للخطوات الإصلاحية».
تساءل قائلا: هل ما يشهده الاقتصاد الوطنى هو العامل الأساسى فى أن يشهد الاقتصاد طفرة وتتحول الدولة من مستوردة إلى دولة مصدرة؟.. هنا يجيب قائلا «بالطبع لا ولكن قد تكون البداية، وما تقوم به الدولة من إجراءات إصلاحية تهدف إلى خلق فرص استثمارية جديدة تتمكن من الاستفادة منها، والرؤية المستقبلية بصورة أفضل، حيث لم يحدث ذلك فى الإجراءات الإصلاحية فى عام 2016».
التوفيق لا يذهب إلا لمن طرق أبوابا لم يطرقها غيره، ونفس الحال بالنسبة لمحدثى حرصه على البحث يدفعه إلى أن يقدم رؤية واضحة عن المستقبل، يبدو أكثر تفاؤلا، ولكن تفاؤل بحذر، حيث أن تفاؤله يبنى على ما تتخذه الدولة من إصلاحات مالية، ونقدية، لكن الحذر بسبب حجم الدين الكبير، كما يرى أن الاقتصاد فى حاجة إلى خلق قصة استثمارية للمستثمر بصورة عامة، خاصة أن مصر تحتاج إلى أن تركز على قطاع رائد يقود الاقتصاد الوطنى، بالإضافة إلى العمل على استقطاب المزيد من الاستثمارات الأجنبية التى تضيف قيمة فكرية واقتصادية للدولة.
< لكن="" ما="" رؤيتك="" لمعدلات="" التضخم="" خلال="" الفترة="">
- بهدوء وثقة يجيبنى قائلاً إن «معدلات التضخم وارتفاعه يظل مرتبطا بحركة سعر الصرف، التى تشير مؤشراته إلى حالة من الاستقرار فى الفترة القادمة، خاصة أن البنك المركزى يعمل طوال الوقت على استهداف معدلات التضخم، والسيطرة عليه، من خلال معالجة مسبباته».
القدرة على تقييم الموقف والحكمة فى تحليل المشهد من السمات التى استمدها الرجل من والده، يتبين ذلك خلال تفسيره لملف السياسة النقدية ممثلة فى البنك المركزى، يعتبر أن الحكومة أضاعت فرصة ذهبية من الإصلاحات الاقتصادية فى عام 2016، وحتى عام 2019، بسبب التعامل الخاطئ مع المشهد وقتها، وعدم الاستفادة من الاستثمارات المتدفقة فى السوق المحلى، وواصلت الحكومة الأخطاء مع بداية عام 2020 حينما لم تقم بتحريك سعر الصرف، وتمسكت بعملية دعمه، واستمرت فى تخفيض أسعار الفائدة، مما انعكس سلبيا على المشهد الاقتصادى، وتكشف كل ذلك مع الحرب الروسية الأوكرانية، وهو ما دفع السياسة النقدية إلى تصحيح أوضاعها.
المعرفة، والتفكير العميق، دعم ثقته بنفسه فيما يتحدث، خاصة حول التوجه إلى تثبيت سعر الصرف من أجل مراعاة البعد الاجتماعى، وهو أمر غير جيد، إذ أن مراعاة البعد الاجتماعى تكون بصورة أفضل عبر توفير فرص العمل، وزيادة الاستثمارات التى تسهم فى التوظيف، وليس من خلال البقاء على سعر الصرف، حيث أن تثبيت سعر الصرف مسكن وقتى، يضاعف الأزمة الاقتصادية مستقبلا.
حكمة الحديث وعقلانية الرد أهم ما يميزه عندما يتحدث عن الاقتراض الخارجى تجده أكثر موضوعية، حيث إنه غير قلق من الدين الخارجى، حيث أن نسبته من حجم الناتج الإجمالى المحلى لا تزال فى الحدود الآمنة، ورغم ذلك إلا أن القلق يكون نتيجة توجيه هذه الأموال فى الأغراض غير الاستثمارية، واستغلالها فى سد عجز الموازنة، وعلى الدولة توجيه مثل هذه الأموال فى المشروعات القومية التى أصبحت تعتمد على الاقتصاد الأخضر، والتى تعبر عن الرؤية المستقبلية.
< لماذا="" لا="" يزال="" ملف="" السياسة="" المالية="" يمثل="" جدلاً="" بين="" الخبراء="">
- بشجاعة وثقة يجيبنى قائلا إن «المنظومة والسياسات الضريبية تمثل عبئا على المستثمرين، حيث تحولت من ضرائب إلى جباية، مما تسبب فى تطفيش المستثمرين إلى اقتصاديات أخرى بالمنطقة، تقدم تحفيزات استثمارية، تستقطب الأموال الأجنبية، ولذلك تحتاج المنظومة الضريبية إلى إعادة نظر، بما يحقق التناسق بين السياسات الضريبية، والاستثمارية، خاصة أن فلسفة الضريبية ما هى إلا مصادر دخل قصيرة الأجل، لسد العجز قد تكون شديدة الضرر على المدى البعيد، لذلك على الحكومة العمل على تعديل فلسفتها فى هذا الصدد من خلال تقديم المزيد من المحفزات الضريبية والاستثمارية، وكذلك ضرورة الاهتمام بالاقتصاد غير الرسمى، والعمل على تذليل العقبات أمامه، كونه قوة لا يستهان بها، قادرة على مضاعفة موارد الدولة».
محطات عديدة خاضها فى مشواره، أصقلت خبراته، ويتبين ذلك عندما يتحدث عن ملف الاستثمار الأجنبى المباشر، حيث يعتبر أن المستثمر الأجنبى يواجه معاناة كبيرة فى السنوات الأخيرة، منذ ثورة 2012 نتيجة عدم استقرار سعر الصرف، وكذلك عدم توافر الدولار، ومواجهة العديد من المشكلات منها يرتبط بأزمات إدارية ممثلة فى البيروقراطية، وتأخير فى إجراءات الاستثمار، وتأسيس الشركات، والحرص على سرعة فض المنازعات الاستثمارية، ودراسة الاقتصاديات المجاورة، وما اتخذته من إجراءات ساهمت فى استقطاب المزيد من المستثمرين، والأموال الأجنبية، وكذلك ضرورة العمل على عودة وزارة الاستثمار، من أجل تحقيق التوازن بين السياسة المالية والنقدية، بما يصب فى مصلحة الاقتصاد.
اتجهت الدولة مؤخرا إلى العمل على دعم القطاع الخاص، وتعمل على تحويله من شريك إلى تمكينه للإدارة، ورغم الجدل الذى يشهده القطاع الخاص إلا أن محدثى له رؤية خاصة فى هذا الملف تقوم على أن القطاع الخاص لا يزال يواجه العديد من الأزمات، والمشكلات الخاصة بأسعار الطاقة، والمنافسة غير المتكافئة مع الحكومة، والأعباء الضريبية، وكلها عوامل لا تتيح للقطاع الخاص استكمال دوره فى عملية التنمية، كونه العمود الفقرى فى اقتصاديات الدول الكبرى، ويمثل نسبة كبيرة من الناتج المحلى الإجمالى للاقتصاديات.
< شهدت="" الأسواق="" المالية="" الخليجية="" خلال="" الأشهر="" الماضية="" العديد="" من="" الطروحات="" الناجحة..="" فهل="" أصبح="" الوقت="" مناسبا="" فى="" السوق="" المحلى="" بعد="" كل="" هذه="" السنوات="" لاستئناف="" عملية="" الطروحات="">
- بدا على ملامحه علامات حيرة قبل أن يجيبنى قائلا إن «نجاح الطروحات الحكومية فى البورصة تتطلب أن تكون سوقا جاذبا للاستثمار، حتى تستطيع الطروحات أن تحقق مستهدفاتها فى استقطاب المستثمرين، خاصة أن سوق الأوراق المالية يحظى بسيولة كبيرة قادرة فى تغطية مثل هذه الاكتتابات، مع عودة الثقة فى البورصة، وكذلك العمل على مزيد من الدعم لسوق المشروعات الصغيرة والمتوسطة، والتوعية المستمرة للمستثمرين».
التميز لا يأتى دون أن تتجرع مرارة التعب، ومغامرته محسوبة، لكن هى ما تميزه، نجاحاته المتتالية لم تكن من فراغ، ليس لديه صعبا، فقد سافر شرقا وغربا من أجل التعلم، وإضافة قيمة لذاته، وهو ما جعله ضمن قائمة الباحثين عن المزيد من التفوق، وخدمة الآخرين، نجح مع مجلس إدارة الشركة أن يشكلوا كيانا ماليا كبيرا، من خلال استراتيجية محددة، وطموحة ساهمت فى تعزيز أرباح الشركة خلال العام 2022، واستكمالا لذلك تستهدف الشركة 4 بنود رئيسية تعزز منافستها فى السوق تتمثل فى زيادة رأس مال الشركة، وكذلك إضافة رخص وأنشطة جديدة، منها ترويج وتغطية الاكتتابات، ونشر المعلومات، والتوسع فى خدمة عيادات الأعمال، التى تقوم بمساعدة المستثمرين الأفراد فى تقديم الاستشارة، خاصة فى الشركات العائلية، أيضاً استهداف تجهيز وتأهيل 3 شركات تمهيدا لطرحها بسوق المشروعات الصغيرة والمتوسطة.
سطور صفحات الرجل تشير إلى أنه تجاوز محطات متعددة من المطبات إلى أن سجل اسمه فى قائمة الناجحين، وهو ما يسعى للحفاظ عليه، لكن يظل الرجل شغله الشاغل الوصول بالشركة مع مجلس الإدارة إلى الريادة بالسوق المحلى.. فهل يستطيع ذلك؟