رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

مات قبل فرحه.. شقيق شهيد حادث الإسماعيلية يروى للوفد حكاية الفرح الكبير

بوابة الوفد الإلكترونية

 قالي "عاوز أفرح بيك، ولما أنزل الإجازة هعملك فرح كبير يحكي عنه أهالي البلد"، بس للأسف ملحقش يفرح بيا ولا يعملي الفرح اللي كان بيحلم بيه، وغادر دنيانا في كفن أبيض كأنه "عريس"، وراح عند ربنا نظيفًا من أي حاجة.. هكذا تحدث نور سامي السيد عبد العزيز ابن قرية أنشاص البصل التابعة لمركز الزقازيق بمحافظة الشرقية، عن شقيقه محمود الذي استشهد في الهجوم الإرهابي الذي استهدف كمين الإسماعيلية الجمعة الماضية.

 

 وأوضح نور في حديثه الـ"الوفد" أن فرحه "شبكته" كان مُحدد له الأسبوع الحالي، وأنهم كانوا في انتظار نزول شقيقه محمود يوم الخميس الماضي من الجيش، استعدادًا للمشاركة في فرحه الذي تحدد بناءً على إجازته الميري، لكن شقيقه أخبرهم بأنه بعدما جهز حقيبته استعدادًا لنزول أجازته يوم الجمعة الماضية، جاءته التعليمات بالاستمرار في خدمته لمدة يومين استعدادًا للمشاركة في تأمين الاحتفال برأس السنة هناك.

 

 

 

وأشار والد الشهيد إلى أنه يعمل في الزراعة، ولديه قطعة أرض زراعية محددوة المساحة، كان يعمل فيها وأولاده، لافتًا إلى أن الله رزقه بـ"خمسة" أبناء أربعة ذكور وابنه، وابنه الشهيد محمود ذات الـ 22 ربيعًا هو الإبن الأصغر سنًا والأقرب إلى قلبه وقلب أمه، لأنه تعبان "شقيان" منذ صغره معه في زراعة الأرض، وترك التعليم من الصف الثالث الثانوي الزراعي من أجل مساعدته في الأرض وتوفير سبل الحياة له ولأشقائه.

 

ولفت والد الشهيد إلى حديث دار بينه وبين ابنه الشهيد منذ فترة قريبة، وذلك عندما سأله عن واجبه عند مواجهة الخارجين عن القانون أو الإرهابيين، فأجابه "نفسي يا يابا من زمان أتقابل معهم وجهًا لوجه، وعندها سأقاتلهم حتى آخر لحظة من حياتي دفاعًا عن وطني وشرف بلدي، قسمًا بالله لن أهدأ حتى استرد حق زملائي الشهداء اللي سبقونا، ولو لم أواجههم يبقى أقعد في البيت أحسن، آمال مين اللي هيدافع عن البلد لو إحنا جرينا؟ هو في حد يطول الشهادة يا والدي".

 

وألمح محمد الشقيق الأكبر للشهيد، إلى أنه في مساء الجمعة الماضية، وأثناء مشاركته فرح أحد شباب القرية، تلقى اتصال تليفوني من أحد زملاء شقيقه في التجنيد بالإسماعيلية، وأخبره بأنه أثناء تصديه وزملائه لهجوم إرهابي، استشهد في سبيل الله والوطن، وعندها الخبر نزل عليه كالصاعقة، ولم يدرِ بنفسه ولا يعرف وقتها كيفية التصرف أو إبلاغ والده ووالدته المسنة بهذا الخبر المشؤوم، إلا أنه تمالك نفسه خصوصًا عندما تيقن أن شقيقه شهيد وهذا فخر وشرف له، وبعدها أخبر أسرته وأنطلقوا إلى الإسماعيلية لإلقاء

نظرة الوداع الأخيرة واستلامه ومن ثم اصطحابه إلى قريته لتشييع جثمانه إلى مثواه الأخير وسط حال من الحزن أصاب أهالي وشباب القرية.

 

وذكر السيد الشقيق الأوسط للشهيد، أنهم فور وصولهم إلى المستشفى، تقابل مع أحد الضباط، وأخبره بأن شقيقه محمود "بطل"، وظل يخبره ويسرد له كم البطولات التي أداها أثناء مواجهة الإرهابيين، خصوصًا أنه تعامل معهم بتكتيك عسكري، الأمر الذي ساعد في صد هجوم الارهابيين، والقضاء على عدد منهم وهروب العدد الآخر، ومن ثم تقليل عدد الضحايا من زملائه، لافتاً إلى الدور البطولي لصاحب الكشك الذي استشهد في الحادث، خصوصًا أنه شارك في مواجهة الإرهابيين بعدما ظل يقذفهم بزجاجات الحاجة الساقعة كنوع من تشتيت تركيزهم لإتاحة الفرصة أمام قوة الكمين في القضاء عليهم.

 

 

 

 وتقول أم الشهيد وفي عينيها دموع تكاد تنفطر لولا تماسكها بعدما عرفت عظم ومكانة ابنها الشهيد عند الله مصداقًا لقوله تعالى "ومن يقاتل في سبيل الله فُيقتل أو يُغلب فسوف نؤتيه أجرًا عظيمًا": "محمود كان متدينًا، ونفسه هادية، وقنوع، ويرضى بأقل القليل في كل حاجة في اللبس والأكل، وهو الابن المحبوب والمقرب لقلبى، لأنه وهب نفسه وحياته لمساعدتنا على المعيشة، وسأظل طول عمرى أذكر مواقفه وأحاديثه معى"، لافتة إلى أن ظروفهم المعيشية حاليًا في احتياج إلى رعاية ومساعدة من الرئيس عبدالفتاح السيسي، بعدما فقدوا الساعد الأيمن والعائل الأكبر مع والده المسن الذي أنهكه الحزن على فراق ولده الشهيد، مطالبة بتوفير فرصة عمل لابنها "نور" حتى تُعينهم على العيش بحياه كريمة، خصوصًا أن لديه ظروف صحية خاصة، مع تكريمها وزوجها والد الشهيد بإتاحة الفرصة لهما لأداء مناسك حج بيت الله الحرام.