رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

كيف استطاع بيليه أن يوحّد الأعداء في نيجيريا

الملك بيليه.. عندما هزمت كرة القدم نيران الحرب في نيجيريا

بيليه
بيليه

لا يختلف عاشقان لكرة القدم على أن بيليه، الأسطورة البرازيلية، يتربع على عرش أعظم لاعبي اللعبة في التاريخ. بصماته الخالدة داخل المستطيل الأخضر وتأثيره الاجتماعي خارج الملعب جعلته رمزًا عالميًا، حتى غادر عالمنا في الساعات الأخيرة عن عمر 82 عامًا، متأثرًا بأزمة قلبية حادة تفاقمت بسبب معاناته مع سرطان القولون.

"الملك" بيليه، كما لقّبه عشاق الساحرة المستديرة، لم يكن مجرد لاعب يسجل الأهداف ويحصد الألقاب، بل كان قوة إنسانية فذة، فمن كان يظن أن كرة القدم يمكن أن توقف حربًا ضروسًا في عام 1969، وفي خضم حرب أهلية دامية في نيجيريا، فعلها بيليه. 

تعود القصة إلى تلك السنة العصيبة، حين قرر نادي سانتوس البرازيلي، الذي يضم بيليه بين صفوفه، خوض جولة في أفريقيا رغم الاضطرابات التي كانت تعصف بالقارة السمراء.

كانت نيجيريا آنذاك غارقة في حرب أهلية مريرة بين الحكومة المركزية، التي تهيمن عليها قبائل الهوسا-فولاني، ودولة بيافرا الانفصالية التي أسسها شعب الإيبو. 

هذه الحرب، التي امتدت عامين، خلّفت ما يقارب مليوني قتيل و4.5 مليون مشرد، قبل أن تنتهي بانهيار بيافرا وإعادتها إلى حضن نيجيريا.
وسط هذا الصراع المدمر، حدث ما لم يكن في الحسبان، بعدما اتفقت الأطراف المتحاربة على هدنة استثنائية لمدة 48 ساعة، ليس للتفاوض أو تبادل الأسرى، بل لمشاهدة بيليه وفريقه سانتوس في مباراة ودية ضد منتخب نيجيريا.

تألق "الملك" في تلك المباراة وسجل هدفين أذهلا الجماهير، التي هتفت باسمه وأشادت بفنه الاستثنائي.

لاحقًا، قال بيليه في تصريحات خالدة: "توقفت الحرب في نيجيريا لأن الجماهير أرادت أن ترى كرة القدم، وأن تشاهد سانتوس يلعب في أفريقيا"، شغف الناس باللعبة وحبهم لبيليه كانا أقوى من نيران الحرب.

إرث بيليه لا يقتصر على هذه الحادثة المذهلة. فهو اللاعب الوحيد في التاريخ الذي قاد منتخب بلاده، البرازيل، للفوز بكأس العالم ثلاث مرات (1958، 1962، 1970)، محققًا إنجازًا لم يكسره أحد حتى اليوم.

كما يبقى الهداف التاريخي لـ"راقصي السامبا" برصيد 77 هدفًا، وتربع لسنوات طويلة على صدارة هدافي العالم، قبل أن يتجاوزه كريستيانو رونالدو لاحقًا، ليصبح بيليه رمزًا للإلهام، داخل الملعب وخارجه.