معبد يكشف حقيقة التنظيمات المتطرفة وأسرار تمويلهم (حوار خاص)

أكد الدكتور أحمد معبد عبدالكريم، عضو هيئة كبار العلماء، أن أصحاب الفكر المتطرف لا يستمعون إلى الفتوى الصحيحة، ووصفهم بأنهم مجندون لصالح جهات معينة تقوم بتمويلهم، مشيرًا إلى أنهم يشترطون على كل من ينضم إليهم ألا يستفتي أحدًا غيرهم، حتى لا يخرجوا عن النص ويشعرون أنهم على ضلال، مبينًا أنهم من أوصلوا أنفسهم لما هم عليه الآن من ضلال.

 

اقرأ أيضًا.. الإمام الأكبر يؤكد حرص الأزهر على تقديم الدعم للطلاب الوافدين

وأشاد "معبد" في حوار خاص لـ"الوفد" بالتعليم في الأزهر الشريف، موضحًا أن له طابع خاص، ويُعد واجهة تعليمية مميزة ينهل منها الطلاب علوم الدين والدنيا، ويجب على كافة العناصر المشاركة في العملية التعليمية أن تؤدى عملها كرسالة وليس وظيفة.

 

وقال عضو هيئة كبار العلماء، إن المسلم في حاجة ماسة للسنة النبوية أكثر من حاجته للطعام والشراب، حيث أن استقامة أمور عباداته كالصلاة لا تكون إلا بها، والحفاظ على السنة مسئولية كل من يريد أن تصح عبادته لربه خالصة لا ريب فيها.

 

الدكتور أحمد معبد عبدالكريم، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أحد كبار المحدثين في العصر الحديث، وواحدًا من كبار علماء الحديث في مصر والعالم، الذين يقصدهم طلاب العلم من جميع أنحائه، ويأخذون عنهم، ويطلبون علو سندهم إلى رسول الله، كما أن له دروس ومجالس حديثية بالجامع الأزهر الشريف.

 

"الوفد" أجرت حوارًا مع الدكتور أحمد معبد؛ للحديث عن عدد من القضايا التي تهم المسلمين، وعدد من القضايا المعاصرة.

 

هل تتغير الفتوى بتغير الأزمنة؟

نعم الفتوى تتغير بتغير الأزمنة، فعلى سبيل المثال، إذا نظرنا في كتب الفقه الآن وكيفية الوضوء ستجد أنها تكون بغسل اليديدن قبل وضعها في الإناء وأن تأخذ غرفة أو غرفتين باليمين، أما الآن فأصبحت بمجرد الاقتراب من صنبور المياه، تجده يخرج مياه بدون لمسه، فهل يصح أن نقول أن الوضوء ليس صحيحًا؟ لا يصح أن نقول ذلك لأن الوضوء يكون صحيح، وهذا هو تغيير الفتوى.

دور الفتوى في مواجهة الفكر المتطرف؟

أصحاب الفكر المتطرف لا يستمعون إلى الفتوى الصحيحة، وإنما هم مجندون ويتم تمويلهم، وبالتالي ويتم الاشتراط على كل من ينضم لكل هذه التنظيمات ألا يستفتي أحد غيرهم، حتى لا بخرجوا عن النص ويشعروا أنهم على ضلال، وهم الذين أوصلوا أنفسهم لما هم عليه الآن من الضلال، بسبب سؤالهم من لا يعلم ويضلل الناس.

 

يجب على المستفتي ألا يسأل إلا أهل العلم، وأن يختار من يستفتيه ويكون القصد من الفتوى أن لا يدخل المستفتي الحرام على نفسه، سواء أكان فكر أو منفعه أو أموال.

 

ماذا تقول لأصحاب الفكر المتشدد

كل من يتشدد هو بعيد عن الأهلية، وأنا ألوم المستفتي بالدرجة الأولى لأن الله عز وجل قال اسألوا أهل الذكر، فعندما تترك أهل الذكر وتذهب لغير ذلك، فإنك بذلك ترتكب إثمًا.

 

الحفاظ على السنة مسئولية كل من يريد أن تصح عبادته

كيف ترى حاجتنا إلى إحياء سنة النبي؟

إن الإنسان المسلم في حاجة ماسة للسنة النبوية أكثر من حاجته للطعام والشراب، حيث أن استقامة أمور عباداته كالصلاة لا تكون إلا بها، والحفاظ على السنة مسئولية كل من يريد أن تصح عبادته لربه خالصة لا ريب فيها.

 

كما أن السنة دائما ما تأتي ممن يصفون أنفسهم بالعقلاء، والعقول تختلف عن بعضها البعض، وفهم السنة فهما صحيحا يحتاج لعقل واع بالأمور الشرعية، والقراءة المتعمقة لكتب الحديث وعلومه.

 

كيف تري التعليم في الأزهر الشريف؟

أن التعليم في الأزهر الشريف له طابع خاص، ويُعد وجهة تعليمية مميزة ينهل منها الطلاب علوم الدين والدنيا، ويجب على كافة العناصر المشاركة في العملية التعليمية أن تؤدى عملها كرسالة وليس وظيفة، وأرى أن خروج التعليم عن هذا الإطار يفقده المرجو منه.

 

كما أن المكافاة على التعليم لا يوافيها إلا المولى عز وجل الذي أوكله لهذه الرسالة وأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لأن يهدي الله بك رجلا خير لك من الأرض وما عليها، وكانوا في قديم الزمن المعلمون ينظرون إلى التعليم على أنه رسالة ومهمة يؤدونها وليس مجرد وظيفة.

الحروب التي تحدث ليست من مبادئ الإنسانية

كيف ترى الحروب بين الدول؟

الحروب التي تحدث ليست من مبادئ الإنسانية قبل الدين ولكن هو دائما يكون لمقصد بشري غير منصف، ولذلك تجد هذه الحروب تغذى باستمرار، وإذا أراد المسلم المستقيم أن يخمدها لا يستجاب له.

وأؤكد أنه إذا وجد الآن أشخاص يقصدون عمارة الحياة على أسس سليمة يمكن أن تقل هذه الحروب، التي سببها الخروج على الإسلام.

 

ما هي مواصفات وشروط محدث العصر؟

لا بد أن يفرَّق بين الدارس لعلوم الحديث وبين باحث في الحديث وبين من يسمى بـ"المحدِّث"، وأهم ما يشترط في محدِّث العصر أن يكون ما يعرفه من علوم الحديث سواء رواية أو دراية أو فنون الحديث بجميع أنواعها أكثر مما يجهله.

 

والحفظ بمعنى الفهم والاستيعاب يعني حفظ الذاكرة لا نملكه أو ما يمكن أن نحاسبه عليه، أنا درست على بعض أشخاص كانوا يقولون: نحن نحفظ الكتب الستة، أنا لا

أستطيع أن أجعل هذا شرط المحدث الآن، لكن الذي اشترطه عليه أن يكون ما يعلمه من تراث الحديث بجميع فنونه أكثر مما يجهله، وهذا ضابط ينبغي أن يطبق، فإذا وصل المحدث إلى هذه الدرجة، فهو الذي يمكن أن يفيد ويمكن أيضـاً أن يوضـع في هـذا المـكان.

 

التصدر قبل التأهل

فإذا كان ما يجهله أكثر فهنا يكون التصدر قبل التأهل، إلا أنه من الصعب التحكم في مثل هؤلاء، ولكن العلاج في تقديري هو أن يظهر مجموعة من النوع الأول تسد حاجة الناس إلى النوع الثاني، يعني هؤلاء الذين تصدروا طبعاً تصدُّرهم في حد ذاته له سبب وهو وجود الفراغ؛ فقبل أن أحاسبهم على هذا التصدر أريد أن أحث غيرهم على ملء هذا الفراغ بمن هو كفء.

 

من المسؤول عن حماية تخصص علم الحديث؟

المسؤولية مشتركة على علماء الحديث، وعلى الجهات التي يناط بها الحفاظ على هذا التخصص، سواء كانت مؤسسات علمية رسمية كالجامعات الإسلامية والأزهر، أو كانت جهات ممولة خيرية؛ لأن العلم يزهو بالإنفاق، فبذلك إذا أردنا أن نقضي على هذا التصدر فنحن نحتاج إلى ملء الفراغ بالأكفاء.

 

ما المقصود بالتنمية المستدامة؟

مسألة التنمية المستدامة معناها، أن تخلص في عملك وتقوم بواجبك بحيث يستفيد منك المجتمع وكذلك أنت كفرد تستفيد، هذا معنى التنمية، ومعنى كونها مستدامة أنه ما دمت حيا فأنت تعمل ولا تكون عاله على غيرك.

 

مسيرة الدكتور أحمد معبد عبدالكريم

التحق معبد بالأزهر الشريف، وتميز في الدراسة والتحصيل، وظهر نبوغه، وحصل على الشهادة الثانوية سنة 1961م، ثم التحق بكلية أصول الدين وحصل على درجة  الليسانس في شعبة الحديث وعلومه سنة 1966م، وفي سنة 1969م حصل على درجة التخصص الماجستير في التفسير وعلوم القرآن، وفي سنة 1971م حصل على درجة التخصص الماجستير في الحديث وعلومه، بعدها حصل على درجة الدكتوراة في التخصص نفسه سنة 1978م.

 

ولد عبدالكريم، عام 1939م، في قرية الشيخ سعد، مركز أبشواي التابع لمحافظة الفيوم، لأسرة شريفة الأصل، وتوفي والده وهو طفل صغير، وأتم حفظ القرآن في سن مبكرة، وكانت والدته خير معين له على طلب العلم والتميز فيه.

 

الإجازات العلمية 

حصل على الإجازة في علم الحديث على يد كثيرٍ من العلماء، وعمل سنة 1967م إمامًا بوزارة الأوقاف المصرية، وبعدها عين معيدًا بكليه أصول الدين بالقاهرة سنة 1970م، ثم مدرسًا مساعدًا بالكلية بعد حصوله على درجة التخصص الماجستير سنة 1971م، وبعد حصوله على درجة الدكتوراة في الحديث عمل مدرسًا بكلية أصول الدين بالقاهرة، ثم رقي إلى درجة أستاذ مساعد سنة 1999م بكلية أصول الدين بالزقازيق، ويعمل الآن أستاذ متفرغ في قسم الحديث بكلية أصول الدين بالقاهرة.

 

يعد عضوًا في تقويم أبحاث الترقية لدرجة أستاذ مساعد أو مشارك بجامعة الملك سعود بالرياض، وجامعة أم القرى بمكة، وجامعة الكويت، وشارك في تحكيم مطبوعات تراث الحديث وعلومه، وأبحاثها، في مركز خدمة السنة والسيرة بالمدينة المنورة، التابع للجامعة الإسلامية، وفى مركز البحث العلمي بجامعة أم القرى، بمكة المكرمة، وفى دار البحوث للدراسات الإسلامية وإحياء التراث في دبي.

 

ولمكانته العلمية ومجهوداته في السنة، أصدر الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب- شيخ الأزهر الشريف، قرارًا بضم الأستاذ الدكتور أحمد معبد عبد الكريم لهيئة كبار العلماء حين عودتها للعمل، كما أنه له جهود علمية عديدة.

 

لمزيد من أخبار قسم دنيا ودين تابع alwafd.news