يحيى الفخرانى: أعتز ببداياتى أمام رشدى أباظة
انفصلت عن شخصية سليم البدرى بـ"عبدالمتعال" فى "لا"
بين السطور تقف الكلمات عاجزة عن وصف تاريخ مرصع بالنجومية، فكيف لأسطر أن تختزل فى عجالة مسيرة فنية لفنان أراد لنفسه أن يكون فناناً استثنائياً بأدائه وتجسيده المتقن للشخصيات لدرجة جعل منها أناس من لحم ودم، وتغريده خارج السرب باختياره مناطق يخشى البعض الاقتراب منها، فهو الشيطان «ونوس».
وضابط المخابرات الإسرائيلى أبوجودة فى «إعدام ميت»، والباشا سليم البدرى فى «ليالى الحلمية»، والمحامى سيد أوبرا فى «أوبرا عايدة»، والدكتور صلاح أبوالعزم فى «الكيف»، وعطية فى «خرج ولم يعد»، وحماده عزو فى «يتربى فى عزو»، وابن الأرندلى، وشيخ العرب همام، والخواجة عبدالقادر، وشرف فتح الباب، ونجيب زاهى زركش، والملك لير. وغيرها من الشخصيات التى سطر بها الفنان القدير يحيى الفخرانى، بمداد من ذهب تاريخا حافلا بالإنجازات والمحطات الفنية الناجحة والملهمة.
فى مساء أمس الأول، أراد الجمهور والفنانون أن يترجموا كلمات الشكر والعرفان فى رسائل مغلفة بالحب فى ليلة تكريمه بدار الأوبرا المصرية، على هامش ملتقى القاهرة للدراما والسينما، بحضور عدد من الشخصيات العامة والفنانين، والتى تضمنت فقرات غنائية للمطرب هشام عباس والمطرب وائل الفشنى. جاء له جمهور من الشرق والغرب ومن الشمال والجنوب، لإبداء إعجابهم بتاريخه الفنى، ولكن سرعان ما تحولت قاعة المسرح الصغير بدار الأوبرا لحالة من الهرج والمرج بعدما فقدت الجهة المنظمة القدرة على التنظيم، مما تسبب فى غضب بعض الشخصيات العامة التى قررت الانسحاب بعد اشتباكات مع أمن الأوبرا، وعدم قيام وسائل الإعلام المتمثلة فى القنوات والصحف والمواقع بالدور المنوط بها.
أتمنى العمل مجدداً مع صلاح السعدنى
ورغم حالة التشاجرات التى شهدتها القاعة، افتتحت الندوة الإعلامية شافكى المنيرى، وقدمت الفنان يحيى الفخرانى الذى استقبله الحضور بتصفيق حار وهتافات باسمه استمرت لدقائق.
استهلت المنيرى الندوة، بالحديث عن مشواره الفنى الكبير وعن التكريمات التى حصل عليها، ليجيب عليها قائلا: حب الجمهور هو أعظم تكريم بالنسبة له.
وتحدث عن تجربته فى فيلم «آه يا ليل يا زمن» قائلا: عندما وقفت أمام نجوم كبار فى بداياتى الفنية بقيمة الراحل رشدى أباظة، ووردة الجزائرية، ومريم فخر الدين فى فيلم «آه ياليل يا زمن»، كان فخرا كبيرا بالنسبة لى، وكنت متحمسا جدا للتجربة والتعرف على فنانين كبار عن قرب للنهل من خبراتهم، ومن هنا بدأت الحكاية.
وعن رحلته مع الباشا سليم البدرى فى مسلسل «ليالى الحلمية» قال: مسلسل ليالى الحلمية من الروائع التى كتبها الراحل أسامة أنور عكاشة، فى خمسة أجزاء، قررت أن أقدم عملا جديدا فى المنتصف حتى لا يمل الجمهور من شخصية سليم البدرى، بشخصية «عبدالمتعال محجوب» فى مسلسل «لا».
واسترسل: كل عمل يعرض على، بكون على ثقة أنى لم استطع تقديمه، لكن بعد مرور أسبوعين على التصوير اشعر بأننى توغلت فى الشخصية التى أقدمها وتحررت من شخصيتى الحقيقية، وهذا هو التحدى الذى أشعر به فى كل عمل أقوم به.
وأكد أنه فنان مغامر فى اختياراته الفنية، ويعمل وفقا لفلسفة: هناك مغامرة ومخاطرة نقدم عليها.. عدم الإقدام عليها أخطر من المخاطرة نفسها.
وتمنى الفخرانى أن يقدم كل ما هو مفيد للمجتمع إذا منحه الله مزيدا من العمر.
وأعرب الفخرانى عن سعادته بانتصار الدراما المصرية للمرأة فى دراما 2022.
وتحدث عن تجربته مع الفنانة ليلى علوى فى فيلم «خرج ولم يعد» قائلا: سعيد بتجربة الفيلم جدا، وحصده جوائز كبرى منها جائزة أحسن فيلم، وأحسن ممثل من مهرجان كان السينمائى، والفنانة ليلى علوى قدمت الدور بشكل هائل رغم الانتقادات التى وجهت إليها بسبب جمالها حيث تساءل البعض كيف لفتاة تحمل ملامح أوروبية أن تجسد دور فتاة ريفية، ورغم ذلك أرى أن الدور لم يستطع أحد تقديمه بهذا الشكل الرائع سوى ليلى علوى.
كل خطوة فى حياتى الفنية مغامرة
وأشار إلى أن النجم أحمد زكى أول من غير مفهوم «الجان» فى السينما المصرية، لأن الحب يكمن فى العطاء وليس فى جمال الشكل الخارجى، ومن منطلق هذا نجحت فى تقديم أدوار رومانسية التى كانت حصرا فى فترة زمنية معينة على الرجال الذى يحملون علامات الجمال.
ووجه الفخرانى رسالة حب للفنان صلاح السعدنى، الذى أكد أنه يجمعه به علاقة صداقة قوية، متمنيا له الشفاء العاجل والعودة إلى التمثيل مجددا. كاشفا عن اشتياقه له وبالعمل معه.
وعن علاقته بالمخرج قال: أعتبر المخرج هو رب العمل، امام الكاميرا أقوم بكل ما يطلبه منى، ولابد أن يكون هناك ثقة متبادلة بين الفنان والمخرج فى العمل حتى يستطيع أن يخرج بصورة مشرفة للجمهور.
وعن مدرسة الارتجال فى التمثيل قال: ارتجلت فى أحد المشاهد فى فيلم «الكيف» تحديدا مشهد «العزاء» عندما قال لى شقيق زوجتى «مالك يا صلاح أنت جاى تعزى ولا تهرج»
وأكد الفخرانى أنه يتقبل النقد الهدام ويستمع إليه أكثر من البناء. لافتا أن الناقد الذى يكرهنى سينجح فى ملاحظة عيوبه وسوف يستفيد من ملاحظاته.
وكشف أن بحر الإسكندرية، كفيل أن يحرره من أى حالة حزن أواكتئاب يمر به.
وأشار إلى أنه شخص رومانسى تربى على أغانى عبدالحليم حافظ، وأضاف أن علاقة الحب بينه وبين زوجته لميس جابر نشأت على أنغام أغنية «سيرة الحب».
وعن ندرة ظهوره السينمائى قال: لم أبتعد عن السينما بمحض إرادتى، لكن لم يأتينى حتى الآن القصة التى تحمسنى لتقديم فيلم سينمائى.
وأشار إلى أنه عاش تحديا مع نفسه فى تجربة مسلسل «يتربى ف عزو» فى كيفية تقديم رجل بعمر 61 عاما فى صورة طفل مدلل اعتمادى يعتمد على والدته فى حل مشاكله.
وعن تجربة الفوازير قال: كلمنى المخرج جمال عبدالحميد، وكشف عن رغبته فى تقديم إحدى الفوازير، وتحمست للتجربة، بسبب الجماعات المتطرفة التى هاجمت النجمة شيريهان بسبب أدائها للفوازير.
وخلال الندوة، بعث الدكتور محمد عوض تاج الدين وزير الصحة الأسبق رسالة تسجيلية للفخرانى محتواها: تجمعنى ذكريات عديدة بالنجم يحيى الفخرانى من أيام كلية الطب.. أنت فنان ذو قيمة كبيرة وموهبة عظيمة نفخر بها مغلفة بإمكانات فنية وعلمية، تكريم مستحق أرجو أن يتكرر، واعذرنى على عدم الحضور بسبب ارتباطى بمهمة خارج مصر لك كل التحية والتقدير.
ثم عاد واستكمل الفخرانى الحديث عن تجاربه الفنية قائلا: عندما اطلعت على ورق مسلسل «ونوس» جذبتنى شخصية الشيطان أكثر من الانسان البشرى لأن بها مساحة تمثيلية كبيرة، فعرضت على المخرج رغبتى فى تجسيد الشخصيتين فى شخص واحد، وبعد تفكير كثير وجدت أن الشيطان كى يتمكن ويتوغل من الإنسان لابد أن يكون طيبا ومقنعا وهذا هو المدخل الذى توغلت به فى شخصية ونوس.
وحول مهرجان القاهرة للدراما الذى يتولى رئاسته وتنعقد فعالياته خلال الشهر الجارى، قال: بالرغم من أننى لا أحب الأعمال الإدارية لكن عندما عرض على هذا المهرجان وافقت نظرا لأن القائمين عليه نقابة المهن التمثيلية بالتعاون مع الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، شعرت حينها بأننا سنقدم شيئا مفيدا، لأن مصر هى رائدة الدراما بالمنطقة ولازم نحافظ على هذا الأمر.
وعن الدور الذى يقوم به باعتباره عضو لجنة الإعلام والثقافة بمجلس الشيوخ قال: دخلت مجلس الشيوخ بالتعيين وليس بالانتخاب، شعرت حينها بالمسؤولية وقررت أن أضع حلولا وأصدر قرارات تصب فى صالح الفن وكان من أهمها الضرائب والقيمة المضافة بأن يتحملها المنتج وليس الفنان خاصة الصغار الذين لا يستطيعون دفعها. مضيفا أنه يشترط على منتج العمل الذى يتعاقد عليه أن يدفع له ضريبة القيمة المضافة ضمن أجره الذى يتلقاه عن العمل.
وعن مسلسل محمد على الذى ما زال فى طور التحضيرات قال: المسلسل تم الانتهاء من كتابته، لكن يبدو أن هناك مشاكل سياسية تمنعه من الظهور إلى النور.
وعن رؤيته المستقبلية لمصر قال: متفائل جدا بالقادم، هناك خطوات سريعة وجادة من الجهات المسؤولة لدفع مصر إلى الأمام، واعتقد أن مصر ستكون فى مكانة كبيرة خلال السنوات المقبلة.