رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

محمود المنهراوى يكتب.. في حب أبي

الحاج محمد المنهراوى
الحاج محمد المنهراوى

اكتب لك في عامك الأول من الرحيل لعل رسالتي تصل إلى روحك الغالية يا أبي الحبيب، أكتب لك وأنا في أسوأ حالتي بعد وفاتك، أكتب لك وأنا بين ظلمات الليل، أكتب لك وأنا أفكر كل يوم، أكتب لك بعد قسوة الدنيا والأيام.. تلك الأيام التى شيبتنى، وكبرت في العمر 50 عاما بعد وفاتك يا أبي الغالي.


تعلم يـا أبي عندما رأيتك ملفوف فى الثوب الأبيض"الكفن" أردت أن أخرج حتى تبقى بيننا، لم أعلم انها اللحظات الأخيرة لرؤيتك، عندما قاما أبناء عمومتي بالإمساك بي خوفا من أفعل شئ، انهرت كالطفل الذي يبكى ليذهب مع أبيه، أكتب اليوم وأنا كلي شوق وحنين لرؤيتك.

 

أبى الحبيب بعدك مؤلم، وفراقك بركانٌ هائج، أكتب لك و أنا حزين على بعدك، ولكن تلك هي سنة الحياة، لم أرى أحد مسامح مثلك يا أبي، أحببت الأهل والأقارب والأحباب والأصدقاء، وكنت متسامح في حقك حتى وأن وصل الأمر لأكثر من ذلك.

 

أشتاق لكَ في كل ثانية ألف مرة، حتى أراك، لقد انقبض القلب وتوقف الزمن للحظات عند وفاتك، ولا أتصور أننى أعيش من غيرك، مرت الأيام والليالي وأنت في القلب، لقد عطف الناس علي بسبب سيرتك العطرة حتى شعرت اننى طفل يتيم، لم أتخيل أنا وشقيقي أحمد نكمل مسيرة النقابات المهنية من بعدك، ويكون الفوز لنا باكتساح، تلك هي محبة الناس لك يا أبي الغالي، بكيت عندما حلفت يمين نقابة الصحفيين، ولم أراك بجانب، وكان وجودك بجانبى وعد لن أنساه لكن لم يمهلك القدر بالوفاء به، فكل خطوة خطيتها وأنت لست معي كنت أخطو علي الأشواك، وحتى بعد وفاتك قررت الزيارة لأحبابك من الأصدقاء والزملاء و لم أتحمل فراقك، وصلت

إلي مرحلة من العصبية القلبية وبسبب غيابك عني.. لدرجة أني أنهيت بعض علاقتي بزملائي، لأنني لم أقدر على حل المشاكل، ولم أعرف أنها عصبية زاده، وقالها لي الصديق المحترم محمد مبروك .. "أنت بتخسر ليه وفاة عمى محمد مدمرك نفسيا"، ولم يعلم أن بداخلي جرح عميق ينزف الدماء ولا يتوقف حتى أرقد بجانب أبي في القبر.

 

 فكل مرة عندما كنت أزورك أسمع أنين أصوات تخرج من قبرك وكأنها إذاعة القرآن الكريم، مت يا أبي ومات كل شئ من بعدك في حياتى، أعلم أنني مقصر في حقك ومهما كتبت من كلمات وفيض المشاعر عن فضلك في حياتنا لن أوفيك ذرة من حقك في تربيتنا، فأنت نور أضاء لنا الحياة، اليوم مر عام على الرحيل ولم تأتني في منامي، إلا مرة واحدة.. ولم أفهم منها شئ، أغار كل يوم عندما يقولى إخوتى أو أمى أنك تأتي إليهم فى المنام و لا تأتى إلي لماذا ؟؟


 أتساءل هل بك خطب ما، أم أنت غاضب مني، أم لا تريد أن تؤلمني يا أبي العزيز..


اللهم اغفر لأبي و ارحمه، وعافه، واعف عنه..