"ملاذ المكروبين".. مسجد السيدة سكينة منبع الأماني ومسكن الآلام لمحبي آل البيت
عَشق آل بيت النبي محمد (ص) أرض المحروسة وكثيرًا منهم قصدها ليعيش ويموت ويدفن فيها، فهي مصر التي جاء ذكرها بالقرآن الكريم وكرّمها الله عز وجل وكرّم أهلها وجندها، وتعد السيدة سكينة رضى الله عنها وأرضاها أول حفيدة لأهل بيت النبي جاءت إلى مصر لتعيش على أرضها.
(اقرأ أيضًا) آلتي برمق.. حكاية مسجد بناه الأمير ركن الدين بيبرس.. وسمى بجامع الأصابع الستة
عند المرور بحي الخليفة بالقاهرة القديمة والتجول بشوارعه، بالتأكيد ستلتقي بذلك المسجد القديم الذي يبدو عليه عراقة التاريخ ويعلوه لافتة خضراء مكتوب عليه (هذا مقام ستنا السيدة سكينة بنت مولانا الإمام الحسين رضي الله عنهما أجمعين)، وهنا ستقف قليلًا تائهًا في جمال ذلك المشهد لتأخذك خطواتك على الفور إلى الداخل.

عند الدخول ستجد بابًا أمامك وأخر على يسارك، الأول يقع داخله مقام السيدة سكينة رضي الله عنها والثاني هو مسجدها، المقام الذي يقصده عاشقي آل بيت النبي (ص) والراغبين في التقرب إلى الله عز وجل بالقرب من أولياء الله الصالحين، فمن يحمل في صدره ضيق وعلى كاهِله ثِقل يتوجه على الفور لذلك المكان الطاهر للتقرب إلى الله والدعاء إليه.
يلتف الزوار حول هذا المقام ذو القفص النحاسي ممسكين به واضعين رأسهم عليه متمتمين بالدعاء وما في نفوسهم من آلام وأماني، حيث يوفر المكان لمريديه روحانيات وراحة نفسية لا مثيل لها وليست بجديدة على مساجد ومقامات

ويرجع تاريخ ذلك المسجد والمقام الطاهر إلى عهد عبدالرحمن كتخدا، حيث أنشأ عام 1173 هـ: 1760 م، وفي القرن الثالث عشر هجريًا قامت وزارة الأوقاف بتجديد المسجد والمقام.
من هي السيدة سكينة؟
والسيدة سكينة هي أمنة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب، ولدت عام 47 هجريًا، ولقبت باسم سكينة لهدوئها وطول تأملها، وهي أول حفيدة لأهل البيت تأتي إلى مصر.
وكانت السيدة سكينة فصيحة اللسان شاعرة ودائمة الاعتزاز بنسبها، وهي سيدة المجتمع الحجازي الأولى على أيامها فقد اجتمعت لها من المزايا والسجايا ما جعل لها مركزًا عاليًا مرموقًا، وقد امتازت ندواتها بالأدب الرفيع والعلم الغزير والشعر الرقيق فكم اجتمع ببابها من الشعراء يطلبون الإذن منها لينشدوا اشعارها.
وتوفيت السيدة سكينة بنت الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم وفاضت روحها إلى جوار ربها عام 117 هجريًا.



طالع المزيد من الأخبار عبر موقع الوفد