رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ناقوس الخطر .. خلافات الجيرة تلعب دورا بارزا في تأجيج الأجواء بسوهاج

بوابة الوفد الإلكترونية


تلعب خلافات الجيرة دورا بارزا في تأجيج الأجواء وزيادة المشاحنات بمحافظة سوهاج فنجد ان الإشتباكات المتكررة يوميا ودماء متناثرة هنا وهناك وقتلى وجرحى وضحايا وخسائر بشرية ومادية بمعظم قرى ومراكز المحافظة والمحاكم تئن فيها وتشكو ظلم العباد إلى الله فما يقرب من 95% من القضايا المنظورة أمام المحاكم بسبب خلافات الجيرة وقد زادت في الاونة الأخيرة الشكوى من الجار الذي صار عدوا ووصل الأمر إلى القتل وإراقة الدماء نتيجة خلافات الجيرة التى تلاشت بسببها روابط الدم وأبناء العم . 


والمتابع والقارئ يجد إرتفاع وتيرة مشاكل الجيران بعضهم البعض بمحافظة سوهاج التي كان الجار فيها يحتل مرتبة الأقارب وبعد ان كنا نسمع من يقول لك “اختار الجار قبل الدار ” صرنا الأن نرى فى أروقة المحاكم وعلى أبوابها قضايا تتعلق بخلافات الجيرة ومن قبلها المستشفيات بعد أن خلفت جرحى وقتلى انها لغة فرضت نفسها على الشارع السوهاجى الذى أصبح يتألم من تلك الأزمة التى أصبحت ظاهرة غريبة ودخيلة تنذر بكارثة لذا وجب علينا أن ندق ناقوس الخطر قبل أن نغرق جميعا فى بحر من الدماء خاصة أن كل واحد منا له جار سواء فى العمل والشارع والمنزل .
 إن معظم البلاغات والمحاضر التي تمتليء بها مراكز وأقسام الشرطة بسبب خلافات الجيرة ووصل الأمر إلى القتل وتكرر ذلك كثيرا  فلم تسلم الكثير من مراكز وقرى المحافظة من خلافات الجيرة فبالأمس القريب أودت خلافات الجيرة بحياة عامل رميا بالرصاص على إثر قيام مزارع بإطلاق الاعيرة النارية عليه فارداه قتيلا والسبب خلافات الجيرة تلك الخلافات التى  تسببت فى مقتل عامل توفـى إثر إصابته باشتباه نزيف وكسر بعظام الجمجمة وأصيب 4 أشخاص آخرين بإصابات متفرقة بالجسم في مشاجرة بمركز أخميم .


فيما دفع أبناء العمومة ثمنا لخلافات الجيرة فى مشاجرة قتل فيها عامل وأصيب شقيقه بطلق ناري فيما شهد مركز سوهاج منذ فترة جريمة هزت مشاعر مواطني المحافظة عندما قتل فلاح ونجليه وزوجته والسبب خلافات الجيرة فى مشاجرة بالأسلحة النارية بين أبناء العمومة شىء لا يصدقه عقل أبناء عمومة والسبب خلافات الجيرة مع أنها هى تلك الخلافات التى دفعت عامل إلى إطلاق النار على إبن عمه مما أدى إلى مصرعه رميا بالرصاص . 
اما اكثر الجرائم ايلاما بالمحافظة ومازالت عالقة باذهان الكثيرين تلك التى شهدتها قرية بمركز البلينا والتى قتل فيها  6 أشخاص واحتراق عدد من المنازل فى مشاجرة بالأسلحة الآلية نشبت بين عائلتين بسبب خلافات الجيرة والتى على خلفية أحداثها أمرت النيابة العامة بالبلينا بحبس 14 شخصا لمشاركتهم فى المشاجرة .


ولم يكن الاطفال ببعيدين عن دفع حياتهم ثمنا لخلافات الجيرة فى عدد من المراكز بالعسيرات وجهينة وطما وطهطا كما لم تنجو السيدات من مقصلة خلافات الجيرة حيث دفعت ربة منزل حياتها ثمنا لخلافات الجيرة فى مشاجرة بمركز ساقلتة على إثر اصابتها بطلق نارى بالرأس.
ولم تخلو مراكز جرجا والمنشاه والمراغة من خلافات الجيرة التى دفع فيها عدد من المواطنين حياتهم ثمنا لها ناهيك عن الإصابات التي ضجت واشتكت منها أروقة وغرف المستشفيات والوحدات الصحية .
وأكد عدد من أبناء سوهاج ان خلافات الجيرة أصبحت وجعا في قلوب السوهاجية لما يحدث خلالها من ضرب واصابات ودماء وصل الى حد القتل حيث قال جمال أحمد مدير مدرسة أنه نتيجة للبعد عن الدين والاخلاق اصبحت  مشاكل الجيران على أبواب المحاكم بعدما ضاقت كل السبل التي من شأنها أن توصل إلى حل ودي فكانت النهاية أروقة المحاكم التي تئن من تلك الظاهرة.


وأضاف أحمد القاضي أن معظم القضايا المنظورة أمام المحاكم بمحافظة سوهاج بسبب مشاكل الجيران والتي عادة ما تكون لأتفه الأسباب مثل سكب المياه او ركن السيارة او القاء القمامة أو لهو الأطفال وأشياء من هذا إنها ادعاءات باطلة وتافهة من الممكن ان تحل وديا أو عن طريق المجالس العرفية وجلسات الود كما كان يحدث في الماضي لكن ان تصل الى الضرب وإراقة الدماء بين الجيران انه البعد عن الدين والأخلاق والعادات والتقاليد .
وأكد جمال ألفي على أنه بالفعل فقدنا قيمة الجار ومعنى الجيرة فمن المفروض ان يحتل الجيران مرتبة الأقارب فهم اقرب من اقاربك اذا ما واجهتك اى مشكلة او طارئ لكن الشارع السوهاجى بما فيه تغير وأصبح الجار عدو .
وأوضح مظهر عبد الرحمن أن هناك مثل يقول ”  اختار الجار قبل الدار” لكن ما يحدث الآن فى الشارع السوهاجى خاصة فى القرى مشاكل لا حصر لها بين الجار وجاره فلا يكاد يمر يوم إلا ونسمع عن مشاجرة وضرب وقتل والسبب خلافات الجيرة تلك الظاهرة التي انتشرت فى ربوع المحافظة واصبح على المجتمع السوهاجى بكل اطيافه ان يواجهها ويتصدي لها لانها زادت بشكل ينذر بوقوع كارثة تصيب الجميع .
ومن جانبه قال الشيخ صبري محمود مفتش بالأوقاف أن الشريعة جاءت لتوصي بالجار خير وصية فجعلت له

حقوقا يجب على كل واحد أن يرعاها فأمر الإسلام بالإحسانِ إليه وعدم إيذائه بل قرَنَ الإحسان إلى الجار في القرآن الكريم بالأمر بعِبادة الله سبحانه وتعالى، وبالإحسان إلى الوالدين قال تعالى: (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا) .
وأضاف مفتش الأوقاف أنه ورد ان رسول الله صل الله عليه وسلم قال: (ما زالَ جبريلُ يوصيني بالجارِ حتَّى ظنَنتُ أنَّهُ سيورِّثُهُ) ونهى النبيُّ عن إيذاء الجار بل جعل إيذاء الجار من الأفعال التي تُنافي الإيمان فقال صل الله عليه وسلم : (واللَّه لا يؤمِنُ، واللَّه لا يؤمنُ، واللَّه لا يؤمنُ. قيلَ: من يا رسولَ اللَّه؟ قالَ: الَّذي لا يأمنُ جارُه بوائقَه) أي شروره
ويبين النبي صل الله عليه وسلم فيما ورد عنه حقوق الجار في بيان لو عمل به المجتمع اليوم لأصبح مجتمعا فاضلا غاية في الإنسانية والمروءة والنبل فيقول صلى الله عليه وسلم : أتَدْرون ما حقّ الجار؟ قال: إذا استعان بك أعنته وإذا اسْتنْصرَك نصرْتهُ، وإن مرضَ عُدْتهُ، وإن أصابهُ خيرٌ هنَّأتهُ، وإن أصابتهُ مصيبةٌ عزَّيْتهُ وإن مات شيَّعْتهُ، ولا تستطل عليه بالبناء، فتحجُب عنه الرّيح إلا بإذنه، وإن اشْتريْتَ فاكهةً فأهْدِ له منها، فإن لم تفعل فأدْخِلها سرًّا ، ولا يخرج بها ولدك لِيَغيطَ ولدهُ، ولا تؤْذِهِ بِقُتار قدرك، إلا أن تغرف له منها .
وأكد الشيخ صبري محمود على أنه وصل الأمر في الإسلام بالإهتمام بالجار والسؤال عنه والإطمئنان على أحواله وقرن رسول الله صل الله عليه وسلم ذلك بالإيمان به صل الله عليه وسلم فعن أنس رضي الله عنه، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم:(( ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم به))   فكان عبد الله بن عمر رضي الله عنه إذا ذُبِحَت له ذبيحة يقول : هل أهْدَيتُم لِجارنا وكان جارهُ ليس مسلماً  بل جعل الإسلام الأعمال الصالحة التي يتقرب العبد بها إلى ربه مرهونة القبول بالإحسان إلى الجار فقد تكون هباء منثورا لا فائدة منها ولا قيمة لها عند الله بسبب أن صاحبها يؤذي جاره فعن أبي هريرة قال: قيل للنبي صل الله عليه وسلم: إن فلانة تقوم الليل وتصوم النهار وتفعل وتتصدق وتؤذي جيرانها بلسانها فقال رسول الله صل الله عليه وسلم: (( لا خير فيها هي من أهل النار قالوا: وفلانة تصلي المكتوبة وتصوم رمضان وتتصدق ولا تؤذي أحدا فقال رسول الله صل الله عليه وسلم: هي من أهل الجنة)) وجعل النبي صل الله عليه وسلم حدا لمن يتطاول على جاره فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَشْكُو جَارَهُ فَقَالَ اذْهَبْ فَاصْبِرْ فَأَتَاهُ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا فَقَالَ :(( اذْهَبْ فَاطْرَحْ مَتَاعَكَ فِي الطَّرِيقِ فَطَرَحَ مَتَاعَهُ فِي الطَّرِيقِ فَجَعَلَ النَّاسُ يَسْأَلُونَهُ فَيُخْبِرُهُمْ خَبَرَهُ فَجَعَلَ النَّاسُ يَلْعَنُونَهُ فَعَلَ اللَّهُ بِهِ وَفَعَلَ وَفَعَلْ فَجَاءَ إِلَيْهِ جَارُهُ فَقَالَ لَهُ : ارْجِعْ لَا تَرَى مِنِّي شَيْئًا تَكْرَهُهُ)) فكان هذا الأمر ردعا للجار الذي يؤذي جيرانه ويتطاول عليهم .