رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مواصلات متعددة.. والمشكلات واحدة!

مواصلات متعددة
مواصلات متعددة

«التوصيلة» فى مصر حكاية لها العجب.. وسائلها أشكال وألوان، ولكل منها متعته، وأيضاً مشكلته الخاصة..

 

التاكسى الأسود يسير فى الشارع وكأنه «أنتيكة» أوشكت شمسه أن تغرب للأبد، والتاكسى الأبيض متهم دوما أنه يغالى فى «البنديرة» ويصل إلى المكان من أبعد الطرق.

 

وشركات التوصيل الخاصة، التى تعتمد على التطبيقات الإلكترونية، تستعين بسيارات ملاكى أصحابها يعملون فى مهن مختلفة، بعضهم موظفون كبار، اشتغلوا فى توصيل المواطنين لتحسين دخولهم، وبالتالى فهم شخصيات مختلفة الثقافة والتوجهات والرؤى، وهناك سيارات ملاكى يحولها أصحابها إلى مواصلة عامة خلال تنقلاتهم، فينقلون الركاب أثناء مشاوريهم.

 

قائدو التاكسى الأبيض أو الأسود، فى الأساس سائقون محترفون، يعرفون قواعد وأصول قيادة السيارات، ولكن قائدى سيارات التوصيل الخاصة ليسوا سائقين متخصصين، كما أنهم لا ينتمون إلى نقابة أو أى كيان آخر يمكن الرجوع لمحاسبتهم إذا ما ارتكبوا خطأ ما.

 

وهكذا صارت كل توصيلة حكاية، تختلف باختلاف نوعية قائد المركبة التى تنتقل بها.. الملف التالى يرصد مشكلات كل توصيلة فى مصر، وأفضل طرق مواجهتها.

 

 

 

«الأسود».. تاريخ على المعاش

 

102 عام هو عمر «التاكسى الأسود» فى مصر، فظهوره الأول بالقاهرة كان عام 1900 ووقتها كان يدار بالبطاريات وليس البنزين، ووصل عدده فى عام 1907 إلى ثمانى سيارات فقط، وكان الأغنياء وحدهم هم من يستخدمونه للترفيه والتسلية، فكانوا يستأجرونه من أجل الذهاب إلى جولة حرة دون تحديد مكان معين يريدون الذهاب إليه!

 

وظلت أعداد سيارات الأجرة تتزايد فى العاصمة حتى صارت 30 سيارة فى عام 1919، وكان معظمها من ماركة «بوبى تاكسي».

استمر انتشار التاكسى فى مصر خلال الثلاثينيات والأربعينيات من القرن العشرين، الذى كان معروفاً بلوحاته المميزة المدون عليها «أجرة مصر».

 

وفى الخمسينيات بدأت الأمور تتغير وبرزت سيارات مرسيدس- بنز كسيارة أجرة مميزة تجوب شوارع القاهرة. وفى منتصف السبعينات؛ زاد عدد سيارات الأجرة فى القاهرة وحدها لأكثر من 19 ألف سيارة فى أوائل العشرينيات فى القرن الماضى، ثم بدأ فى الازدياد عاما بعد آخر حتى وصل الآن لأكثر من 100 ألف سيارة تاكسى فى ربوع البلاد تخدم 100 مليون مواطن وأكثر.

 

ورغم أن التاكسى الأسود هو الأقدم فى مصر إلا أن حكايته مأساوية حزينة، فبعد أن كان هدف الأغنياء، وحلم متوسطى الدخل، صار حاليا تائها، ينظر إليه المصريون كما لو كان «أنتيكة» من زمن فات، ولهذا لا يستخدمه سوى «المضطر» فقط.

 

إسماعيل محمد، 52 عاماً سائق تاكسى أسود من سكان باب الشعرية، يقول إن التاكسى الاسود أصبح بلا قيمة فى نظر الركاب بسبب انتشار التاكسى الابيض والتطبيقات الإلكترونية لوسائل المواصلات الخاصة.

 

ويضيف: الزبائن دائماً تنظر إلى التاكسى الاسود على أنه تاكسى «متكهن» خاصة أن اغلب سائقيه من الاجيال القديمة وكبار السن، فكل الشباب بدلوا «التاكسي» الأسود إلى الأبيض.

 

حكاية أخرى رواها أشرف حسن 58 عاماً - سائق تاكسى أسود من سكان العتبة، قال إن هناك العديد من المشكلات التى تواجه التاكسى الأسود، أهمها تراجع الإيرادات اليومية بشكل ملحوظ نتيجة عدم إقبال الركاب وبالتالى يهمل سائق التاكسى الإنفاق على صيانته، كما أن موديلاته أصبحت قديمة ومتهالكة وعفا عليها الزمن.

 

وأضاف: تحدث مشاجرات دائمة بين السائق والركاب نتيجة الحساب الجزافى للتوصيلة ولهذا أبحث عن مشترٍ للتاكسى الاسود بسبب هروب الركاب منه، ونصح «حسن» سائقى التاكسى الاسود بعدم استخدام شبكة التاكسى العلوية والشنطة فى حمل العدة والبضائع، خشية حدوث كوارث مرورية خاصة على الطرق السريعة وتحت الكبارى، لأن السيارة مخصصة لركوب المواطنين وليس لنقل البضائع، ولكن للأسف تحول التاكسى الاسود إلى وسيلة نقل يبحث عنه العرائس والفواعلية فى اماكن التزاحم مثل الأسواق ومحطات مترو الأنفاق والمناطق الريفية لنقل بضائعهم.

 

حسن شاكر -35 عاماً - عامل محارة من محافظة الشرقية، يعمل فى القاهرة فى تشطيبات الشقق السكانية يؤكد أن التاكسى الأسود هو الملاذ الوحيد لـ«الفواعلية وعمال البناء».. ويقول: «عندما اتفق مع المقاول على العمل فى منطقة ما أبحث عن وسيلة نقل أدوات شغلى فى البناء، وغالبا ما يكون التاكسى الأسود هو البديل الأفضل أمامى، خاصة أنه يطلب مبلغا أقل لنقلى من مكان لآخر».

 

محمد حسن - صاحب محل لعب أطفال جملة بمدينة قليوب - يقول: التاكسى الأسود أرخص من الأبيض و«الأوبر» ويتم التعامل معه بالمقاولة قبل الذهاب ولهذا هو اختيار مناسب لى لأنه يحمل بضاعتى كاملة، كما أن صاحب السيارة يتعامل معى بشكل جيد عكس سائقى التاكسى الأبيض، وهذا سر إقبالى على التاكسى الاسود الذى انتهى تقريباً من الشوارع مع ظهور الابيض.

 

 

 

 

«الأبيض».. تراجع بعد ازدهار

 

فى عام 2006 أطلقت الحكومة مشروع (إحلال التاكسى القديم) بدعم من صندوق «تمويل شراء بعض مركبات النقل السريع» التابع لوزارة المالية.

 

استفاد نحو 44 ألف سائق من المشروع على ثلاث مراحل، وحصل 79% منهم على السيارة بالتقسيط، وتعثر بعضهم فى سداد أقساط البنوك، تزامناً مع الانفلات الأمنى خلال ثورة 25 يناير 2011.

 

وبعد هدوء الأوضاع السياسية والأمنية عقب ثورة 30 يونيو 2013 أعلنت الوزارة اعتزامها استكمال المشروع مجدداً، بتحويل اشتراك سيارات التاكسى القديمة (الأبيض والأسود موديل 1999 وما قبل ذلك) إلى أخرى جديدة بداية من يناير 2019 اختيارياً، وليس إجبارياً، ورغم مرور 6 أشهر على هذا الإعلان، فإن أرض الواقع لم تشهد جديداً. 

 

سيارات التاكسى الأبيض كانت تصول وتجول فى شوارع العاصمة المصرية القاهرة وسائر المحافظات المصرية دون منازع أو منافس. وكانت إحدى أمنيات الشباب فى تسعينيات القرن الماضى وحتى نهاية العقد الأول من القرن الحادى والعشرين هى تملُّك (تاكسي) للعمل عليه بعيداً عن القطاع الخاص.

 

ولأن دوام الحال من المحال، تبدَّلت أحوال سائقى مركبات التاكسى الأجرة فى غضون عامين فقط، حينما تسللت شركات النقل التشاركى الملاكى داخل مصر لتعمل بوضع غير مقنن كلياً، فى البداية، إلى أن أقرَّت الحكومة المصرية خطوات تقنينها بشكل رسمى بعد أن أصبحت واقعاً.

 

فى طريقه من منطقة الدقى إلى العمل يضطر أسامة إبراهيم -53 عاماً- مدير محل ملابس بمنطقة العتبة، إلى البحث عن أسهل وسيلة مواصلات مناسبة وسريعة خارج نطاق زحام الركاب فى مترو الأنفاق، فكان فى انتظاره العديد من سيارات التاكسى الابيض أسفل كوبرى الدقى وبمجرد النظر إليها يتصارع كل سائق على ركوبه فى التاكسى الخاص به.

 

يقول إبراهيم: «التاكسى الأبيض كان أفضل وسائل المواصلات ولكن بعد ما ظهرت العديد من الشركات الخاصة التى تعمل على توصيل الركاب من على «ابلكيشن» اكتشف جموع المواطنين المأساة التى كان يعيشون فيها طوال استخدام التاكسى الأبيض وهذا من حسن حظ المواطنين أن ظهرت مثل تلك التطبيقات لتريح المواطنين من صداع التاكسى الأبيض، الذى ساءت أحواله فى الفترة الأخيرة.

 

وقال يوسف محسن موظف -43 عاماً- إن التاكسى الأبيض ساءت أحواله فى الفترة الأخيرة قبل ظهور تطبيقات النقل الخاص ودائما كان هناك تعطيل للعداد وكان لابد من الاتفاق مع السائق قبل المشوار إلى جانب قدم موديله مقارنة بموديلات اخرى للتاكسى التابع للشركات، وأيضاً هناك عدم احترام للزبون فتجد السائق يدخن السجائر، ورائحة السيارة كريهة وأحياناً يرتدى بعضهم ملابس لا تليق بسائق أجرة فى العاصمة، وهى لا تعبر عن حالته المادية ولكن تعبر عن أنه يعمل بلا ضمير أو حب لمهنته بل من أجل تقضية وقته والحصول على اليومية، فالبعض منهم يقود السيارة بشكل سريع ويدخل إلى طرق مجهولة من أجل توصيل الزبون.

 

سعاد عبدالناصر -62 عاماً بالمعاش- تستخدم التاكسى مرة أسبوعياً عند الذهاب إلى ابنتها بمنطقة حدائق القبة، مؤكدة أنها أصبحت تفضل إحدى الشركات أكثر من الأبيض بسبب الأمان إلى حد ما وسهولة معرفة السيارة والسائق عبر التطبيق وأيضاً تكون السيارة ملاكى ونظيفة عكس التاكسى الأبيض الذى صار معاناة لا تطاق، ففى فصل الصيف لا يعمل التكييف، ولا توجد صيانة للسيارة والموديل متهالك، ولا يوجد خدمة عملاء أو شكاوى ضدهم.

 

وأضافت: «التاكسى الأبيض صار مسيئا لمصر وخدمته سيئة ويجب تحسينه ليكون فى صورة تليق بمصرنا الحبيبة».

 

من جانبها قالت أميرة سعد -25 عاماً- من سكان حدائق القبة، أن معظم الخلافات التى تحدث بين السائقين والركاب تكون بسبب اكتشاف الراكب تغير سعر الاجرة التى ينفقها الراكب على نفس الطريق يومياً خاصة فى ظل انتشار فيديوهات عبر مواقع التواصل الاجتماعى عن كيفية التلاعب فى عدادات الاجرة الخاصة بالتاكسي.

 

فى المقابل، قال محمد حسام سائق تاكسى أبيض، إن هناك حالات فردية من قبل السائقين مثلها مثل أى مهنة فيها الصالح والفاسد وهناك قلة من السائقين معدومى الضمير ويقومون بالفعل بتغيير احداثيات وطريقة حساب العداد، ولكن فى حالة اكتشاف ذلك من الجهات المختصة، يتم معاقبة السائق وتصل العقوبة إلى الحبس والغرامة الكبيرة لأنها جريمة غش، وهناك أكثر من مرة يتم توقيف سيارات التاكسى والكشف عن العداد من قبل إدارة المرور.

 

وأضاف «حسام» أن سبب ارتفاع سعر الأجرة هى كثرة مصاريف الصيانة خاصة أن معظم الموديلات تعود لحوالى 10 سنوات، التى تمت ضمن مشروع إحلال التاكسى الأبيض بالتعاون مع وزارة المالية، وأيضاً لجوء معظم المواطنين لتطبيقات الركوب بسبب سوء حالة سيارات التاكسى الأبيض التى تعمل منذ سنوات ولم يتم تغييرها.

 

 

 

 

مواصلات «التطبيقات الافتراضية».. مزايا وأزمات

 

«استدعاء التاكسى بالتليفون» أحدث صيحة فى عالم «التوصيلة»، بعدما انتشرت التطبيقات الإلكترونية الشهيرة للمشروعات الخاصة والتى تستعين بسيارات ملاكى للعمل كـ«تاكسي»، وتمنح تخفيضات خاصة للمشتركين فى تطبيقها الإلكترونى، ولهذا فضلها الكثيرون عن التاكسى «الابيض» و«الاسود»، ولا سيما أنها تستعين بسيارات أحدث موديل، كما أن أغلب قائدى سياراتها يتمتعون بمستوى ثقافى مرتفع، وبعضهم ذو منصب اجتماعى مرموق، ولكنه انضم لتلك النوعية من «التوصيلات» لتحسين دخله، دون حاجة إلى الطواف فى الشوارع بحثا عن ركاب كما هو حال سائقى التاكسى العادى.

 

ومع المزايا العديدة التى أتاحتها تلك التطبيقات، لاقت إقبالا كبيرا من المواطنين فى بدايتها، وانتشرت بشكل كبير فى وقت قصير، وصارت تضم حاليا أسطولا كبيرا من سيارات الملاكى التى تعمل تحت إشرافها، ورغم كل هذه المزايا إلا أنها أحياناً تحوى عيوبا خطيرة، على رأسها تعالى السائق على «الراكب»، وهو الأمر الذى يصل فى أحيان كثيرة إلى التطاول والمشاجرات العنيفة بين الركاب وسائقى السيارات الملاكى.

 

على صفحات التواصل الاجتماعى عشرات الشكاوى من توصيلة التطبيقات الإلكترونية.. «تانتونا تادروس» واحدة من أصحاب هذه الشكاوى، وتقول فى شكواها إن ابنتها تعرضت للضرب من سائق سيارة تابعة لشركة شهيرة من شركات التطبيقات الإلكترونية

واستغاث مواطن عبر حسابه الشخصى على مواقع التواصل الاجتماعى، قائلا: «الراجل صاحب العربية دى كان حسابه 30 جنيه وأنا دفعت 100 جنيه وأخد الباقى» واعترض على معاملة الشركة والسائقين.. وعرض رقم لوحة السيارة حتى يتجنب المواطنين المستخدمين التطبيقات الشهيرة من سائق السيارة حفاظاً من سرقتهم بنفس الطرق الخداعة.

 

تحكى مواطنة عبر حسابها الشخصى عن أزمتها مع سائقى إحدى سيارات التطبيقات الإلكترونية، وتقول أن سيارتها الشخصية كان بها عطل فتوقفت تماما، وعندها لجأت إلى التطبيقات الشهيرة، وعلى الفور اسرع سائق أحد السيارات بالاتصال بها لتحديد مكانها وبعد دقائق وصل إليها السائق بسيارة بنفس لون وموديل السيارة التى تم التواصل معها، ولكنها اكتشفت أن رقم لوحة السيارة مختلف عن المتواجد فى الابلكيشن، وعندما سألت السائق «انت مين ورقم لوحة السيارة مختلفة فر هارباً» مطالبة المواطنين بالتأكد من السيارة المطلوبة من رقم اللوحة واللون المطابق للأبلكيشن وصورة السائق وعدم الاعتماد على لون السيارة فقط بدون كامل البيانات الشخصية حفاظاً على أرواحنا جميعاً.

 

وقالت نهى محمد عبر أحد جروبات «فيس بوك»، إن سائقى التطبيقات لا يخضعون لسيطرة الشركة لأنهم يعملون بنسبة من الإيرادات التى يحصلونها يوميا وليس لديهم عقود ويعتبرون عملهم هذا عملا إضافيا، مؤكدة أنها تعرضت لأكثر من مشكلة مع سائقى التطبيقات وكانت ردود الشركات سلبية دائماً.

 

وأضافت «الخدمة فى الفترة الأخيرة شهدت تراجعا كبيرا رغم تحقيقها نجاحا واضحا فى بدايتها، وسبب هذا التراجع هو انضمام كثيرين لا يعلمون عن مهنة القيادة شيئا وكل همهم هو الحصول على الأجرة وزيادة دخله بدون مراعاة عمله وإتقانه

كما أن الخدمة أصبحت تضم شباباً صغارا فى السن ويتحدث معظمهم بشكل غير لائق بل يصل إلى المعاكسات والتحرش اللفظى أحياناً».

 

 

توصيلة «الملاكى».. مقامرة خطيرة

 

انتشرت فى الآونة الأخيرة «توصيلات الملاكى»، وهى سيارات ملاكى يحولها أصحابها إلى «تاكسى» فى بعض الأحيان، بهدف تحسين دخولهم، أو تحصيل ثمن «البنزين»، وأغلبهم ينقلون ركابا يتصادف أن يكون طريقهم هو نفس طريق صاحب السيارة، سواء أثناء ذهابه للعمل أو عودته منه أو حتى خلال قضاء «مشاويره» الخاصة ومثل هذه التوصيلة، لها مميزاتها ولها أيضاً عيوبها، فغالبا ما تتم عبر سيارات فخمة، أنيقة ونظيفة، ولكن فى المقابل، فإن سائقى مثل هذه التوصيلة، لا يمكن محاسبتهم على أى خطأ يتسببون فيه، كما أن بعضهم تورط فى جرائم متنوعة، على رأسها خطف الحقائب واختطاف الفتيات!

 

وانتشرت على منصات التواصل الاجتماعى حالات اختفاء بعض المواطنين أثناء ذهابهم إلى العمل أو الجامعات والمدارس، وبالبحث عنهم تبين أن وراء «الاختفاء» توصيلة عبر سيارة ملاكى، صاحبها إما من الشباب المراهق أو لصوص المقتنيات الثمينة التى تتزين بها الفتيات.

 

وتحكى «س. م» 35 عاماً - موظفة بشركة المياه- واقعة عاشتها بنفسها مع «توصيلة ملاكى» فتقول: عندما تدق الساعة السابعة صباحاً أبدأ يومى فى تجهيز أطفالى لاصطحابهم إلى المدرسة وبعد ذلك أتجهز للتوجه إلى مكان عملى بمدينة نصر، وفى أحد الأيام تأخرت فى توصيل أطفالى إلى المدرسة، وكان لابد أن أذهب إلى العمل بأسرع ما يكون، خاصة أن زملائى فى العمل طالبونى بسرعة الحضور لأمر هام، وكانت المفاجأة أننى وجدت الشوارع مزدحمة، وانتظرت على محطة غمرة (شرق القاهرة) وصول اتوبيس هيئة النقل العام الذى يمر من امام مقر عملى، وأثناء الانتظار، فوجئت بسيارة ملاكى تقترب منى، وقال قائدها: رايحة فين يا فندم؟.. وقبل أن أجيب تابع كلامه قائلا: لو فيه حد معاكى تانى اخدكم فى سكتى؟.. رفضت فرد قائلاً «اكيد أنا شغال اجرة، وعلشان المرور مش بنادى على الناس فى الشارع وهتدفعى أجرة زى التاكسى العادى».

 

وواصلت: وافقت على الفور, فرحت بحصولى على وسيلة مواصلات سريعة ومريحة، وانطلق قائد السيارة دون أن ينتظر راكبا ثانيا، ثم كانت الصاعقة، بعد لحظات من ركوبى معه، إذ بدأ يتحرش بى بالألفاظ، فنهرته معترضة على ما يفعل وطلبت نزولى من السيارة فوراً فرفض السائق التوقف، وظل يعتذر عن أفعاله ثم بدأ يسير برعونة على الطريق، فشعرت كأنى مخطوفة، وزاد من خوفى أنه كان ينظر إلى بغضب ويتمتم بكلمات تبدو وكأنها «سباب» ولفترة تحملت كل هذا، حتى لم أعد أحتمل صبرا عليها، فبدأت فى الصراخ، فسمع صراخى أحد المواطنين، تصادف مرورنا بالقرب منه، وعندما حاول استيقاف السيارة، قائد السيارة زاد من السرعة وأغلق جميع نوافذ السيارة، فزاد صراخى، فقال «هنزلك بس هاتى الأجرة».

 

وأضافت قائلة: فى مكان لا يوجد بالقرب منه أحد من المارة توقف بالفعل، وعندما بدأت فى فتح حقيبتى الشخصية لاعطائه الاجرة قام بخطف الشنطة من يدى ورفع «سلاح أبيض» وهددنى قائلا: «اذا صوتك ارتفع هأضربك فى وشك بالسلاح، ثم فتح باب السيارة وطلب منى النزول فى صمت، وأغلق الباب وبسرعة البرق انطلق مسرعا، وظللت اصرخ بعد رعبى وسرقة أمانات زملائى فى الشغل وقيمتها 15 ألف جنيه».

 

 

عقوبات لكل الألوان!

 

تتعدد ألوان التاكسى وأنواعه، وتتغير ثقافة سائقيه وتتبدل، وتبقى العقوبة واحدة فغرامات المرور للمخالفين من السائقين المتهورين سواء سائقى التاكسى الأبيض أو شركات التطبيقات تصل أحياناً إلى الحبس مدة لا تزيد على 3 أشهر بجانب غرامات لا تقل عن 2000 جنيه ولا تزيد على 4000 أو بإحدى هاتين العقوبتين إذا تجاوز السرعة المقررة «50 كيلومتراً فى الساعة»، أو القيادة بسرعة تقل عن الحد الأدنى المقرر دون مبرر، أو تعطيل حركة المرور على الطرق أو إعاقتها.

 

كما يتم سحب الرخصة لمدة لا تقل عن شهر، ولا تزيد على 3 أشهر، فى حالة عدم وجود المثلث العاكس للرؤية، فيما يتم تغريم السائق 300 جنيه، فى حالة عدم وجود طفاية فى السيارة.

 

أما ارتكاب فعل فاضح فى الطريق العام فعقوبته غرامة من 300 إلى 1500 جنيه، وغرامة السير عكس الاتجاه تصل إلى 5 آلاف جنيه، وغرامة تجاهل المصابين على الطريق، ألف جنيه، وغرامة عدم مساعدة ضباط المرور فى إرشادهم عن قائد المركبة المخالفة تتراوح من 500 إلى ألف جنيه.

 

 

خبراء: لابد من تأهيل السائقين وتفعيل القانون

 

كشف اللواء أحمد هشام الخبير المرورى، عن مفاجأتين بشأن التاكسى الأسود، وشركات التطبيقات الإلكترونية.. قائلا «التاكسى الاسود تم وقف ترخيصه وكل من يستخدمه كوسيلة مواصلات أو قيادة سيعرض نفسه للمساءلة القانونية لأنه مخالف للقانون، وإذا ضبطته دورية مرورية أو لجان تفتيش على الفور يتم سحب رخصه وحجزه بسبب مخالفته للقانون وكسر القواعد المرورية.

 

وأضاف «هشام» أن الشركات الأربع صاحبة التطبيقات الإلكترونية الشهيرة المخصصة لانتقالات المواطنين عبر سيارات ملاكى تابعة لشركات أمريكية وإماراتية، ودخلت مصر بدون ترخيص ودون أى سند قانونى لقيامهم بالأعمال المهنية فى مصر، موضحا أن مجلس الوزراء انتهى إلى تسديد ضرائب على ممارسة المهنة داخل مصر وتسديد تأمينات خاصة بالشركات، وإصدار تشريع لتقنين وضع شركات النقل الخاص أمر مهم وكان لابد من إقراره لضمان حق الدولة والمواطن.

 

وأكد ضرورة الاستفادة من التجربة ووضع قواعد لسائقى التاكسى الابيض، وعودة دور الرقابة مرة أخرى وعمل دورة العداد، التى كان من خلالها يتم اكتشاف العدادات المزورة، وتفعيل دورات لتأهيل السائقين للتعامل مع المواطن والقيادة الجيدة للطرق بعد الإنجازات الضخمة فى مجال الطرق فى مصر فى السنوات الأخيرة.

 

وتابع «هشام» أن قائد السيارة التى تعمل من خلال تطبيقات إلكترونية كوسائل مواصلات خاصة للمواطنين لا يتم التأمين عليه لممارسة مهنة قيادة السيارة وبالتالى شروط الترخيص غير مكتملة وغير قانونية، قائلاً: «لو مواطن ركب اى سيارة تابعة للتطبيقات الإلكترونية ممكن مايدفعش الأجرة المفروضة عليه من التطبيق وبالتالى قائد السيارة هيتشاجر مع الراكب وتحضر النجدة وتتهمه بقيادة السيارة عبر تطبيق غير مكتمل ترخيصه فى مصر، وتتهمه أيضاً بالقيادة بدون رخصة قيادة مهنية، فجميع السائقين فى تلك التطبيقات يحملون رخصة خاصة».

 

وعن أهم الأسباب التى دفعت المواطنين إلى تفضيل التطبيقات الإلكترونية قال اللواء أحمد هشام: جميع سيارات التطبيقات الإلكترونية هى فى الأساس سيارات ملاكى ونظيفة من الداخل بالإضافة أن السائق يتوقف أمام بيت الراكب بهدوء واحترام، موضحاً أن سائقى التاكسى الابيض الممارسين للمهنة بصورة رسمية تعاملهم مع المواطنين سيئ والكراسى المخصصة للركاب متسخة، وفى فصل الصيف يرفض تماماً تشغيل مكيف الهواء وكثير من السائقين يعطلون عداد الأجرة، عن عمد لمقاولة الراكب على التسعيرة، وهو ما يخالف شروط الترخيص، ويمثل مخالفة غرامتها تتراوح بين 500 إلى ألف جنيه والحبس مدة لا تزيد على 30 يوماً أو إحدى العقوبتين بالإضافة لتعليق رخصة القيادة لمدة 15 يوما.

 

وعن اسباب المشاجرات التى تقع فى الآونة الأخيرة بين الركاب وبعض سائقى التطبيقات الشهيرة قال الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسى: لا يتم عمل تقيم فعال لسلوكيات السائقين بعد انتهاء الرحلة ومن المعروف أن كافة التطبيقات الخاصة بوسائل النقل الخاص شركات دولية، مطالباً بتفعيل المراقبة على السائقين المستخدمين التطبيق ومن يتسبب فى أى خروج عن القانون يتم فصله فى الحال وتعرضه للمساءلة القانونية.

 

وأضاف «صادق» أن إدارة المرور تعاقب السائقين الذين يتجاهلون تشغيل العداد ومن يتعمد تعطيل العداد أو يستخدم اسلوب البلطجة عند انتهاء الرحلة مع الراكب، مطالباً شرطة المرور تفعيل دور الحملات الدورية على سائقى التاكسى للتأكد من تشغيل عداد الاجرة ومن يخالف القواعد والقوانين المرورية يتم على الفور سحب رخصة السائق ورخصة السيارة حفاظاً على حياة المواطنين

 

وأكد أستاذ علم الاجتماع السياسى، زيادة الشكاوى من ارتفاع أسعار أجرة التاكسى بسبب عدم تشغيل العداد مما جعل المواطنين يتشاجرون مع السائقين لعدم احترامهم للقوانين المرورية ومنهم من يتسبب فى تعرض الراكب للمضايقات عمداً، موضحاً أن كثيراً من السائقين «مش عارفين الطرق».