رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

أبرزها تدمير الشكل الأول له.. قصة حريق المسجد النبوي في اليوم الأول من رمضان عام 654 هـ

حريق المسجد النبوي
حريق المسجد النبوي

بدأ معظم الشعوب العربية والإسلامية اليوم السبت شهر رمضان المُعظم، ويُعتبر الأول من رمضان حدثًا تاريخيًا على مر العصور، ففي عام 654 هجريًا تعرض المسجد النبوي الشريف لحريق هائل تسبب في حدوث خسائر وتدمير كبير بهيئته. 

 

وبادئ ذي بدء، فالمسجد النبوي هو أحد أكبر المساجد في العالم وثاني أقدس موقع في الإسلام بعد المسجد الحرام في مكة المكرمة، وهو المسجد الذي بناه النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، في المدينة المنورة بعد هجرته، بجانب بيته بعد بناء مسجد قباء.

 

 مرّ المسجد بعدّة توسعات عبر التاريخ، مرورًا بعهد الخلفاء الراشدين والدولة الأموية فالعباسية والعثمانية، وأخيرًا في عهد الدولة السعودية حيث تمت أكبر توسعة له عام 1994، ويُعتبر المسجد النبوي أول مكان في شبه الجزيرة العربية يتم فيه الإضاءة عن طريق استخدام المصابيح الكهربائية عام 1327 هـ. 
 
وفي السطور التالية نستعرض سويًا قصة الحريق الذي أدى لتدمير الشكل الأول للمسجد النبوي. 


تفاصيل القصة  

 

هو أحد أخطر حوادث الحريق في التاريخ الإسلام، كون أنه التهم مناطق بالمسجد النبوي الشريف، تسبب الحريق في هلع شديد لأهل المدينة، خاصة لمصاحبته بـ "نار الحجاز" حيث تدفقت الحمم البركانية من حرة رهط وموقعها في المدينة المنورة لمدة تقارب 3 أشهر. 
 

رسمة للمسجد النبوي قديمًا

 


بدأت القصة بعد انتهاء صلاة التراويح في أول يوم من شهر رمضان والذي كان موافق يوم جمعة عام 654 هجريًا، دخل خادم المسجد الشريف إلى مخزن في الجهة الشمالية الغربية من المسجد ليخرج بعض القناديل التي تعلق في منارات المسجد طوال ليالي رمضان، وبيده سراج يستضيء به، فوضعه على قفص من أقفاص القناديل وعليه قطعة قماش من كتان  ريثما ينتهي، فعلقت النار بقطعة الكتان فاشتعلت، وامتدت النار إلى الحُصُر والبُسُط والقصب الذي في المخزن.
 
وحينئذ ارتفع صوت الناس وهرولوا

إلى مكان الحريق، وحاول الناس إطفاءها فلم يستطعوا، ثم امتدت إلى القناديل المملوءة بالزيت، وتزايد اللهب ووصل السقف، ورأى بعض الناس من خارج المسجد النار فهالهم ذلك، وتصايحوا وأسرعوا إلى المسجد بوسائلهم البسيطة، وجرى المنادي في أحياء المدينة حتى وصل الخبر إلى الأمير فهرع مع رجاله، واجتمع غالب أهل المدينة يحاولون عبثاً إخماد النار التي أمسكت بسقف المسجد ومافيه من حصر، وأصبحت تمتد جهة القبلة بسرعة مذهلة أعيت الدلاء المسفوحة عن إيقافها. 

 

وماهي إلا ساعة حتى أتت على جميع المسجد ومافيه من المنبر الشريف، والأبواب، والخزائن، والشبابيك، وكسوة الحجرة وكان عليها إحدى عشرة ستارة، والمقاصير، والصناديق ومافيها من كتب، وبقيت سواري المسجد قائمة كأنها جذوع النخل، إذا هبت الرياح تتمايل، وذاب الرصاص من بعض الأساطين فسقطت، ووقع السقف الذي على أعلى الحجرة على سقف بيت النبي صلى الله عليه وسلم فوقعا جميعاً في الحجرة الشريفة، وعلى القبور الطاهرة. 

 

وكتب أمير المدينة إلى الخليفة المستعصم يخبره الخبر، ويطلب منه المساعدة لإعادة بنائه، وعلى الفور أرسل الخليفة مع الركب العراقي الذاهب إلى الحج فريقًا من الصناع ومعهم الآلات اللازمة، وبدأت رحلة إعادة إعمار المسجد النبوي.