ما حكم الحلف بالله بالكذب لإصلاح ذات البين
الصدق من صفات المتقين ومن اسباب النجاة فى الدنيا والاخرة وإن الكذب من الذنوب العظيمة، والأخلاق الذميمة، وهو من صفات المنافقين التي وصفوا بها في القرآن الكريم والحديث النبوي، ويعظم إثمه ويزداد بشاعته إذا انضم إليه توكيده بالحلف بالله تعالى، كما قال عز وجل: وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ {المجادلة:14}.
و قال الشيخ عطية صقر رحمه الله إصلاح ذات البين عمل محمود مرغب فيه شرعا، ولكن لا يتوسل إليه إلا بوسيلة مشروعة، فإذا أمكن إصلاح ذات البين بدون الكذب، فلا يجوز الكذب بقصد إصلاحها، وإذا لم يمكن إلا بإخفاء شيء من الحقيقة وكان فسادها تترتب عليه مفسدة كبيرة، فحينئذ لا حرج فيه ـ إن شاء الله ـ لكن كلما استطعت أن تعرض عن الكذب الصريح باستعمال التعريض والتورية وجب عليك، فرتب قبلها ـ إن استطعت ـ كلاماً يحتمل أمرين يظهر منه لهم خلاف المعنى الذي تبطنه، وما لا يتم إصلاح ذات البين إلا بالتصريح به كاذباً فصرِّح
ومعلوم أن الكذب حرام، وإذا كان مع اليمين صار أشد تحريما، لكن لو دعت الضرورة أو المصلحة الراجحة إلى الحلف الكاذب فلا حرج في ذلك؛ لما ثبت عن النبي ﷺ من حديث أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط رضي الله عنها، أن النبي ﷺ قال: ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس فيقول خيرا أو ينمي خيرًا قالت: ولم أسمعه يرخص في شيء مما يقول الناس إنه كذب إلا في ثلاث: الإصلاح بين الناس، والحرب، وحديث الرجل امرأته، وحديث المرأة زوجها رواه مسلم في الصحيح.