الضمير.. والوطن.. وسيادته!!
ــــ 1 ــــ
أعرف أنك «قرفان» وتشعر، بأن هذا البلد يواجه ــ الآن ــ أكبر أزمة يمكن أن تقوده إلى خراب ودمار، وحرب أهلية لا تنتهى، إلا بالقضاء على استقراره، والقضاء ــ أيضاً ـ على حياة جيل كامل للأبد ، لندخل نفق سوريا المظلم !!لكن صدقنى كل هذا مسئولية الحاكم ،
الذى يملك سلطات ، تسمح له بالعبور بنا من النفق المدمر، ولكنه يٌعاند ويٌكابر ويسمع كلام عشيرته، التى تقول له «مصلحة الجماعة هى نفسها مصلحة البلد»!! هذه هى الأزمة الحقيقية ومربط الفرس، وهى قلب الموضوع وأصله، وأى كلام آخر، يقال أو يتردد، حول خلاف بين سلطة ومعارضة، هو من قبيل المزايدة، أو تحويلنا للانشغال بعيداً عن الأزمة السياسية الحقيقية التى تواجها مصر، وهى أن هناك جماعة ، تمكنت من الاتصال بالأمريكان خلال مرحلة الثورة، وأنهت أكبرصفقة فى التاريخ الحديث، لوصول الإخوان للسلطة مقابل المصالح الأمريكية، وأمن إسرائيل!! هذه هى الحكاية التى يجب أن نتحدث فيها، ونناقشها من منطلق «السيادة الوطنية» التى لا نعرف لها رأساً ولا قدمين منذ وصل الإخوان إلى سدة الحكم، ولذلك ـ يا إخوان ــ لا تكلموننا عن «الصندوق» الذى انتهكتم شرعيته، ولا الديمقراطية، التى قمتم بتحويلها إلى كلمة « ممجوجة» لا تتناسب مع تصرفاتكم «الاستبدادية».. ولا تتكلموا ــ أيضاً ــ عن الحرية التى تدهسوها بالأقدام كل يوم فى الشوارع، بالقمع، والقتل، والسحل، ولا تتكلموا معنا عن العدالة الاجتماعية، لأننا لم نشهد فقراً مثل الذى جاء معكم، ولا جوعاً مثل الذى أمسك ببطون الناس منذ رأيناكم!!
الحكاية أن هناك وطناً انتهكت «سيادته»، وأصبح مرتعاً لكل من يريد أن « يلعب» فى أطرافه، و«يزغزغ» قلبه وينهش جسده، فلا تتكلموا معنا عن الكرامة، والرئيس الذى يٌصدر قراراته من رأسه، فنحن نعرف أنه «محتار» بين أوامر البيت الأبيض، وتكليفات إرشاد المقطم،وملاحظات المؤسسة العسكرية، نعرف هذا كله، وندرك أن الرجل محتار، بين كل اصحاب القرار فى هذا الوطن، سواء كانوا داخل البلاد أو خارجه، ولكنها الصفقات يا سيدى، التى يقابلها استحقاقات، ويجب على شريك الصفقة، أن يقبل كل نتائجها، ومايترتب عليها من مشكلات، فهذه ليست أزمتنا، بل مشكلتك أنت، أنت صاحب الصفقة، ونحن رعاياك الذين لا يقبلون بالصفقات فى زمن الثورات.. عليك أن تعود أدراجك، وأن تدرك أنك رئيس مصر ، البلد الذى لا يقبل القسمة على «اثنين» فما بالك بكل هؤلاء الشركاء!!
ــــ 2 ــــ
هذا البلد كبير، قادر على أن يفرز الأشياء المختلف عليها.. يعرف أن حكامه، يعشقون خداعه، لأنهم ــ أى
لا تتكلموا عن الضمير، لأنه لا يحتمل نقاشاً أو اختلافاً، فالضمير له تعريفات، ولا يجوز المناورة به.. الضمير هو العمل لصالح الوطن وليس لصالح الجماعة.. يا جماعة!!