شفيق جبر.. بيزنس الأبواب الخلفية
يشبه رجل الأعمال محمد شفيق جبر السمكة الصغيرة في بحر الأقتصاد التي تحولت فجأه الي حوت من حيتان عالم
البيزنس فالرجل عمره في عالم البيزنس لا يتعدي 15عاما فقط وحقق خلالها ما فشل في تحقيقه كبار رجال الأعمال وكون امبراطوريه ضخمة اعمدتها قائمة علي نظام الرئيس المخلوع مبارك الذي قدم قائمة طويلة من الخدمات لرجلها البار الذي لم يتردد في رد الجميل ومساندة رجال النظام ودعم بقاءه في السلطة فعندما سئل جبر عن السر وراء تكوينه امبراطورية ضخمة في زمن قياسي قال ان حياته مليئة بالألغاز الذي لن يتردد في الكشف عنها في مذكرات ستزيح الستار عن اسرار حياته ولكن بعد سقوط النظام السابق وخلع الرئيس مبارك لن يجد جبر ما يكتبه فيها خاصة انها ستفضح علاقته بالنظام وكيف دعمته أسرة مبارك وقدمت له يد العون ونقلته من مجرد صاحب شركة صغيرة الي احد اكبر المليارديرات في مصر والوطن العربي.
وعلاقه جبر بدأت مع جمال مبارك الذي عرفه علي الرئيس مبارك وقدمه علي انه عبقرية اقتصادية نادرة وقام جمال بتعيينه عضوا في لجنة السياسات وعضوا بمجلس الأعمال المصري الأمريكي وهو احد رجال أمريكا في مصر استطاع من خلال جمال مبارك ان يفتح خطوط اتصال مع منظمات أمريكية تدعم الشركات الصغيرة وقام بتحويل حصص من اموال المعونة الأمريكية التي تأتي الي مصر الي حساب شركاته لتوسيع نشاطها حتي انه استطاع ان يقوم بتوسيع شركة »أرتوك للاستثمار والتنمية « عام 1995 والتي كانت تابعة للبنك العربي الأفريقي وتأسست في عهد رئيس البنك الأسبق إبراهيم الإبراهيمي وانتقلت ملكيتها إليه في صفقة غريبة عن طريق رجل الأعمال محمد عزب بعد ان حققت فشلا ذريعا وكاد نشاطها ان يتوقف فأنتقلت ملكية الشركة اليه بتراب الفلوس بأقل من 40٪ من ثمنها الحقيقي واستطاع جبر بعد ان ضخ 500 مليون جنيه الي رأسمال الشركة من اموال المعونة الأمريكية ومن بعض القروض التي حصل عليها بمساعدة جمال مبارك نفسه بعد ان عانت الشركة من ضعف التمويل ان يحول الشركة الفاشلة الي 12 شركة كبري منها 8 شركات في مصر وشركتان في التشيك وشركة في سلوفاكيا وأخري في أمريكا.
ويحاول جبر منذ ان دخل عالم البيزنس الحقيقي علي أيدي جمال مبارك ان يبرم صفقاته في الخفاء بعيدا عن الضجيج الإعلامي فهو يعشق فن المناورات ويتمتع بسلسلة علاقات خارج مصر كونها بمساعدة جمال مبارك اثناء عمله في بنك أوف أمريكا ومن خلالها أقام العديد من اتفاقيات الوساطة المالية والتي حصل فيها علي سمسرة عالية من خلال شركته المتخصصة في هذا المجال .
توسعت أنشطة جبر بعد ذلك لتشمل السيارات والطيران وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات فضلا عن البنية الأساسية "المياه - المطارات - محطات الطاقة" وكذا الصناعات الثقيلة ومنتجات الصلب والمعدات الهندسية والمنتجات الاستهلاكية ودور النشر والتنمية العقارية والبترول حيث امتلك توكيل سيارات سكودا بالإضافة إلي ملكيته لـ 36 توكيلا أمريكيا كما حصل علي قرض من البنوك بدون ضمان بمساعدة الأخوين علاء وجمال تبلغ 2 مليار جنيها لزيادة انشطته وتوقف عن السداد معتمدا علي الحماية الخاصة التي يتمتع بها والتي تمنع أحدا من الاقتراب منه.
والغريب ان جبر المديون للبنوك دخل قائمة أغنياء العرب حيث صنفته مجله أرابيان بيزنس التي تصدر في دبي في المركز الثاني في قائمة اغني الأغنياء في مصر بعد رجل الأعمال نجيب ساويرس واحتل المركز رقم 39 عربيا بثروة تصل الي 2.1 مليار دولار متقدما علي مليارديرات النظام أحمد عز المحبوس علي زمة التحقيقات في قضايا فساد وفايز صاروفيم وهشام طلعت مصطفي ولكن لآن جبر يجيد الأختفاء الإعلامي لم يتردد اسمه من ضمن أكبر رجال الأعمال رغم انه اخطرهم علي الإطلاق وأكثرهم ذكاء فحاول منذ ان تقرب الي النظام ان يحافظ علي مساحة معينة في علاقته معه تبقيه خارج دائرة النقد والاتهامات وفي الوقت نفسه يحصل علي دعم رجاله.
ورغم انحسار الدور السياسي لجبر إلا انه بقي احد الداعمين لجمال مبارك في سيناريو التوريث بل انه انفق علي حملات تلميع ابن الرئيس المخلوع حتي انه وفي حواراته القليلة التي اجراها لا تخلو من اشارات التلميع والتجميل لجمال مبارك وشرح قدراته علي حل المشاكل التي تعاني منها مصر فجبر يعلم تماما ان أمبراطوريته مشيدة علي أعمدة النظام وان انهياره معناه تصدع امبراطوريته.
ويجيد جبر فن الصفقات المظلمة التي تظهر علي سطح الأحداث فور انتهائها مستغلا علاقته بكبارالمسئولين في مصر والدليل علي ذلك ما حدث في صفقة إعمار الإماراتية التي طفت علي السطح بعد خلافات مع شريكه
ولم يقتنع جبر كعادة رجال الأعمال بالمليارات التي حصل عليها وحاول الدخول في بيزنس تسقيع الأراضي الذي يحقق المليارات دون اي جهد فحصل علي 100فدان بالطريق الصحراوي بسعر 5 جنيهات للمتر الواحد وقام بتسقيعها وبيع 20 فدانا منها بأسعار خيالية كما انه حصل علي 8 افدنة من وزير الإسكان السابق محمد ابراهيم سليمان بموافقة كتابية منه في منطقة القاهرة الجديدة بسعر 60 ألف جنيه للفدان الواحد وقام بتسقيعها لمده 17عاما وعندما حاول بيعها بمبلغ 350 مليون جنيه نشب خلاف بينه وبين الوزير المغربي الذي لم يتردد في سحب الأرض منه عقابا له وهو ما أثار غضب جبر الذي شن حملة من الهجوم العاصف علي المغربي ولجأ إلي لجنة فض المنازعات مؤكدا انه قام بتسديد نسبة كبيرة من ثمنها لكن اللجنة أيدت قرار الوزير بسحب الأرض وهو ما جعل جبر يلجأ الي جمال مبارك الذي قام بترضيته ومنحه قطعه أرض في منطقة المقطم حيث يوجد قصره الفخم المكون من 4 أدوار علي مساحة كبيرة من الأرض كما يوجد بها مقر شركته وهو ما جعله يتصرف في المنطقة المحيطة بقصره وكأنها قصر رئاسي يحيطه الحرس الخاص.
جبر أيضا انشأ شركات عديدة بأسماء بعض موظفية ولكنه يديرها من الباطن حتي لا يفتضح امره ويظهر حجم استثماراته الحقيقية وعلي سبيل المثال لا الحصر انشأ شركة باسم ابن الطباخ الخاص به وشركة اخري باسم مدير مكتبه وثلاثة من الموظفين واخري باسم زوجته التي تركها لتديرها ويصدر أوامره من الباطن .