مكلمخانة
ما الذي جعل من التخلص من مباحث أمن الدولة التابعة لوزير الداخلية مباشرة المطلب الشعبي البارز عند ثوار ميدان التحرير، بل عند الشعب كله الذي لم يختلف فيه مواطن مع آخر علي ضرورة التخلص من هذا الجهاز الكريه!، ومن الواضح حتي الآن أن المطلب يلقي عدم الاهتمام في ظل الحكومات المؤقتة - وحتي إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية أيهما سيكون قبل الآخر لا أعرف!، وأصبح تدارك كوارث هذا الجهاز في حق الشعب المصري الذي لا أظن أن أحداً قد سلم منه سواء شخصياً أو بعضاً من ذوي قرباه ومعارفه وجيرانه!، وكان جهاز مباحث أمن الدولة يدهش عموم مصر وهو يمد ذراعه »الطويلة« لكي تلحق كل من تراه هدفاً لإيذائها وضررها بحق أو بغير حق!، ودس الجهاز أنوفه في كل مرافق الحياة المصرية يستبد بالناس ويساعد علي تبيت المظالم، بل ويظل دائماً مصدر تهديد للمسئولين حتي أنهم أصبحوا يحسبون له ألف حساب، حتي لو كان ذلك علي حساب عقائدهم وقناعاتهم أو إدراكهم أن ما يريده الجهاز منهم علي الدوام ليس هو الصواب!، وهل يمكن أن يكون لأي جهاز سري أمني في العالم مثل هذه الوضعية »الشاذة« إلا إذا كان هذا ينمو ويتغلغل في ظل نظام سياسي »شاذ« يحتمي لبقائه بعصبية تمارس المظالم الفاحشة علناً تحت مسمي خاطئ وخادع هو »أمن الدولة«!، وأي أمن في دولة مثل هذه يئن فيها الناس ويتوجعون تحت وطأة ضغوط هذا الجهاز وأفراده الذين تعاملوا مع الناس بحس يخلو من أي عقيدة وطنية أو إنسانية؟!
ولماذا لم تشهد الولايات الأمريكية مثلاً غضبة شعبية علي جهاز أمريكي سري أعتي وأعرق في مهمته كان لها عنوان