فواتير جرحى الثورة الليبية في المستشفيات العربية بين الحقيقة و الخيال .
ضحايا جرحى ثوار ليبيا مادة شرهة لإبتزازهم صحيا و حياتياً من قبل " المارد العربي في العالم العربي في دجلة في عمان في مصر في لبنان في المغرب العربي" ( إنتهى الفاصل ) و أصبحت هناك مناخاً خصبا للتربح بلا حسيب
و لا رقيب علي أساس أنها شطارة و مهمة قومية في نظرهم . إنها صفقة الموسم بلا منازع و مادة دسمة لا تتكرر للمقاولات و الإغتناء ربما لا تتكرر بعد أن ضربهم الكساد . لقد سمعنا و شاهدنا في كل الدنيا في حروب البوسنة و الهرسك ، في زلازل هاييتي و الصين ، في مجاعات أفريقيا و في نكبات رواندا و دار فور أن هناك صوتا إنسانيا ينادي دائما في السحر أوقات الأزمات ، فتتسابق الضمائر علي إنقاذ ما يمكن إنقاذه من ضحايا كوارث لبني البشر جراء مصائب الحروب و الإقتتال الجائر و الزلازل و نوائب البشرية و الطبيعة دون أن يدفعهم لذلك حافز الربح المادي الجائر و غير الجائر إلا في الحالة الليبية فقد تكالب الجميع الأخ قبل الصديق علي إستثمارها لمضاعفة فواتيرها ضربا لأسداسها في أعشارها بلا خجل لا نخوة تذكر . فمن العيب و العار الذي سيوثق في ذاكرة الليبيين أن يتكالب و يشهر بعض العرب فواتيرها المزورة قبل أن يكتمل العزاء و تجف الدماء و تشفى أعراض الوباء ، و تخمد نيران الحريق و تحط الحرب أوزارها . فمن مطالب بتعويضات مزيفة لعماله و شركاته كمناشف لتبرير الوسيلة إلي تزوير فواتير علاج جرحى حرب الثورة الليبية ، علما بأن باب الإستدراج كان قد شرع بنصب فخ أبدت ظاهريا فيه رحابة صدر إشفاقية موجوعة لحال لجراحنا منقطعة النظير و تألمت لآلامهم آنذاك ، لكنه إتضح أنه ما كان إلا شِركاً إبتزازيا كان منصوباً و إستغفالا للعقليات و توريطها في فواتير ضخمة كفيلة ببناء مستشفيات شاهقة في كل مدن ليبيا ، ذلك الإستغفال مورس ببجاحة رغم أن كل نظريات التأمين و نصوص القوانين لا تجيز التعويض عن أضرار حدثت لأسباب قهرية خارجة عن إرادة الإنسان كالحروب و ظواهر الطبيعة و المجاعات و الأوبئة . فمن العيب أن تفتح بعض الدول الغربية و المنظمات الإنسانية ميزانياتها و ديارها و مشافيها و هممها بكرم و سخاء أمام جرحى ثوار ليبيا ، و إن طالب بعضها بتكاليف المصروفات فأغلبها كان منطقيا و كانت تلك المطالبات علي إستحياء . بينما إخوة العروبة و الدم يفتحون دفاترهم المحاسبية للربح و الخسارة و يعاملون ملف الجرحى الليبيين كصفقة موسمية ، و كانت مطالباتهم جهارا نهارا بل عقدوا لذلك المؤتمرات و الندوات و التصريحات علي متن صحفهم ، رغم أن حال الجرحى لم يتحسن بل إستمرت معاناتهم رغم الفواتير الجزافية الشاهقة و رغم أن