رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

سرطان الفقراء يزحف إلى الأثرياء

بوابة الوفد الإلكترونية

واقع أليم يحيط بالمصريين إثر تسلل المرض الأشد فتكا بالبشرية لأجساد الكثيرين منهم حيث ارتفعت معدلات الإصابة به في السنوات الأخيرة وتخطت الـ100 ألف حالة سنويا ليحتل المركز الثاني في أسباب الوفاة في مصر،

الأمر الذي ينذر بكارثة حقيقية، خاصة أنه حتي الآن لا توجد أسباب واضحة لتفشي هذا المرضي وخطورة الأمر تكمن في ضعف الوعي وتفاقم المشكلة في ظل انتشار المحفزات التي تؤدي لنشاطه داخل الجسم، مما يستوجب ضرورة قيام الدولة بإعداد خطط استراتيجية وعلمية لمواجهته وتوعية المواطنين بأهمية إجراء الفحوصات الدورية لمواجهة هذا الغول المفترس.
يعد المعهد القومي للأورام أكبر مركز لعلاج الأورام في مصر وأفريقيا والشرق الأوسط ويقدم خدمة علاجية بالمجان للمرضي عن طريق الميزانية المخصصة له والتي لا تتعدي 40 مليون جنيه سنويا، فضلا عن الاعتماد علي التبرعات بنسبة 80٪ وهناك أيضا وحدة للعلاج الاقتصادي الممول من العلاج علي نفقة الدولة والشركات والتأمين الصحي.
مرض السرطان من أكبر مسببات الوفاة في العالم فقد أدي الي وفاة 7.6 مليون نسمة خلال عام 2008 الماضي ووفقا لإحصائيات منظمة الصحة العالمية فقد وصلت حالات الإصابة بالمرض لنحو 14 مليون إصابة خلال عام 2012 الماضي، ونظرا لخطورة الأمر فقد قرر الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان عام 2005 الماضي، اعتبار يوم 4 فبراير من كل عام هو اليوم العالمي لمكافحة الأمراض السرطانية.
تشير الدراسات الي أن ذلك المرض يعد مشكلة صحية عالمية وكذلك قومية في مصر، حيث يعد ثاني أسباب الوفيات بعد أمراض القلب، التي تسبب نسبة وفيات في العالم تصل الي 31٪، بينما يأتي السرطان في المركز الثاني ويسبب نحو 23.8٪ من أسباب الوفاة، حيث وصل عدد حالات الإصابة به في العالم عام 1985 الي 7.6 مليون حالة، قفز الي 10.3 مليون حالة عام 2000 الماضي، ومن المتوقع أن يصل الي 16 مليونا عام 2020، وذلك حسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية ويعد سرطان الرئة هو الأكثر شيوعا بين الرجال بنسبة 16.6٪ يليه سرطان البروستاتا، بينما تمثل أورام الثدي رقم واحد للسيدات بنسبة 22.7٪ يليه سرطان عنق الرحم وتشير الدراسة الي عدد حالات المصابين في مصر تقدر بنحو 100 ألف حالة سنويا، وحسب الإحصاء الذي تم إجراؤه بمحافظة الغربية فإن سرطان المثانة البولية هو الأكثر شيوعا بين الرجال  حيث يمثل نحو 15.4٪ يليه الكبد 13٪، بينما تحتل أورام الثدي المركز الأول لدي السيدات بنحو 37.6٪ يليه سرطان الغدد الليمفاوية 8٪ وعرفت الدراسة المرضي بأنه ليس واحدا بل مجموعة من الأمراض يمكن أن يصيب الدم فيؤدي الي تكاثر كرات الدم البيضاء قبل أن يكتمل نموها فتتحول لخلايا سرطانية، لكن أكثر الأنواع شيوعا هي الأورام الخبيثة التي تظهر في أي جزء من الجسم وتكمن خطورة المرض في أن الخلايا المصابة لها القدرة علي الانتشار والتغلغل في الأنسجة والانتقال الي باقي الأعضاء عن طريق الدم والأوعية الليمفاوية وتتلخص أسباب الإصابة بالمرض في عدة نقاط أهمها، العادات السلوكية السيئة في التغذية وقلة الرياضة البدنية وتلوث الخضراوات والفواكه والمياه بمختلف المواد الكيماوية، هذا فضلا عن التدخين وتلوث البيئة لما لهما من آثار ضارة تؤدي للإصابة بسرطان الرئة والبنكرياس والمثانة البولية، بالإضافة الي الأمراض المعدية، فمرض البلهارسيا له علاقة بالإصابة بسرطان المثانة البولية، ومرض الالتهاب الكبدي الوبائي B وC لهما علاقة بالإصابة بسرطان الكبد.
وأوضحت الدراسة أوجه القصور في مجال مكافحة الأورام في مصر، ومنها القصور في مجال الوقاية، والاكتشاف المبكر للأورام بشقيه الإعلامي والعلمي

مع أهمية الوقاية والاكتشاف المبكر في ارتفاع نسب الشفاء وخفض تكلفة العلاج، حيث إن القضاء علي التدخين والبلهارسيا وفيروس C سيؤدي لخفض الإصابة بالسرطان بنسبة 40٪، هذا فضلا عن القصور في تعميم بروتوكولات موحدة لتشخيص وعلاج الأورام علي مستوي الجمهورية، بالإضافة الي نقص وعشوائية الميزانيات الخاصة بعلاج المرضي، حيث تتعدد مصادر التمويل من علاج علي نفقة الدولة في الوقت الذي يقابله قصور في تغطية تكلفة المرضي كالتأمين الصحي والتبرعات مما أدي لوجود عجز في التمويل المطلوب، وأوصت الدراسة بضرورة إنشاء مجلس قومي للسرطان يتولي وضع تنفيذ ومتابعة الأهداف العامة والتي تكمن في وجود استراتيجية واضحة لمكافحة المرض من خلال التشخيص والعلاج وتنظيم دور الوقاية والاكتشاف المبكر والاهتمام بالبحث العلمي للمشكلات ذات الصبغة القومية.

التلوث والتدخين أسباب رئيسية
الدكتور أحمد يحيي فريد أستاذ الجرحة العامة للأورام وعضو جمعية الجراحين يؤكد أنه حتي الآن لا توجد معلومات دقيقة عن أسباب مرض السرطان إلا أن الدراسات تؤكد أن هناك محفزات ومستقبلات في جسم الإنسان هي التي يمكن أن تؤدي للإصابة بالمرض وتلك المحفزات قد تكون ناتجة عن تلوث مياه الشرب نتيجة لمخلفات المصانع فضلا عن تناول الأطعمة التي تحتوي علي مكسبات الطعم وهدرجة الزيوت. كما يعد التدخين من أكثر العوامل التي تؤدي للإصابة بالمرض بالإضافة الي الاعتماد علي الأسمدة الضارة بالصحة علي زراعة المحاصيل في مصر، ولجوء بعض القري للري بالصرف الصحي، وكل هذا أدي لمضاعفة أعداد المرضي حيث يتخطي عدد المصابين بمرض السرطان في مصر الـ100 ألف مريض سنويا، ولا يوجد حتي الآن حصر دقيق لعدد المرضي، نظرا لأنهم في تزايد مستمر يوما بعد يوم، لعدم وجود توعية مستمرة بخطورة المرض في ظل انخفاض نسب التعليم خاصة في القري والريف مما يؤدي لصعوبة الكشف المبكر فيترتب علي ذلك انخفاض نسب الشفاء منه ويعد سرطان الثدي هو الأكثر انتشارا لدي السيدات والبروستاتا عند الرجال، كما يعد السرطان من أكثر الأمراض التي تكبد الدولة مليارات الجنيهات لارتفاع تكاليف العلاج، لذا فلابد من توعية المواطنين بإجراء الفحوصات الدورية والتوجه لمعهد الأورام، الذي يعد من أكبر المراكز المتخصصة في علاج الأورام، حيث يتمتع بتطبيق استراتيجية حديثة لمواجهة المرض، وترتفع به نسب الشفاء، لذا نطالب المواطنين بتجنب المحفزات التي تؤدي للإصابة بالسرطان والابتعاد عن التدخين.