رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

همسة طائرة

أضاءت مصر للطيران الثلاثاء الماضى 7 مايو شمعتها الثانية والتسعين وسط انجازات تتم على أرض الواقع رغم التحديات الجمة التى تواجه الشركة الوطنية بين الحين والآخر.. وتحتفل الناقل الوطنى بعيدها الـ92 هذا العام كأعرق شركة طيران فى أفريقيا والمنطقة العربية والشرق الأوسط وإحدى كبريات شركات الطيران بمنطقة الشرق الأوسط وتلعب دورًا بارزًا فى زيادة تنشيط الحركة السياحية الدولية الوافدة إلى المدن والمنتجعات السياحية المصرية خلال الفترة الراهنة.

<< يا سادة.. إنها شركتنا الوطنية التى هى جزء من تاريخ مصر إنها 92 عامًا من عمر تحليقها فى سماء العالم، حاملة اسم مصر وعلم مصر فى كل الأنحاء، وعبر 79 وجهة تتوجه إليها.. 92 عامًا مرت من عمرها، استطاعت خلالها أن تحقق نجاحات كبيرة تضىء سيرتها حتى وصلت إلى العالمية بعد أن أصبحت عضوًا بارزًا وفى درجة متقدمة بـ«تحالف ستار العالمى» التحالف الأقوى فى سوق الطيران العالمى، كما استطاعت أن تخدم أهدافًا قومية ووطنية ولم تخذل يومًا قيادتها السياسية فى أى مهمة وطنية كلفت بها مهما كان حجم المخاطر.. وعبر السنوات الـ92 استطاعت أن تحقق للدولة أهدافًا لا ولم ولن تحققها أى شركة طيران مصرية أخرى تعمل على أرض مصر، فعلى المستوى الاجتماعى استطاعت أن توفر فرص عمل لأكثر من 29 ألف موظف، حجم العمالة بها الآن، ولم تتخل قط عن ابن واحد من أبنائها حتى فى أحلك الظروف وأسوأ الأيام ووسط طوفان من الخسائر ينهش فى جسدها الهزيل الذى تمزقه من آن لآخر أقلام ومواقع تواصل اجتماعى المفترض انها وطنية تطول من سمعة الشركة ولا تراعى أبدًا أن تلك الشركة ليست إلا نموذجًا لنماذج كثيرة فى مؤسسات مصر طالها الإهمال والتردى والاختراق والفساد والإفساد منذ 25 يناير وتولى الإخوان.

<< يا سادة.. تسير الشركة رحلات إلى 79 وجهة عبر 52 دولة، وتملك أسطولًا مكونًا من 81 طائرة. فى عام 2023، ارتفع عدد الرحلات التى سيرتها بنسبة 13% مقارنة بعام 2022، ونقلت 9.8 مليون مسافر، بزيادة 19% مقارنة بالعام السابق. كما سيرت 1,249 رحلة شحن إلى 31 دولة، ونقلت حمولة تزن 129,034 طنًا.. تحتفل مصر للطيران وتضىء شمعتها الـ92 وهى تحلق فى سماء العالم بطائرات جديدة تتناسب وسمعتها فى التحليق، حاملة اسم مصر وعلم مصر فى كل أنحاء العالم، وعبر 79 وجهة تتوجه إليها..

<< يا سادة.. سنوات قليلة تفصلنا عن مئوية شركتنا الوطنية نتحدث عن قرن فى تاريخ وعراقة شركة جذورها ضاربة فى عمق وعبق التاريخ المصرى.. وهى شاهد عصر على أحداث ومناسبات كثيرة فى التاريخ المصرى كما أنها كانت وما زالت الناقل الرسمى لكل أفراح وأتراح حبيبتى مصر.. كما أنها لم تتخل يومًا عن القيام بواجبها الوطنى فى نقل المصريين من كل أنحاء العالم الذى يعج بالأحداث والمشاكل والمعارك هناك كانت مصر للطيران.. ودائمًا عاشت لتؤدى دورها الذى تفخر بأن تحمله بصبر وجلد.. لا ولم ولن تتخلى عن دورها يومًا لم تشتكِ رغم الخسائر.. لم تئن رغم الدعوات ومحاولات الانقضاض عليها من وقت لآخر بدعوى فتح السموات الذى يهدف بالدرجة الأولى فى خدمة ومصالح شركات لا تخدم سوى على مصلحتها الشخصية ولا يعنيها مصلحة مصر فى شىء.

<< يا سادة.. ورغم كل هذا التاريخ تحترق شركتنا الوطنية بالسيناريو المعتاد فى هذا التوقيت من كل عام.. هو نفس الحوار بنفس الأدوات والأقلام الزائفة والوجوه الكالحة.. هى نفس الأطماع التى لا تنتهى طالما مازال الطامعون الفاسدون الباحثون عن مصالحهم الشخصية وأهوائهم الخاصة يتصدرون المشهد.. أقول هذا القول بمناسبة الهجوم الأخير على الشركة الوطنية مصر للطيران من أناس المفترض أن يكونوا هم أول من يدافعون عن الشركة التى تحمل اسم مصر وعلم مصر تجوب بهما العالم رافعة اسم مصر وعلمها محلقة فى سماء العالم مذكرة الجميع أن مصر ستظل باقية رغم أنف الحاقدين وأطماع الفاسدين ومؤامرات الخونة والإرهابيين والمتآمرين.

<< يا سادة.. كلما نهضت الشركة وصلبت طولها وسعت فى طريق تخطى خسائرها استقبلها أصحاب المصالح الخاصة بتصدير مشهد الخسائر وضرورة إعادة الهيكلة وبالطبع بيع أسهم منها فى البورصة ليتلقفها أصحاب الفشل السياحى الذين دائمًا ما يلقون أسباب فشلهم على ارتفاع أسعار التذاكر فى الوقت الذى يكنزون هم فيه المليارات فى بنوك الخارج من وراء ما يتربحونه من تجارة العملة وفروق الأسعار قبل القرار الحكيم للإدارة المصرية الحالية بتحرير سعر العملة للقضاء على السوق السوداء التى كان يتربح هؤلاء من ورائها.. هذا بخلاف المطالب الخاصة التى يطلبها أصحاب المصالح من عينة طلب تعيينات للأقارب والمحاسيب والتذاكر المجانية والرحلات المخفضة على جسد شركة تنزف بسبب الخسائر بسبب أوضاع وظروف عانى منها وطن بأكمله.

<< يا سادة.. الشركة الوطنية مصر للطيران واحدة من تلك الأسماء التى تدفع فى كل وقت فاتورة أصحاب المصالح والمنتفعين فما بين الحين والآخر نجد هجمات شرسة تنال من الشركة الوطنية ومن المسئولين عنها.. ليبقى السؤال حائرًا: أليست هناك جهات رقابية تراقب أداء كل المسئولين السابقين والحاليين؟! والإجابة بالتأكيد نعم.. ويبقى سؤال آخر فى ظل تلك الرقابة التى لا ترحم أحدًا وسقط على يدها رموز كثيرة وكبيرة مسئولة نذكر منها على سبيل المثال وزير الزراعة الأسبق: هل كانت سترحم أحدًا أو تتستر على أحد؟! الإجابة أيضا بالطبع لا.. إذن يبقى وراء تلك الخسائر تراكم لتلك الخسائر منذ 25 يناير 2011 والتى كانت قبلها الشركة الوطنية من أهم مصادر التمويل للعملة الصعبة للحكومة المصرية، ويبقى أن الكل اجتهد وسط ظروف سوق طاحنة وشركة وطنية تسعى وترجو أن تعيش.. تارة بمحاولة تطوير أسطولها وتارة أخرى بنجاح الشركات التابعة للشركة الأم القابضة وتحقيق أرباح.. وتبقى شركة واحدة المفترض من الجميع أن يقف بجانبها ويسندها ليس من أجل عيون المسئولين عنها، ولكن من أجل أن نحافظ على تاريخ شركة وطنية هى فخر لنا جميعًا.. وليس معنى أنها مرضت أن يكون الحل هو «القتل البارد» لها بيد من لا يرحمون أصحاب المصالح الطامعين فى تاريخ الشركة واسمها وأسهمها فى العالم أجمع.

<< يا سادة.. فى كل دول العالم تحافظ وسائل الإعلام ومواقع التواصل على شركتهم الوطنية، أما نحن فنمزقها بأقلام المأجورين وأصحاب المصالح والابتزاز والكل يعلم من هؤلاء وهم «آفة الإعلام المصرى والسوشيال ميديا» من الدخلاء عليه.. إذا أرادوا مصلحة ولم تتحقق مزقوا سيرتها وإذا تحققت أهدافهم صرخوا يهتفون لها وهم ينسون أن السهم قد أصاب الشركة الوطنية فى مقتل وطال من سمعتها.

<< همسة طائرة.. رسالة إلى «المصلحجية» فى كل مرحلة وعصر الذين يركبون كل موجة من أجل مصالحهم الشخصية.. إلى الأقلام المأجورة التى تسىء لنا جميعًا.. ارحموا مصر شعبها وجيشها وشرطتها وشبابها... ارحموا الشركة الوطنية التى تحمل علم مصر شمالًا وجنوبًا.. شرقًا وغربًا.. أزمات كثيرة مرت بها وظلت شامخة وعلم مصر يجوب العالم.. العاملون بها هم سفراء لمصر فى كل بلاد العالم... وأنتم أيها العاملون عليكم التصدى وبكل قوة لهؤلاء.. فليس الوزير ورئيس الشركة وحدهم المسئولين عن الدفاع عن هذا الكيان الوطنى وتسديد فواتير المبتزين ولكننا جميعا مسئولون أن تظل شمعة مصر للطيران تضىء العالم كله ولا تحترق أبدا.