رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كلمة حق

فى كثيرٍ من المواقف التى تمر بك فى حياتك، عليك أن تتخذ القرار وتحدد وجهتك. هل أنت مع الحق أم مع الباطل، وقد حذرنى الكثير من الكتابة أو تناول ما يثار حول كيان جديد أطلق عليه «تكوين» يدعى رسالة التنوير بمفاهيم جديدة حول الدين، تحذير أصدقائى خوفاً من اتهامى بالرجعية وغيرها، فقلت لهم كلمة واحدة، إذا كانت كلمة الحق ونصرة دين الله رجعية، فأنا إمامها وأكبر المدافعين عنها.

عزيزى القارئ: إياك أن ترمى الناس بالباطل أو البهتان قبل أن تتحقق، هذا منهج أصر عليه فى حياتى، تابعت أنا و115 مليون مصرى ما يثار حول إنشاء كيان أطلق عليه «تكوين» الذى يجمع نخبة من المفكرين لمناقشة القضايا الفكرية والدينية، وتابعت أيضاً ما أثير من جدل فى وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعى التى رأت أن «تكوين» هدفه زعزعة الثوابت الدينية والتشكيك فى أصول الدين.

أكدت فى معرض حديثى أنه علينا التحقق من كل ما يثار حولنا فتابعت الكثير من الفيديوهات والآراء التى عبر عنها أصحاب هذا التكوين، وخلصت فى النهاية إلى حقائق ودلالات مهمة.

أولاً: فارق كبير بين رسالة التنوير وتجديد الخطاب الدينى والتشكيك فى السيرة النبوية الشريفة، وفى سير الصحابة رضوان الله عليهم، فلا تدعى الانتصار فى معركة باللجوء إلى التشكيك فى منافسك وتترك صلب الحق، ذلك تأكيد أن تدعى وهماً لضعف حجتك وبرهانك، فليست هذه هى المبارزة وليست هذه أخلاق الاختلاف.

طل علينا أعضاء كيان «تكوين» بالترويج إلى فكر وطريق واحد هو «التشكيك» وهى حيلة نفسية اتخذها الفلاسفة القدماء لادعاء الانتصار فى المعارك، أطلقت العنان لتفكيرى ماذا يريد أصحاب التكوين.

الإجابة واضحة ومن دون مواربة هدم ثوابت الدين بالتشكيك فى سيرة أشرف الخلق والصحابة والمعجزات النبوية وغيرها، طاف فى ذهنى سؤال إذا سرنا مع ما يدعيه أنصار الكيان المزعوم بالتشكيك فى قدوتنا ونبينا أمام المرسلين، حيث إننا منذ فتحت أعيننا على هذه الحياة وزرع فينا آباؤنا ثوابت دينية لا تفارقنا حتى خروج آخر نفس من ضلوعنا، أولها أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، هو قدوتنا وقائدنا، فمن يريد أنصار تكوين أن نتخذه قدوة لنا لشبابنا وأبنائنا، هل نتخذ لاعب كرة او فناناً مشهوراً مع احترامى للمهنتين ولكن لمن نلجأ ونتعلم ونسير على خطاه. 

يا سادة الشعب المصرى البسيط بمسلميه وأقباطه لدية نزعة دينية لا مثيل لها، يكفى أن تقول لأى شخصين متنازعين فى خناقة فى الشارع، «صلى على النبى»، أو بين اثنين من الأقباط «مجد سيدك» فى هذه اللحظة ستنهى كل شىء ويصمت الجميع، دلالة كبيرة على تقديس الدين فى نفوس المصريين، فلماذا إشعال النار وما الهدف من وراء ذلك؟

لا أستبعد على هذه المجموعة بعد الانتهاء من التشكيك فى السيرة والصحابة والأئمة والتابعين، أن يطلقوا دعوات جديدة للتشكيك فى كتاب الله وقرآنه الكريم، وما حواه من كلام الله عز وجل، فشراهة الهدم قد توصلك إلى أعلى المراحل دون النظر إلى ما خلفته من هدم قيم ومجتمع ودين ووطن، يجمع كل الأديان والمذاهب والطرق.

ثانياً: إن فى مصر حاكماً، ورئيسها الرئيس عبدالفتاح السيسى، أهم ما يميزه مع احترامى لجميع من سبقوه، هو ورعه وتدينه وأخلاقياته الإسلامية التى تظهر فى كل مواقفه، من جبر خواطر وإنسانيات تفوق الوصف، ولا يترك مناسبة إلا ويؤكد أن هذا البلد محفوظ بعناية الله.

ثالثاً: إن لهذا الوطن جيشاً عظيماً، خير أجناد الأرض هل تتذكر عزيزى القارئ الشرارة التى دفعت المصريين للعبور فى السادس من أكتوبر الموافق العاشر من رمضان، الشرارة هى كلمة الله أكبر الله أكبر التى زلزلت الأرض من تحت العدو، جيش عقيدته دينه ووطنه.

ثم إن مصر هى مصر الأزهر الشريف الذى حفظ الدين لأكثر من ألف عام، بفكر وسطى بعيداً عن المغالاة والتطرف بحكمة وضع قواعدها ورسخ أركانها مشايخ الأزهر على مر التاريخ وآخرهم، فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، أطال الله فى عمره ووفقه إلى ما فيه الخير، الذى قاد فكر التنوير ببراعة تناسب واقعنا المعاصر مع الحفاظ على ثوابت الدين، وننتظر منه المزيد لحماية أبنائنا وشبابنا والأجيال القادمة.

 هل تتصور عزيزى أن شعباً بهذا التدين ورئيساً ورعاً وتقياً ولا يفعل إلا ما يرضى الله فى كل قراراته، ويذكرنا دائماً بأنه اتخذ قراراته لأنه هيقابل ربنا لوحده، وجيش عقيدته الدينية هى الالتزام، هل تتصور أن نسير إلى دولة علمانية، ونستسلم لأفكار شاذة تحاول التشكيك فى ثوابتنا الدينية من أفكار «تكوين» أو غيرهم، قطعاً وأبداً لن يستقيم الأمر إطلاقاً مع دولة فى المادة الثانية من دستورها تنص على أن «الإسلام دين الدولة، واللغة العربية لغتها الرسمية، ومبادئ الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسى للتشريع».

تواترت أنباء حتى كتابة هذه السطور أن النائب العام أمر بإيقاف مركز «تكوين» وقرر إحالة المسئولين عنه إلى نيابة أمن الدولة العليا للتحقيق واتخاذ اللازم قانونًا. 

وأوضح عدد من المحامين أن حيثيات الإحالة جاءت بأن المحالين قد عكفوا بصفة دورية ومسلسلة ومعروضة على العامة على استغلال تدويناتهم المكتوبة عبر حساباتهم الشخصية بمواقع التواصل الاجتماعى أو من خلال الندوات العامة أو البرامج التلفزيونية على بث أفكارهم المتطرفة تحت ستار الدين بالتشكيك فى ثوابت الدين الإسلامى والسنة النبوية المطهرة بزعم تجديد الخطاب الدينى والتنوير وتعمدهم إعطاء المعلومات المغلوطة للجماهير والتشكيك فى الثوابت وعلم الحديث دون امتلاكهم لأى سند صحيح.

فاطمئنوا يا مصريين، فهذا البلد محفوظ برعاية الله، وبقيمه التاريخية الدينية المترسخة منذ آلاف السنين ولن يقبل شريف حر وطنى بالمساس بمعتقدات المسلمين أو الأقباط.

بقى أن أؤكد أن معركة الوعى هى ضرورة الآن ونحن فى أشد الاحتياج إليها، كما كانت هى الدافع لتغيير المفاهيم ممن أرادوا اختطاف الوطن منذ سنوات بدعاوى أنهم سدنة الدين، ما أحوجنا إليها الآن ممن يسعون إلى هدم الدين وقواعده واختطاف عقول شباب هذا الوطن.

كلمات كتبتها لله عسى أن ألقى ربى وأنا واقف بين يديه لتكون حجة لنا، يوم الدين، أخيراً أثق بأن سحابة الصيف لن تدوم، والخير سينتصر والظلام إلى زوال وأن دين الله محفوظ الى أن تقوم الساعة، وأدعو الله أن يحفظ بلدى ووطنى وأهلى من أبناء هذا البلد من الفتن والشرور الظاهرة والباطنة.

للحديث بقية ما دام فى العمر بقية.

المحامى بالنقض 

عضو مجلس الشيوخ