رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

منذ 76 عاماً، والنكبات تتوالى على الشعب الفلسطينى، يخرج من نكبة ويدخل فى أخرى حتى اليوم الذى بدأ من نكبة ممتدة من 7 أكتوبر الماضى، فقد فيها الشعب الفلسطينى آلاف الأطفال والشباب والنساء الذين ارتقوا شهداء وأصيب منهم الآلاف وتشرد الآلاف فى حرب ملعونة غير متكافئة تقودها عصابة صهيونية مدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية بالمال والسلاح لقتل شعب أعزل لا يملك شربة ماء ولا كسرة خبز وسط عار دولى انقسم ما بين شامت ومتفرج ومشارك.
النكبة الأولى التى تعرض لها الشعب الفلسطينى كانت فى هذا الشهر عام 1948، فى منتصف مايو أخرج الشعب الفلسطينى من دياره وأرضه وخسر وطنه، لصالح إقامة الدولة اليهودية - إسرائيل.
وحرب 48.. هى أولى حروب العرب مع إسرائيل دارت رحاها عقب انتهاء الانتداب البريطانى على فلسطين وإعلان قيام إسرائيل، وأودت بحياة آلاف الجنود، وانتهت بهزيمة العرب.
كان سعى اليهود لإقامة وطن لهم فى فلسطين سبباً رئيسياً لهذه الحرب، وعاونتهم دول غربية على تفريغ فلسطين من سكانها العرب، وإقامة دولة إسرائيل. انتهج الاستيطان اليهودى فلسفة أساسها الاستيلاء على الأراضى الفلسطينية بعد طرد سكانها الأصليين بحجج ودعاوى مزعومة والترويج لمقولة «أرض بلا شعب لشعب بلا أرض».
وقد سعت «الحركة الصهيونية» للسيطرة على أكبر مساحة من الأراضى الفلسطينية، كما دعا المبشرون الأمريكيون اليهود إلى العودة إلى أرض صهيون.
شهدت فترة الدولة العثمانية أولى مراحل الاستيطان واستمرت هذه المرحلة حتى عام 1882، وأطلق البعض عليها اسم «الاستيطان الروتشيلدى» نسبة إلى المليونير اليهودى البريطانى «ليونيل دى روتشيلد»، الذى تولى إنشاء المستوطنات فى هذه الفترة. ورغم عدم ترحيب الدولة العثمانية، بالاستيطان اليهودى فى فلسطين، إلا أن نظام حيازة الأراضى فى فلسطين فى هذا العهد العثمانى ساعد على توسيعه، حيث استغلت المنظمات اليهودية العالمية كل الظروف لتكثيف الاستيطان وترحيل يهود العالم إلى فلسطين.
وبعد صدور وعد بلفور 1917، الذى يقضى بإنشاء وطن قومى لليهود فى فلسطين، ودخول فلسطين تحت الانتداب البريطانى، نظمت المؤسسات الصهيونية، ولعبت حكومة الانتداب دوراً كبيراً فى تمكين اليهود من السيطرة على مساحات كبيرة من الأراضى الفلسطينية.
تم ذكرى النكبة الأولى، وتتوالى النكبات الثانية والثالثة، ولم تتوقف الآلة الإسرائيلية عن حصد أرواح الأبرياء تحت رعاية القوة والصمت العالمى. الشعب الفلسطينى يواجه ظروفاً بالغة الصعوبة حيث يواجه اجتياحاً وحشياً ودماراً مفتوحاً باجتياح قوات الاحتلال الصهيونى مدينة رفح التى تتكدس فيها أكبر من 1٫5 مليون نازح يواجهون شبح الموت بين لحظة وأخرى.
من عام إلى عام لا يتوقف نضال الشعب الفلسطينى دفاعاً عن الأرض والعرض، وسط التجويع والقتل والترويع، فى انتظار عدالة السماء إذا لم تنصفهم عدالة الأرض، لم يخضع الفلسطينيون فى يوم من الأيام لرغبة المحتل، سيظلون مقاومين صامدين، ينتمون إلى أرضهم ويدافعون عنها بكل ما يمتلكونه من قوة ويقدمون أرواحهم فى سبيل الحفاظ على ما تبقى من هذه الأرض وتحريرها.
مهما طال الظلم فى الحياة فلا بد لشمس الحق أن تظهر، والعدو الصهيونى هو غيمة سوداء ستنجلى فى يوم من الأيام عن سماء فلسطين.