رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

اتجاه

 والعالم كله يترقب قرار المحكمة الجنائية الدولية، باعتقال رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، وقادة سياسيين وعسكريين، ضمنهم وزير الفاع يوآف جالانت، ورئيس أركان الجيش هرتسى هاليفى، وإذا بالولايات المتحدة الأمريكية تصدم المجتمع الدولى، بتهديد علنى «سافر» للمحكمة، فى حملة ممنهجة يقودها أعضاء بالكونجرس، يتحدثون عن توقيع عقوبات على قضاة المحكمة، وهو ترهيب للعدالة الدولية، يتزعمه رئيس مجلس النواب مايك جونسون، الذى لا يخفى الانحياز الأعمى لدولة إسرائيل، وهو يتوعد بالرد على «الجنائية الدولية»، بفرض العقوبات، وحسب ماقال أيضا: «قلب الطاولة عليهم».  
<< هكذا تتنامى أساليب الترهيب والبلطجة، داخل أعرق مؤسسات التشريع فى العالم، فى سبيل دعم وحماية الكيان الصهيونى، الذى تتحمل الإدارات الأمريكية، منذ إقامة الدولة اليهودية قبل76 عاماً، كلفة ما يرتكبه جيش الاحتلال، من جرائم ومذابح ضد الشعب الفلسطينى، وتحت هذا الغطاء اللاإنسانى، تجتمع إرادات أعضاء الكونجرس الجمهوريين والديموقراطيين- رغم ما بينهم من خلافات- على تحدى العدالة الدولية، والعمل على مبادلتها بحماية القادة الإسرائيليين، مما سوف تعتزم «الجنائية الدولية»، أن تطلبهم قيد الاعتقال خلال أيام، عن جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، ارتكبوها منذ العام2014، وحتى العدوان الجارى فى قطاع غزة. 
<< ولا تبرر حالة الهستيريا والرعب، التى تضرب مؤسسات السلطة فى «تل أبيب»، وحتى فى المجتمعين السياسى والعسكرى، أن تعمل الإدارة الأمريكية ضد مجريات العدالة، لتخليص قادة فى الدولة العبرية، من تحمل مسئولياتهم عن جرائم قتل وإبادة، وهى تتجاهل عمداً آلاف الضحايا، الذين قتلهم جيش اإحتلال بأوامر هؤلاء القادة، والتصرف الفج هنا، أن تتقدم هذه الإدارة، وهى «تجرجر» وراءها 7 دول، بطلب لـ«الجنائية الدولية»، للتراجع عن إصدار أى مذكرات اعتقال، لكل من «نتنياهو وجالانت وهاليفى»، وتتعلل بأن قرارت الاعتقال، من شأنها تعطيل اتفاق الهدنة، الذى قد توقعه «تل أبيب» مع «حماس» قريباً، وهو خلط أمريكى للأوراق، ينتهى لصالح إسرائيل. 
<< الولايات المتحدة الأمريكية لا ترى حرجاً فى ازدواجية المعايير، هى التى طاردت الرئيس السودانى عمر البشير، وطلبت من كل دول العالم اعتقاله، وهددت باستهداف طائراته إذا ما سافر إلى أى مكان، تنفيذا لمذكرة «الجنائية الدولية»، صدرت فى شهر مارس من العام2009، بتهم جرائم فى دارفور، هى نفسها الولايات المتحدة، التى تقود جهداً دبلوماسياً، إلى جانب التهديد بإجراءات انتقامية، لترهيب قضاة المحكمة، من أجل منعهم من إصدار مذكرات اعتقال «نتنياهو» وقادة آخرين من إسرائيل، وهو ما يعنى أن الأمريكيين لا يتقيدون بالقانون الدولى، وكما لو كانت المحكمة الدولية تخضع لوصاية الولايات المتحدة، التى هى ليست عضواً فيها. 
<< مع هذه الفوضى الأمريكية، وما يوازيها من ارتباك وهلع يهدد حكومة «تل أبيب»، أعتقد أنها لحظة الضعف لدولة إسرائيل، ما يهيئ الفرصة المناسبة للمجموعة العربية، أن تنتهج مسارا دبلوماسيا ضخما، يمكن أن يشكل موقفا مع الدول المساندة للقضية الفلسطينية، لدعم المحكمة الجنائية فى مواجهة التهديدات الأمريكية- الإسرائيلية، حتى لا تنهار مصداقية المحكمة، فى تطبيق العدالة على «نتنياهو» وأعوانه، ثمناً لوقوع جرائم الإبادة والجرائم اللاإنسانية ضد الفلسطينيين، التى تصنفها أخلاقيات الأمريكيين فى البيت الأبيض، حقاً لإسرائيل فى الدفاع عن نفسها.. لكن رغماً عنهم وعن محاولاتهم، سوف تلحق الخسائر بإسرائيل، داخلياً وخارجياً، حتى لو لم يعتقل «نتنياهو». 
[email protected]