رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

يوجد فى العالم عشرات المدن اسمها الإسكندرية.. ولأن إسكندرية واحدة توجد فى مصر، فهى لا شك تكون الأهم تاريخيًا حتى ولو لم تكون الأجمل!

والحق يقال.. الإسكندرية المصرية تم إهدار حقها، واستحلاله لصالح غيرها من المدن فى مصر وخارجها على مدى سنوات فى غفلة منا جميعًا، وربما تورطنا فى ذلك بدون أن ندرى.. أو نهتم!

ومن المخجل القول إن أحوال الإسكندرية ساءت منذ تركها الأجانب فى بداية الخمسينيات من القرن الماضى، وأن المدينة الكوزموبوليتانية تحولت محلية جدًا، وفى وقت من الأوقات كادت تقترب من أن تكون من الأرياف لولا تدخل المحافظ عبدالسلام المحجوب والذى قام بتطوير الكورنيش.. صحيح كان على حساب البنية الأساسية وتشوه الرؤية البصرية وحجب البحر عن سكانها وزوارها بالسماح لأصحاب العمارات والأبراج السكنية بالارتفاعات غير العادية وحولتها إلى مدينة إسمنتية لا بحرية!

وإذا كانت الإسكندرية الآن أفضل بكثير مما كانت عليه قبل المحافظ المحجوب، فإن مشكلتها حاليًا إصرارنا على التعامل معها باعتبارها مدينة للصيف والمصيفين فقط.. بينما هى سياحية أصلا ومن المفروض أن تكون مقصدًا أساسيًا للسياح فى فصل الصيف لأنها تتضمن عشرات المواقع الأثرىة.. وتحتاج أن تكون مدينة ترفيهية يتم فيها تنظيم المهرجانات والأنشطة الثقافية والفنية طول السنة!

وإذا كانت هناك بعض المهرجانات والأنشطة الثقافية فمن يراها من الجمهور فى الإسكندرية.. وقبل سنوات كان مهرجان السينما بالإسكندرية ينافس مهرجان القاهرة.. الآن هل يسمع عنه أحد غير المدعوين إليه؟.. ولولا مجانية الانتقالات والأكل والشرب والنوم بالفندق ما ذهب إليه أحد.. وحتى الجمهور فى الإسكندرية لا يدرى عنه شيئًا وكأنه سرًا خطيرًا.. والحقيقة أن القائمين عليه اكتفوا بأنفسهم بأنفسهم!

ومؤخرًا.. شهدت عروس البحر المتوسط فعاليات اليوم الخامس من مهرجان «الإسكندرية للفيلم القصير»، فى دورته العاشرة، حيث عرض 13 فيلمًا ضمن مسابقاته المختلفة، وذلك بدءًا من الساعة الخامسة والنصف من مساء الإثنين، بسينما مترو بوسط الإسكندرية.. فهل شارك أو سمع أحد من جمهور الإسكندرية بهذا المهرجان؟

وتفتقر الإسكندرية إلى الحفلات الغنائية والأنشطة الترفيهية.. مثلما كانت على مدى 25 عامًا على الأقل (من عام 1975 إلى 2000) عندما كانت تقام فيها مسرحيات كوميدية واستعراضية وغنائية، وذلك فى نهاية السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات، وخصوصًا المسرحيات التى كانت مثلها مثل الحكومة زمان، تنقل كل أعمالها وعروضها فى الصيف إلى الإسكندرية.. الآن تنقل عشرات الاتوبيسات والميكروباصات الآلاف من المصطافين إليها لا يفعلون شيئًا سوى الجلوس فى البحر من الصباح حتى اليوم الثانى.. فهل هذا منظر مدينة سياحة أو أثرية.. ينام ثلاثة أرباع زوارها على الكورنيش؟!

[email protected]