مساكن الجبانة بفارسكور.. حياة بطعم الموت
بعد الانتهاء من هدم وتطوير مساكن الإيواء بمنطقة أم العلا بمدينة فارسكور، دخل صندوق تطوير العشوائيات، فى تحدٍ جديد لإعادة الحياة الكريمة للمواطنين الذين يسكنون العشوائيات، وذلك تحت رعاية الدكتورة منال عوض، محافظ دمياط.
تقع عمارة مساكن الجبانة وسط مدينة فارسكور، وتحديدًا بجوار المقابر، وكانت تسمى بعمارة الإيواء، ويسكنهما ما يزيد على 40 أسرة، بمساحة الشقة لا تتخطى 30 مترًا، وتعيش الأسر حياة صعبة، اجتماعيًا وثقافيًا، وماديًا، وخدميًا حتى تم الهدم وتحويل المتضررين إلى مدينة الروضة المجاورة لمدينة فارسكور ولم يتم البناء منذ أكثر من 4 أعوام وتم بناؤها في سبعينات القرن الماضي، لإيواء المشردين، أو لأصحاب المنازل المنهارة، بشكل مؤقت، لحين نقلهم إلى منازل أخرى، وهو ما لم يحدث، حيث سكنوها وظلوا بها، وتعاقبت الأجيال عليها، حتى أصبحوا يسكنونها بشكل دائم، هم وأبناؤهم وأحفادهم..
وقال عصام صبري بشتو - أحد قاطني المدينة- يعمل العشرات من أبناء شارع الشيخ عبدلله الملقب بمساكن الجبانة، في مهن مختلفة، فمعظمهم عمال باليومية، أو حرفيون، أو سائقون، دخولهم منخفضة، خاصة مع ارتفاع الأسعار في الآونة الأخيرة، وأمام ذلك كله، لم يجد أحد من سكان العمارة التي ازيلت من 4 أعوام ملاذًا، سوى مكتب جريدة وحزب الوفد في فارسكور، والذي يعمل على رعاية أبناء العمارة، بشكل مساعدات مادية للعديد من الأسر شهريًا، أو مساعدات عينية من بطاطين ومأكولات وأغذية، ورعاية اجتماعية وتثقيفية أيضًا.
وأكد أن الأرض مازالت فضاء وتم الاستيلاء عليها من إحدى الجمعيات التابعة لشركة الجملة، استولت على أكثر من ٣٠٠ متر من أملاك الدولة في عهد الحزب الوطني المنحل بالمدينة.
ونناشد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، والدكتورة منال عوض، محافظ دمياط، إزالة الجمعية وبناء عمارتين إيواء 100 شقة أسوة بنموذج ايواء مساكن أم العلا الناجح 100%، حيث إن الشقة تصل إيجار 400 جنيه للأسر الأكثر فقرًا.
وفي ذات السياق تقول إيمان أحمد - ربة منزل- إن زوجها لا يعمل وعنده مرض الكبد والسكر والضغط، وعندها طفل مصاب بمرض السكر، وتسكن منذ 22 عامًا وتتقاضى معاشًا 480 جنيهًا فقط، وعليها ديون باهظة وإيصالات أمانة، وتحلم بشقة لها ولابنتها وزوجها، ولا تستطيع السكن بالإيجار لأنه لا يوجد دخل يكفى والأمل في بناء أرض مساكن الجبانة إيواء للأسر الأكثر فقرًا بمدينة فارسكور، وناشدت محافظ دمياط اعتبريها ضمن مبادرة حياة كريمة لأسر لا تملك قوت يومها.
وأشارت حنان عثمان- ربة منزل- إلى أنا صممت أن أرسل أبنائي للمدرسة، مهما كانت التكاليف، أنا فكرت أبيع محتويات البيت لتاجر الروبابكيا حتى أستطيع شراء الزي المدرسي لأبنائي، حتى يتعلموا ويصبح لهم شأن في المجتمع، نعم العمارة كانت متهالكة، ومنظرها سيئ ومحزن، لا نستطيع استقبال أحد فيها ولا الحياة بسبب تدني العيش بها حتي تمت الإزالة من 4 أعوام خاصة بعد ارتفاع أسعار العقارات.
وتابعت: "أصبح الأمر أننا نعيش حياة بطعم الموت.. لماذا لم تقم سفيرة الإنسانية محافظ دمياط بصنع نموذج آخر من عقار إيواء أم العلا المميز في عهد الرئيس السيسي ولم يحدث ذلك منذ أكثر من 50 عامًا".
ولفت جلال سليمان - موظف بالمعاش- إلى أنه منذ 4 أعوام ونحن ننتظر بناء أرض مساكن الجبانة وكنا نود أن تقوم الدكتورة منال عوض محافظ دمياط، بضم جمعية الزيت المقامة على أملاك الدولة ومغلقة منذ 13 عامًا.