رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نجاح بايدن فى الفترة القادمة، وحصول أوكرانيا على الدعم الأمريكى، مرتبطان بانشغال ترامب فى الدفاع عن نفسه. ففى نظرية الفوضى، يمكن لرفرفة أجنحة الفراشة أن تسبب إعصاراً على الجانب الآخر من العالم. وما حدث فى أوكرانيا مؤخراً يؤكد تلك النظرية. لذا؛ يرفض الجمهوريون فى الكونجرس سياسة دونالد ترامب المتمثلة فى التنازل عن الأراضى لروسيا مقابل السلام فى أوكرانيا. ستحصل كييف الآن على مليارات الدولارات لشراء الأسلحة الضرورية للدفاع ضد التقدم الروسى وصده. ومن المناسب أن سياسة استرضاء ترامب المثيرة للانقسام قد هزمت فى الوقت الراهن بسبب دفاع الحزبين الجمهورى والديمقراطى عن الديمقراطية.
ولم تكن مكانة ترامب المتضائلة غائبة عن كثير من الجمهوريين فى الكونجرس. وكان الرئيس جو بايدن قد دعاهم لأول مرة إلى دعم أوكرانيا بالسلاح والمال فى أكتوبر الماضى. ومع ذلك لم يمرر مجلس النواب مشروع قانون المساعدات لأوكرانيا، الذى تبلغ قيمته 61 مليار دولار، إلا بعد أن انصب اهتمام ترامب على مكان آخر يخص مشاكله الشخصية. وجاء التصويت بأغلبية 311 صوتاً مقابل 112 صوتاً ضده، حيث صوت جميع الديمقراطيين و101 جمهورى لصالح مشروع القانون وصوت 112 جمهورياً ضده. يأتى هذا لأن بعض الجمهوريين ما زالوا يريدون أن تحكم أمريكا بدونه. كما يشير ذلك إلى أن أوكرانيا يجب أن تتعامل مع روسيا من موقع القوة وليس الضعف.
فى الشهرين الماضيين، صوت معظم الديمقراطيين وعدد كبير من الجمهوريين لتمرير مشاريع قوانين لتجنب إغلاق الحكومة والالتزام بأولويات الأمن القومى التقليدية. إن هذا الائتلاف الحاكم يقف على جانب مختلف من التاريخ. لكنه قد لا يدوم. ومر هذا القانون لأن ترامب مشغول بمواجهة أربع لوائح اتهام منفصلة. القضية الحالية تتعلق بالجنس والمال والخداع والابتزاز. إنها أكثر ابتذالاً من غيرها من المحاكمات الأثقل بشأن التدخل المزعوم فى الانتخابات وسوء التعامل مع الوثائق السرية. ومع ذلك، من المرجح أن تصدر هيئة المحلفين فى نيويورك حكمها قبل الانتخابات المقررة فى نوفمبر. 
قد يرى البعض ترامب ديماجوجياً عديم الضمير ولا يملك أدنى مؤهل ليكون رئيساً. وكانت الولايات المتحدة، فى ظل رئاسته، على حافة الفوضى، بين الإفراط فى السيطرة والضعف الشديد. لقد أدت المشاكل المزمنة فى الحزب الجمهورى إلى ظهور زعيم ينتمى إليه اسمياً فقط.
من خلال كونه أول رئيس منذ هربرت هوفر يخسر مجلس النواب ومجلس الشيوخ والرئاسة فى فترة ولاية واحدة، اكتسب ترامب سمعة باعتباره الخاسر. لكن الملياردير غير مهتم باستعادة الهيمنة الجمهورية، بل فقط تحويلها إلى عبادة شخصية. ولن يفشل إلا إذا واجه معارضة نشطة ومستمرة. واستفاد بايدن من ذلك من خلال تسليط الضوء على الخيارات التى تقسم الجمهوريين فى الكونجرس. لكن تحدى ترامب يعنى أيضاً تحدى النظام الذى أنتجه. ولا يزال أمام بايدن الكثير ليقوم به فى هذا الصدد.