عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الهدهد

مجموعة من الصبية تتراوح أعمارهم بين 14 و18 عاماً جمعتنى بهم المصادفة فى مكان واحد لمدة 20 دقيقة.. لم تعجبنى تصرفاتهم.. ولم تروق لى مخرجات كلماتهم التى تمتزج بعضها بالألفاظ البذيئة والبعض الآخر يتبعها أصوات تصدر ايحاءات فاحشة.. 
تعجبت من سطحيه تفكيرهم.. تارة يتحدثون عن البنات وعلاقاتهم بهن.. وتارة أخرى عن الألعاب الإلكترونية وسعرها وطريقة شحنها.. تحسرت على قيمة الوقت المهدر الذى لا يعنيهم.. وفزعت من رؤية السيجارة التى يتفاخر بها بعضهم.. وعندما شعروا بأنى مستاءة مما يصنعون.. وقبل ان يغادروا المكان وبعفوية أم اقتربت منهم وسألتهم فى ود:
يا شباب هل تعلمون ان فى مثل اعماركم أطفال صنعوا التاريخ؟ 
رد واحد منهم: مش فاهم، ورد آخر بتهكم: الف مبروك، ورد ثالث مسرعاً: إزاى يعنى ومن هم؟! 
أجبت مسرعة: الأرقم بن أبى الأرقم، أسلم وعمره (16 سنة)، ثم جعل بيته مقراً لدعوة النبى (صلى الله عليه وسلم) لمدة 13 عاماً متتابعة.. 
طلحة بن عبيد الله (16 سنة). كان أعظم فدائى فى الإسلام، بايع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فى غزوة أحد على الموت، وحمى الرسول من الكفار بجسده.. 
الزبير بن العوام (15 سنة)، أول من سل سيفه فى الدفاع عن الإسلام.
معاذ بن عمرو بن الجموح (13 سنة)، ومعوذ بن عفراء (14 سنة)، كانا من أعظم أبطال غزوة بدر، قتلا قائد جيش المشركين فى غزوة بدر «أبوجهل» فانكسرت معنويات جيشهم، وكان ذلك أحد أهم أسباب النصر العظيم للمسلمين.
السلطان محمد الفاتح تولى حكم الدولة العثمانية وعمره 14 عاماً، وفى عمر 21 عاماً أعد جيشاً عظيماً مكوناً من أكثر من ربع مليون جندى وفتح القسطنطينية. 
وقبل ان أتحدث عن سعد بن أبى وقاص، قائد معركة القادسية، الذي أسلم عمره 17 سنة، قاطعنى أحدهم قائلا: «يا طنط الناس دول كانوا زمان أيام الحروب والغزوات.. احنا فى زمن غير الزمن».
ثم تركونى شاردة فى حال أطفالنا الذين هم اقل من 18 عاما وبلغ عددهم نحو 40 مليوناً..
طفل يستعدون لدخول مرحلة الشباب تلك المرحلة العمرية التى تمثل عماد الامه وسر نهضتها.. 
من هنا ادعو كل أسرة مصرية وجميع هيئات الدولة وخاصة المؤسسات المعنية بالطفولة.. المدارس.. والجامعات.. مراكز الشباب.. الاندية.. الأزهر والكنيسة.. علينا جميعاً ان نهتم ونرعى وندعم تلك الفئة التى ما زالت تعانى الاحباط والفراغ والكسل.. 
يجب أن نقدم لهم البدائل العلمية والعملية وبث روح الوعى والمشاركه حفاظاً على مستقبلهم واستكمالاً لبناء الجمهورية الجديدة.. 
وعلى رأى الإمام الشافعى «نعيب زماننا والعيب فينا.. وما لزماننا عيب سوانا» 
[email protected]