رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

قال تعالى فى سورة (البقرة):

«وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ» (34)

عندما أمر الله تعالى ملائكته بأن تسجد لآدم فسجدت الملائكة طاعة لآمر ربهم، إلا إبليس كان من المتمردين على أمر الله، بسبب حقده وحسده على أول مخلوق بشرى خلقه الله من طين، لكى يعيش فى الأرض ويعمر فيها هو وذريته، فكان مصير هذا الملعون الطرد من رحمة الله ومن المنظرين إلى يوم البعث العظيم، إلا أن الشيطان العدو المبين للإنسان، قال فبعزتك وهذا نداء إلى الله لأضلهم أجمعين، والجمع هنا يشمل آدم وذريته ولكن يستثنى من خبثه ومن يقع فى براثن شركه، كل من هو معصوم من ضلاله وكل مؤمن أخلص الإيمان لله وحده، فهؤلاء ليس عليهم سلطان هو ولى من اتبعه من الغاوين الضالين، فسوف تكون جهنم مصيرهم ومن اتبعهم إلى يوم الدين، وهذا ما تحدث به رب العزة فى كتابه العزيز، بقوله تعالى فى سورة (ص)

«فَبِعِزَّتِكَ لَأُغوِيَنَّهُم أَجمَعِينَ (82) إِلَّا عِبَادَكَ مِنهُمُ المُخلَصِينَ (83) قَالَ فَالحَقُّ وَالحَقَّ أَقُولُ (84) لَأَملَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنهُم أَجمَعِينَ» (85).

لقد أصبحت المواقع الذكية بأنواعها المختلفة عبر الفضاء الإلكترونى، الأكثر انتشارًا للكلام والتعبير عن الرأى بحرية مطلقة دون ضوابط قانونية تنظم هذا العمل، وأصبح كل إنسان فى كل مكان على أرجاء المعمورة، يمتلك جهازًا ذكيًا ولا يمكن أن يعيش بدونه لأنه تحول إلى أكبر صانع للمعرفة لوجود شبكات الإنترنت عليه ومواقع البحث على جوجل وغيرها من المواقع الإلكترونية الذكية التى تصنع الأخبار، وعلى الرغم من التطور التكنولوجى فى المعرفة والحصول على المعلومات، إلا أنه قد ظهرت مواقع تشكل خطورة على المجتمع البشرى، تقوم بتمويلها جهات خارجية ومنظمات دولية مشبوهة، تتبع دول استعمارية كبرى بعينها، لأن هذه المواقع والمدونات والشبكات العنكبوتية لا يستطيع أى إنسان أن يتجاهلها أو يغفل عنها، فى حصولة على ما هو قيم وجيد ومفيد، إلا أن كارثة الكوارث أن المواقع المشبوهة تسير حسب أهواء الدول الاستعمارية الكبرى، فى نشر الشائعات والأكاذيب التى تهدد أمن وسلامة واقتصاد دول منطقة الشرق الأوسط، ومصر ليست ببعيد عن هذا المخطط وهذه المؤامرة، لأن دول المخطط والتآمر تسعى إلى هدف واحد هو تمزيق هذه  الدول، ولعل أكبر ترويج للكراهية والتحريض لمواقع التواصل الاجتماعى الفيسبوك، مع نهاية العقد الأول من القرن الواحد والعشرين وبداية عقده الثانى، عندما قام النشطاء بإثارة مشاعر الغضب فى نفوس جماهير شعوب بعض الدول العربية، بتأليبها وتحريضها ضد حكومات دول مثل «تونس - مصر - ليبيا - سوريا - اليمن» والسودان فى الطريق إلى ضياع.

وحقًا إن هذه المواقع أدت إلى ارتكاب أكبر الفظائع والجرائم، فى ذبح الشعوب وتشريدها، لأنها سعت إلى تغيير شرعية أنظمة حاكمة، وجعل الدول التى انكوت بنيرانها إلى دول منقوصة السيادة، والسيادة فيها إلى فوضى الشارع التى ارتكب فيه أعظم المذابح البشرية، والاعتداء على النفس والمال وتدمير منشآت الدولة الاقتصادية، وهذا ما ترمى إليه تلك المواقع من نشر شائعات وأكاذيب تشكل خطورة على المصلحة العامة للدولة، وتكون أشد خطورة وهمجية وأخطر من الجرائم التى ترتكب بواسطة الجماعات الإرهابية.

ولكن يجب أن ندرك بوضوح ونفهم تمامًا، أن معدومي الضمير  والأخلاق الذين يهاجمون الدولة والحكومة المصرية، بطريق الفضاء الإلكترونى من الخارج، هؤلاء هم أتباع الشيطان وخلفاؤه فى الأرض، لأنه استدعاهم إلى المعاصى وأتباع أهوائه كما وصفتهم الآية الكريمة فى مقدمة المقال، فهم لا يتحدثون إلا كذبا فى تروجيهم للشائعات والأخبار المغلوطة والمفبركة،  وكل ما يتداولونه عبر منصاتهم الإلكترونية أو قنواتهم الفضائية، وهذا الإبهام والتضليل من المعلومات المفبركة، الهدف منها هو إيقاع الشعب فى فخ الأخبار والأوهام الباطلة، وهذا التضليل الإعلامى يؤدى بالبلاد إلى ظلام دامس والعودة بها إلى مجتمعات العصور الوسطى، لقد تجاوز الحد، لأنهم ينشرون أكاذيب جهلهم، لإشاعة الفوضى والفتنة بين طوائف الشعب المختلفة، هؤلاء أعداء السلام والتنمية والاستقرار للشعوب، فهم من يفسدون فى الأرض ولا يصلحلون، يريدون أن تعيش الدولة فى واضطرابات وأحداث عنف وأزمات وتعصب طائفى أعمى لدفع البلاد به إلى الهلاك والدمار، ولكن الله حفظ مصر من هؤلاء العملاء والخونة عبيد المال الحرام الذى جعلهم ضعافا خاضعين مذعنين فى طاعة عمل الشيطان، من أجل أن يجعلوا مصلحة البلاد وأمنها القومى والسلام الاجتماعى محل إهدار، وقد قال فيهم الله تبارك وتعالى «إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ» الآية (81) من سورة يونس.