رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رسالة

صورتان سنروى قصتهما فى هذه السطور ويتبعها رسالتنا الأسبوعية، الأولى للاعب العالمى ساديو مانى السنغالى الاصل، وهو يحمل هاتفا محمولا شاشته مهشمة، والتى سخر منها العديد على مواقع التواصل الاجتماعى، فكان رد الاسطورة الكروية كالتالي: «لماذا اريد سيارات فيرارى أو 20 ساعة أو طائرتين؟ كنت جائعا وكان على أن اعمل فى الحقل، لقد نجوت من الحروب، ولعبت كرة القدم حافى القدمين، ولم اتعلم واشياء اخرى كثيرة، لكن اليوم بفضل ما أكسبه من كرة القدم، يمكننى مساعدة شعبى، لقد بنيت مدارس وملعبا، ونوفر الملابس والاحذية والطعام للأشخاص الذين يعيشون فى فقر مدقع، بالإضافة إلى ذلك اعطى 75 يورو شهريا لجميع الأشخاص فى منطقة فقيرة جدا فى السنغال، ما يساهم فى اقتصاد الأسرة، ولست بحاجة إلى التباهى بالسيارات الفاخرة والمنازل الفاخرة والسفر بالطائرة الخاصة، أفضل أن يتلقى شعبى القليل مما أعطته لى الحياة».
والصورة الثانية مع الأسف والاعتذار عن المقارنة بين هذه وتلك، كانت لإعلان الكليب الجديد، لمن يطلقون على أنفسهم مطربين وهم بعيدون كل البعد عن المعنى الحرفى والفنى للكلمة «حمو بيكا وحسن شاكوش وعمر كمال»، صورة يظهر فيها الثلاثة المشار اليهم يقف كل منهم امام 3 سيارات فارهة من ماركة «مرسيدس» و«بى أم دبليو»، والتى تتخطى ثمن كل واحدة منها 6 ملايين جنيه، بخلاف لوحات السيارات التى تحمل اسم كل شخص منهم، ولها ثمن باهظ مضاف إلى ثمن السيارة.
الصورة الأخيرة التى اشرت اليها، والتى انتشرت على مواقع «السوشيال ميديا» كالنار فى الهشيم، اجدها فتنة كبيرة لعصرنا الذى نعيش، فيه وخاصة للاجيال التى لم تتخط اعمارها سن الرشد، والذين يرون فى شخوص من اشرت اليهم أنهم ايقونات، ومثالا يحتذى به، للكفاح والفلاح والنجاح، لأنهم حققوا شهرة سريعة وثراء اسرع من سياراتهم الفارهة.
وأذكر هؤلاء ممن ينشرون سياراتهم الفارهة، وحفلاتهم الصاخبة داخل قصورهم الشاهقة، أن هناك الكثير من النجوم والمشاهير الذين يمتلكون المال والشهرة، ولكنهم لم يتسابقوا فى نشر صور سيارتهم الفارهة ولا طائراتهم الخاصة، ولكن اكتفوا بما ينشر عنهم من قصص مساعدتهم لشعوبهم، ومن بينهم فخر العرب محمد صلاح، والذى بنى مستشفى ومدرسة ومركزا للشباب بمسقط رأسه بقرية نجريج بمحافظة الغربية، وأسهم فى تأسيس وحدة إسعاف تخدم 30 ألف شخص، وقدم 50 ألف جنيه إسترلينى لمستشفى طنطا الجامعى من أجل تطوير المعدات الطبية، وبنى وحدة لمعالجة المياه لأهالى قريته، تبلغ قيمتها 450 ألف دولار، بخلاف تبرعه لمعهد الاورام للسرطان بـ2٫5 مليون جنيه إسترليني.
رسالتى للأجيال الصغيرة: ساديو مانى ومو صلاح، هما النموذجان اللذان يحتذى بهما، واحذروا بيكا وشاكوش ومن على شاكلتهما، لأنهم ينطبق عليهم ابيات الامام الشافى «ما طار طير وارتفع، إلا كما طار وقع».
ورسالتى إلى المؤسسات المشرفة على الرقابة على الاموال وهى عبارة عن تساؤل: هل يتم تحصيل ضرائب الدخل والقيمة المضافة من هؤلاء؟! أشك، ونصيحة أخيرة «ركزوا معاهم شوية».