عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خط أحمر

رغم أننا فى أيام العيد، ورغم أنه من الأفضل أن نتجنب الكلام فى السياسة، عملًا على الأقل بنصيحة الأستاذ الإمام من زمان، إلا أن السياسة تأبى أن تفارقنا، فلا نكاد نُخرجها من الباب حتى نُفاجأ بأنها قد عادت من الشباك.

أما الأستاذ الإمام فهو الإمام محمد عبده، الذى عاش نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين، وكان إلى أن رحل فى ١٩٠٥ يردد ويقول: لعن الله السياسة، وساس، ويسوس، وسائس، وبقية مرادفات الكلمة!

وأما لماذا تأبى السياسة إلا أن تفارقنا؟ فلأن آخر ما كتبه إيتمار بن غفير، وزير الأمن القومى فى حكومة بنيامين نتنياهو، أنه لن تكون هناك حكومة برئاسة نتنياهو فى تل أبيب، ما لم يدخل الأخير مدينة رفح!

بن غفير كتب هذا المعنى على حسابه على منصة إكس، وما قاله تهديد صريح لرئيس الحكومة بأنه سيفقد منصه إذا لم يقرر اجتياح رفح!.. ومع ما نعرفه من أن العالم كله يرفض الإجتياح شكلًا وموضوعًا، بما فى ذلك الولايات المتحدة الأمريكية، إلا أن وزير الأمن القومى يسبح كل ضد التيارات فى العالم، ويقف ضد كل عقل وكل منطق، ويمسك نتنياهو من يده التى توجعه!

فليس سرًا أن رئيس الحكومة الإسرائيلية لا يخاف شيئًا أكثر مما يخاف خروجه من الحكومة، لأنه يعرف أنه سيقف أمام العدالة بمجرد خروجه، وأن وقوفه إذا لم يكن بسبب قضايا الفساد التى تلاحقه قبل أن يصبح على رأس الحكومة، فسوف يكون بسبب تقصيره فى هجوم السابع من أكتوبر الذى قادته كتائب عز الدين القسام على المستوطنات الاسرائيلية المجاورة لقطاع غزة.

وبالتالى، فوقوفه أمام العدالة مؤكد، وهو لا يرتعب من شيء قدر ارتعابه من أن يجد نفسه خارج الحكومة!

بن غفير يعلم هذا ويستغله لأبعد حد، وهو لا يترك فرصة لاستغلال الأمر إلا فعل ذلك على أبشع ما يكون، ومن طول ما يفعله فى هذا الاتجاه، ومعه وزير اسرائيلى آخر لا يقل عنه تطرفًا اسمه بتسلئيل سموتريتش، فإن نتنياهو صار أقرب إلى اللعبة فى أيديهما، وصار مادة طيعة فى قبضة كل واحد منهما يشكلها كما يحب!

إن كل وزير منهما يملك عددًا من المقاعد البرلمانية فى التحالف الذى يحكم بإسمه نتنياهو، وإذا ما قرر أى منهما الإنسحاب من التحالف فهذا معناه سقوط الحكومة، ثم ذهاب رئيسها إلى العدالة بأى من التهمتين المشار إليهما أو بهما معًا!.. لقد عرف الإثنان نقطة ضعف رئيس الحكومة، فأصبح ابتزازه بها من جانبهما هو عنوان المشهد، أما الثمن فتدفعه غزة، ويدفعه الفلسطينيون، وتدفعه المنطقة بالدرجة نفسها.