رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

اليورو يتجه إلى التراجع لمستوى التعادل مع الدولار

اليورو
اليورو

 اليورو.. صمدت العملة الأوروبية الموحدة صمودًا ملحوظًا أمام الدولار الأميركي على الرغم من انخفاض أسعار الفائدة الرسمية في منطقة اليورو وضعف اقتصادها ضعفًا واضحًا مقارنة مع الولايات المتحدة.

فأكثر زوج من العملات انتشاراً في أسواق النقد الأجنبي لا يشهد تداول اليورو فحسب عند مستوى متوسط العام الماضي الذي يبلغ 1.085 دولار، وإنما كذلك بالقرب من متوسطه في خمسة أعوام البالغ 1.11 دولار.

غير أن العملة الأوروبية المشتركة لا تستطيع تحدي قوى الجاذبية إلى الأبد – لذلك فإن احتمال عودتها للحركة باتجاه التعادل مع العملة الخضراء يبدو أقوى من غيره على مدى العام الجاري.

سجل معدل تقلب سعر الصرف أدنى مستوى له منذ نوفمبر 2021 عند حوالي 6.6%، بعد هبوطه من نحو 11% قبل عام، كاشفاً بذلك عن المدى الذي وصلت إليه السوق من الهدوء والاستقرار. بيد أن هذه الحالة من الهدوء والسلام قد يتكشف أنها عابرة وانتقالية، إذ يبدو اليورو في خطر متزايد في ضوء حقيقة أن دورات الركود وخفض أسعار الفائدة تميل إلى توجيه الضربة الأعنف إلى الجانب الأضعف.

تُحرّك قيم العملات قوتان رئيسيتان، هما أسعار الفائدة النسبية عند البنوك المركزية، وآفاق النمو الاقتصادي ذات الصلة. هاتان القوتان تضعفان في أوروبا بوتيرة أسرع مقارنة مع الولايات المتحدة. ولا يقتصر الأمر هنا على المقاييس المطلقة، بل يمتد إلى الكيفية التي تضيق أو تتسع بها هذه الفوارق التي تؤثر عادة على أسواق النقد الأجنبي. فعلى كل مقياس منهما، يبدو موقف الولايات المتحدة متفوقاً، بالإضافة أيضاً إلى الدعم الذي يستمده الدولار من مكانته كعملة الاحتياطي الدولية.

الاستثمار في اليورو:

 أحد العوامل البارزة الأخرى هو موقف المستثمرين. يتتبع نظام "آي فلو" (iFlow) الخاص بـ"بنك أوف نيويورك ميلون" حيازات عملاء الحفظ العالمية التي تبلغ قيمتها 46 تريليون دولار أميركي، وهي الأكبر في العالم. وبصفة عامة، يكشف هذا النظام أن العملاء لا يزالون يحتفظون بوزن نسبي أكبر لليورو في محافظهم. ويتوقع جيفري يو، كبير المحللين الاستراتيجيين في البنك، عودة اليورو والدولار إلى التعادل، ليس لأسباب اقتصادية ونقدية أساسية فحسب، وإنما لأن المستثمرين يتحولون بسرعة عن المراكز الشرائية الكثيفة لليورو.

 أدى التخارج الكبير من العملة الموحدة وسط صدمة أسعار الطاقة التي أعقبت الغزو الروسي لأوكرانيا إلى تراجعها عن سعر التعادل مع الدولار خلال معظم الأشهر الأخيرة من عام 2022. وقد تحول ملاك الأصول بشكل مطرد إلى اليورو مرة أخرى خلال الأشهر الثمانية عشر الماضية، ولكن حماسهم بدأ يفتر حاليًا.

 ويرى يو أن المستثمرين كانوا يلجؤون إلى حيازة اليورو لموازنة مخاطر التعرض المفرط للأسواق الأميركية الأفضل في أدائها. غير أن الأصول التي تنطوي على مخاطرة مثل أسهم التكنولوجيا الأميركية، تعتبر بشكل متزايد رهاناً مؤكداً في اتجاه واحد، ومن ناحية الأصول التي لا تنطوي على مخاطرة، يصعب مقاومة إغراء العائد على سندات الخزانة الأميركية الذي بلغ 5.4%. ولذلك، ربما لا يصبح الميل إلى زيادة الوزن النسبي لليورو في محفظة الاستثمار هو الخيار الأمثل بعد الآن.