عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

زبادي رمضان حكايات وروايات

الزبادى
الزبادى

 “لبن طازة”، هذا هو نداء بائع الزبادي في شوارع حواري المعمورة في شهر رمضان.. يقبل عليه الناس لشراء أهم وجبة في السحور.. وفي تلك الشوارع ومع بداية شهر رمضان تكتظ محلات البقالة بعلب الزبادي البيضاء، وقبل أذان الفجر تكون اختفت بعد أن تلتقفها طوابير المتأهبين للسحور.. الزبادي، أو سلطانية الزبادي، هو ضيف دائم على موائد المصريين في سحور رمضان.. بداية من هو مخترع تلك الوجبة الصحية الرائعة التي هي سبب صمود الصائمين أمام العطش. 

 لقد عرف الزبادي من مئات السنين وكان أهم أطباق الدولة العثمانية، رغم أنه أصبح يطلق عليه لبن البلغار، والسر في انتسابة إلى بلغاريا هو هذا الطبيب الذي كان له السبق في تحليل تركيبة الزبادي.

 في منطقة تران ببلغاريا، قام بدراسة الكائنات الدقيقة (ميكروفلورا) في الزبادي البلغارية لأول مرة. وفي عام 1905، قام بوصفها على أنها بكتيريا تنتج حمض اللاكتيك لها شكل كروي أو عصوي. وفي عام 1907، سميت هذه البكتيريا الشبيهة بالعصا لاكتوباسلص ديلبروكي، وبدأ الاكتشاف حين كان يدرس، وأحضر معه آنية فخارية تقليدية تحتوي على زبادي مصنوع في المنزل لفحصها في المعمل، في إطار دراساته.

 وبعد عام واحد، اكتشف البكتيريا التي تسبب عملية تخمّر الحليب وتحيله إلى زبادي. وعُرفت البكتيريا فيما بعد باسم "المُلبنة البلغارية" (لاكتوبسيلوس بولغاريكوس) ليرتبط اسم بلغاريا إلى الأبد بإنتاج الزبادي.. وانتقلت تلك التركيبة الي العالم، وبالطبع كانت مصر من أهم مستقبليها وأصبحت أهم صناعة ألبان وخاصة في شهر رمضان، ورغم أن هناك العديد من مصانع اللبان المصرية تنتج الزبادي إلا أن المواطن المصري يعشق الزبادي البلدي والذي يتم تصنيعه في معظم البيوت بمجرد خميرة تضع في لبن بقري أو جاموسي فاتر ويتم تقليبه ووضعه وتوزيعه في فواخير صغيرة أو اكواب بمكان دافئ بضع ساعات ويجهز لتقديمه مع السحور وكثير من الزاهدين من يكتفي بتناول الزبادي فقط في السحور فهو صحي ويقضي علي العطش وقت الصيام.. ربما السر وراء هذا الساحر في أنه صديق للقولون وساحر للمعدة. 

 وتمر السنوات وبائع "اللبن الطازة"، كما يطلق على نفسه، يجوب الشوارع لبيع فخار الزبادي قبيل السحور، أما حاملًا إياه فوق صينية كبيرة أو على دراجة هوائية بيسكل سيكل ينافس المسحراتي في صوته المرتفع ينادي "لبن طازة زبادي".. ويأتي أحفاده المنتمون إلى جيل البلاستيك لتوزيع الزبادي معبأً في علب بلاستيك بيضاء بديلًا عن الفخار.. وتبقي تلك العلب المعبأة بالزبادي من طقوس رمضان.