رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لغتنا العربية جذور هويتنا (34)

تحدثنا فى المقال السابق عن النقوش العربية فى الأزمان السحيقة، وقد صنف العلماء تلك النقوش فى أنواع هي: 
(المخربشات)، وهى كتابة رديئة ينقشها الرعاة، غالبا،  وبها أسماء أفراد وآلهة، و(القبوريات)،  وهى الشاهد على القبر باسم صاحبه وقبيلته وآلهته وبعض الجمل التحذيرية بعدم العبث،  والتخويف من غضب الآلهة، ومن بينها شاهد عثر عليه  قرب القطيف بالمنطقة الشرقية بالسعودية بالقلم المسند، كما فى المفصل فى تاريخ العرب لجواد علي،  ج8،  ص 206،  وآخر بالفاو عثرتْ عليه بعثة جامعة الملك سعود بالرياض، وفق حديث عبدالرحمن الأنصاري،  وهنا نذكر ما سيضاف لحديث المدن فى فصل التاريخ إشارة إلى مدينة الفاو وتاريخها القديم.
وكما قدّمْنا كانت (النقوش)، فى مقدمة مصادر التاريخ القديم، وفى مقدمة ما يفيد العلماء، وأكثر ما عرف منها عربية جنوبية،  كالنص القتبانى عن الضرائب،  والنصّان،  وهما عن التجارة،  والنص السبئى فى عهد الملك شمريهرعش (316ـ285م) عن البيوع والتجارة، (وسبأ بلاد فى جنوب غربى الجزيرة العربية، حيث اليمن، وكانت ذات حضارة كبيرة)، والنص القتبانى فى القرن الرابع للميلاد، كما تحدث عنه جواد علي، ح2 ص 193، وج5 241،  و242،  مع نصوص أخرى عن الحروب.
وفى النقوش حديث عن القبائل والمواقع والآلهة والحروب والغنائم،  مثل: عكم فى تهامة اليمن، ودوات،  وسهرت،  وصحر،  وضمد،  وعكوتن،  وصبية،  وعسير، انظر تاريخ اليمن لعمارة الحكمى اليمني،  تحقيق القاضى الأكوع، وقد فصل القول فى ذلك تفصيلا مفيدا حسن بن أحمد بهكلى فى مقال أضواء على النقوش العربية،  بمجلة فصول ع 71،  أغسطس 1983،  ص76،  وما بعدها.
   ومن النقوش النبطية الشهيرة: 
نقشة أم الجمال وترجع إلى حوالى سنة 270 م، 
ونقشة النمارة، وهو قصر صغير قريب من دمشق لامرئ القيس، أحد ملوك الحيرة، وترجع إلى حوالى سنة 238م،  
ونقشة زبد، وهى أطلال قرب حلب، ويسجل تاريخ تشييد كنيسة، ومؤرخ فى سنة 512 م، ويبدأ بالنص التالى: «تى نفس بر(ابن) القيس عمرو ملك العرب كله ذو أسر التاج..».
ونقش حوران، جنوبى دمشق، يرجع إلى 568م، زمن مولد النبى محمد صلى الله عليه وسلم، وبه كلمات غير عربية مثل « المرطول» بمعنى الكنيسة، وكلمة بر السابقة، ويبدأ بجملة: « أنا شرحبيل بر ظلموا..».
ولغة تلك النصوص تمثل مرحلة من مراحل اللغة العربية، فى مزيج من اللغتين: العربية والآرامية، ولا يعتمد عليها؛ لأنها قد تمثل طفولة اللغة، كما يقرر إبراهيم أنيس فى كتابه فى اللهجات العربي، الأنجلو، القاهرة 1973، ص36. 
والنبط أو الأنباط قبائل بدوية عربية منذ ما قبل الميلاد، استوطنت جنوبى فلسطين، واتخذوا البتراء عاصمة لهم، وصدوا هجمات القائد السلوقى « أنتيعونس» 312ق.م، ولهم حضارة مزدهرة، وأشهر ملوكهم: الحارث)، وقد ظهر الإسلام وفى قريش سبعة عشر رجلا من الكاتبين، وفى الأوس والخزرج عدد من الكتّاب بلغوا نحو أحد عشر رجلا.
وللتفصيل يرجع إلى جواد على فى المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام، دار العلم للملايين، بيروت ط2 1976، ومختارات من النقوش اليمنية القديمة، المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، والمعجم اليمنى فى اللغة والتراث، مظهر بن على الإرياني، دار الفكر، ومحاضرات فى اللغة اليمنية القديمة، إبراهيم الصاوي، جامعة صنعاء، اليمن 12/4/1992، وشمس العلوم، نشان بن سعيد الحميري، دار الفكر المعاصر، دمشق 1999، وعبدالحليم نور الدين، شواهد قبور محفوظة بمتحف الآثار، جامعة صنعاء، اليمن الجديدة ع 3، س 15، صنعاء 1986، وخليل يحيى نامي، نقوش عربية جنوبية، مجلة كلية الآداب، جامعة القاهرة ع 9، مج 1 ج1، و2، وسليمان المعاني، فى حياة العرب الدينية قبل الإسلام من خلال النقوش، مجلة درسات تاريخية، جامعة دمشق، س 14، ع 47، و48 1993. 
عضو المجمع العلمى وأستاذ النقد الأدبى بجامعة عين شمس.