رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نداء القلم:

اختلف الناس قديمًا وحديثًا حول المقصود بأهل بيت النبى صلى الله عليه وآله وسلم، وآل بيت النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم.

فما الفرق بين الكلمتين، الأهل والآل؟

لمّا تفكرت فى الموضوع جرت البديهة مباشرة مجراها نحو أن الأهل أعم وأشمل، والآل أخصّ وأدل، وأدق فى الدلالة.

ولكن حكم البديهة وحده لا يكفى ما لم يسانده الدليل العلمى المؤيد بالاستنباط العقلى أو الدليل النقلي، ثم إن أهل البيت كما ذكرت النصوص الشرعيّة (رحمة الله عليكم وبركاته أهل البيت) وكما ورد فى آية التطهير، تشير إلى عموم الكلمة فى النبوة من لدن إبراهيم عليه السلام، فكل الأنبياء والمرسلين الذين جاءوا بعده هم أهل بيته. وإذا كان أهل كل نبيّ أمته؛ فإنّ دلالة كلمة أهل هنا تعنى ما يُضاف إلى الرجل من الأشياع والأتباع وعموم الملة.

فكأنما كلمة (الأهل) هى الأصل العام الشامل، وكلمة (الآل) هى الفرع الخاص، والفرع لاحق على الأصل ممّا لاشك فيه، ويؤكد هذا الدلالة اللغوية القريبة المباشرة من حيث إنّ كلمة (آل) - والتى أصلها (أهل) قلبت الهاء همزة، فإنّ التصغير يرد الأشياء إلى أصولها - فيما لو أضيفت إلى شخص، فيقال : (آل فلان) أى هم الناس الذين ينتسبون إليه أو يرجع نسبهم إلى فلان، ومنه الأوّل : أى الرجوع، فنقول: (آل إبراهيم) مثلاً، هم : إسماعيل، وإسحاق، وأولادهما، وآل عمران، هم : موسى، وهارون ابنا عمران بن يصهر .. وهكذا.

وقد كثر استعمال (الأهل) و(الآل) حتّى سمّى بهما أهل بيت الرجل لأنّهم أكثر من يتّبعه، كما أنّنا نجد أنّ (آل) لا يستعمل إلّا لذوى المكانة والخطر، ممّن هم فى حكم الخصوص لا الشمول كما فى الحديث: (لا تحلّ الصدقة لمحمّد وآل محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم)، أو ما جاء فى القرآن الكريم: (أَدخِلُوا آلَ فِرعَونَ أَشَدَّ العَذَابِ) (غافر:46)، ولا تستعمل كلمة الآل فيمن ينسب لما هو قليل الشأن فى المجتمع من أراذل الناس.

وقد ورد ذكر كلمة (أهل البيت) فى القرآن والسُنّة، وكذلك ذكر كلمة (أهل بيت النبيّ)، أو (أهل بيتي) فى السُنّة فى روايات صحيحة وردت فى مصنفات الحديث للفريقين، وأنّه (صلى الله عليه وآله) قال بعد أن غطّى عليّا وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) بالكساء: (اللّهمّ هؤلاء أهل بيتي)، وهم العترة الطاهرة أصحاب العباءة.. ويحمل هذا أيضاً على الخصوص لا العموم.

وسئل الإمام جعفر الصادق (عليه السلام)  (ت ١٤٧ هجرية) عن (الآل) من هم؟ فقال: (ذرّية محمّد (صلى الله عليه وآله) )، فقيل له: من الأهل؟ فقال: (الأئمّة (عليهم السلام)، فقيل له قوله تعالى: (أَدخِلُوا آلَ فِرعَونَ أَشَدَّ العَذَابِ)؟ قال: (والله ما عنى إلّا ذرّيته).

وقد نقل الطريحى فى (مجمع البحرين) عن بعض أهل الكمال قوله فى تحقيق معرفة (الآل)، يقول: (إنّ آل النبيّ (صلى الله عليه وآله) كلّ من يؤول إليه، وهم قسمان:

الأوّل: من يؤول إليه مآلاً صوريّاً جسمانياً، كأولاده ومن يحذو حذوهم من أقاربه الصوريين الذين يحرم عليهم الصدقة فى الشريعة المحمّديّة.

والثاني: من يؤول إليه مآلاً معنوياً روحانيّاً، وهم أولاده الروحانيون من العلماء الراسخين، والأولياء الكاملين، والحكماء المتألهين المقتبسين من مشكاة أنواره، إلى أن قال : ولا شكّ أنّ النسبة الثانية آكد من الأولى.

وإذا اجتمعت النسبتان كان نوراً على نور، كما فى الأئمّة المشهورين من العترة الطاهرة).

وهؤلاء هم أصدق المصاديق لآل محمّد وأهل بيته الذين عناهم الشرع بالصلاة عليهم عندما نقول: (اللّهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد).

ومن يتأمل هذه الفروق السابقة يجدها فروقاً لفظية لا تقدح فى جملتها فى التفضيل لا من حيث التعميم أو حيث التخصيص، فموالاة أهل البيت محبة توجبها التقوى، وهو القائل صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله: أنا جدُّ كل تقي.