رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لقد خلق الله المرأة من ضلع آدم، وخلق جميع الرجال من رحمها، وكرمها الله وخصها بسورة النساء في كتابه العزيز.. وقال عنها الشاعر الكبير الراحل نزار قباني، إن أجمل ما في المرأة أنها تستطيع أن تسعدك متى أرادت.. فقد خلقها الله لتكون الحياة وصانعة للسعادة والفرح.
وكم من قصص كثيرة لسيدات صنعن النجاح، ولم يكسرهن سخف البعض في مجتمعاتنا، ولم يؤثر فيهن قسوة الظروف، فكثير من النساء نجحن في مختلف المجالات، فأصبحت من بينهن الطبيبة والعالمة والشاعرة والرسامة التي تلون الحياة بفرشاتها، والمخرجة والكاتبة والفنانات بكافة الأشكال والتخصصات. 
فكثير من النساء صاحبات قصص النجاح الصعبة لم تخرجن للعالم لتتسولن التعاطف وتلطمن كالضحية، بل كتمن أوجاعهن وحولن الألم لقصص نجاح، فيما يشبه طائرا خرافيا مبهرا منطلقا كالصقر لا أحد يستطيع إيقافه، فيما تواصل عطائهن في أقصى جنوب مصر المحروسة وتحول كهالة نور تسطع في سماء مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة، وأصبحت المرأة كفراشات ملونة لا ترضى سوى بنجاح وتكريم مستحق، ليس لإمتداد قامتها أو لرنين ضحكتها أو لشعرها الطويل، ولكن كنصف المجتمع وكشريكه في الرأي والتفكير، ورمزا للحضارة.
وقد كانت السينما المصرية خير شاهدا على إبداع المرأة في أرض الفراعنة، حيث نشأت السينما عندنا على يد رائدات مثل عزيزة أمير وبهيجه حافظ، مما كان له أكبر الأثر في أن تولد فكرة تنظيم مهرجان متخصص في أفلام المرأة بمدينة أسوان الساحرة، تلك المدينة الشاهدة على عظمة المرأة الفرعونية وإبداع المرأة العصرية .
فمهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة الذي تنطلق فعاليات دورته الثامنة في 20 أبريل المقبل، هو الأول من نوعه في مصر، والأهم في المنطقة العربية المتخصص في عرض إبداع المرأة، وطرح قضاياها ومناقشة مشاكلها، سواء من خلال الأفلام أو الندوات، فالمهرجان ينتصر لقضايا المرأة الكثيرة والمتشابكة، خاصة أن كل الأفلام المشاركة فيه تناقش قضايا المرأة وتعبر عن تحدياتها الحالية. 
ويكتسب المهرجان بعدا تنمويا مميزا، حيث ينظم أكبر برنامج لورش التدريب بين المهرجانات المصرية، يضم ما يقرب من 140 فتاة وشاب، كلهم من جنوب مصر بصفة عامة، ومحافظة أسوان بصفة خاصة، وهي المنطقة المحرومة من فرص التدريب على فنون السينما  بسبب بعد المسافة عن القاهرة، فضلا عن عدم وجود معاهد متخصصة في تدريس السينما في جنوب مصر، الأمر الذي يجعل برنامج ورش مهرجان أسوان متنفسا للشباب العاشقين لفن السينما، كما أنه من المهم أن يكون لدينا نافذة سينمائية تكرم النجمات وصانعات السينما من مصر والعالم. 
من مزايا المهرجان أيضا أنه يلقي الضوء على جمال وروعة محافظة أسوان، أو أرض الذهب كما يطلقون عليها، الأمر الذي يساهم في الترويج للسياحة المصرية، خاصة أن المهرجان يحظى بتواجد فنانين وصناع سينما مهمين من مختلف أنحاء العالم ، مما يجعل اسم مصر يتردد في وسائل الإعلام الدولية.
إذا كانت مصر حققت نقلة نوعية في السنوات الأخيرة في مجال دعم المرأة وتمكينها، فإن وجود مهرجان مثل مهرجان أسوان يعتبر إستكمالا لمسيرة دعم المرأة المصرية في بقعة مهمة وغالية مثل محافظة أسوان.