رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الجانى.. أبى

بسبب إيراد الـ«توك توك».. مسجل يقتل ابنه بالجيزة

بوابة الوفد الإلكترونية

شقيقة المتوفي: كنت باصرخ واقوله ارحمه هيموت فى إيدك

شقيق المتهم: أنا اللى ربتهم وكنا مستقرين وهو مسجون

 

حفلة ضرب وتعذيب مارسها أب على جسد ابنه الشاب، عقابا له على ذنب لم يرتكبه، حتى خارت قوى الابن، الذى لم يتحمل الضرب وفقد وعيه ليتم نقله إلى المستشفى، ويفارق الحياة بعد 3 أيام من وضعه على أجهزة التنفس الصناعي.

سنوات طويلة عاشها الشاب شادى صاحب الـ21 عاما، وشقيقته نرجس يبحثان عن والدتهما، التى تركت منزل الزوجية وهربت من بطش الزوج، الذى كان يهوى ممارسة أبشع أنواع الضرب والتعذيب على جسدها، فقررت الأم الهروب من جلادها لتنقذ حياتها وتركت أبناءها الثلاثة أصغرهم طفل 9 سنوات فريسة سهلة فى يد الأب.

يوم الجريمة أمسك الأب -عاطل- ابنه وسط الشارع فى منطقة المنيرة الغربية، واتهمه بسرقة مبلغ مالى منه وراح يصفعه على وجهه «فين الفلوس اللى اخدتها مني»، فأصيب الشاب بحالة ذهول «والله ما أخدت حاجة منك»، وظل يعتدى عليه حتى صعد به إلى الشقة.

أمام أعين نرجس الفتاة الصغيرة التى لم تكمل عامها الـ18، أحضر الأب حبل غسيل وعلق شقيقها شادى من قدميه فى مروحة السقف، ثم أمسك بعصا شمسية لها طرفان من الحديد وتتوسطهما قطعة خشب، واعتدى بها على ابنه فى مناطق مختلفة بجسده، ما أصاب الابن فى الرأس والقدمين والكتف.

لم يكتفِ الأب عديم الرحمة بتلك الضربات التى أعجزت الابن عن الحركة، وأحضر زجاجة بنزين وسكبها على وجهه فى صورة بشعة للتعذيب، ثم سكب عليه زجاجة مياه باردة أحضرها من الثلاجة حتى كاد يفقد الشاب حياته.

أمام صراخ الشاب المعلق فى السقف، وقفت شقيقته تبكى وتتوسل لوالدها بأن يرحمه، لكنه لم يرق قلبه لذلك المسكين «هعلقك مكانه لو مسكتيش»، وبعد ساعتين من الضرب والتعذيب المتواصل تعب الأب وقرر أن يستريح، واستطاعت الفتاة أن تفك قيد شقيقها وطلبت من والدها أن يتركه «أخويا هيموت حرام عليك سيبه».

وافق الأب على  فك قيد الابن الذى أصبح مشوها من كثرة التعذيب، وبدأ يفقد توازنه ويفقد قدرته على النطق، وطلبت منه أن تنقله إلى المستشفى لسرعة إسعافه لكنه رفض وطلب منها شراء حقنة مسكن من الصيدلية وإعطاءها له، ما جعل جسد الشاب يتصبب عرقا لكن حالته كانت تزداد سوءا.

فى اليوم التالى توسلت الفتاة لوالدها بسرعة نقله للمستشفى فوافق على شرط أن يخبروا الأطباء بأن مجهولين اعترضوا طريقه واعتدوا عليه لسرقة التوك توك، فوافقت الفتاة وأسرعت بنقله إلى المستشفى، وهناك تم وضعه على أجهزة التنفس لصعوبة حالته المرضية.

3 أيام رقد خلالها الشاب العشرينى على سرير المرض فى العناية المركزة، يصارع الموت حتى أسلم روحه إلى بارئها، واعترفت الفتاة لعمتها بأن والدها هو من اعتدى عليه وتسبب فى وفاته.

أمام جهات التحقيق بقسم شرطة المنيرة الغربية، بقيادة المقدم مصطفى الدكر رئيس مباحث القسم، جلست الفتاة «نرجس» تسرد كواليس تعرضهم للتعذيب على يد الأب القاسى وأنه تسبب فى ترك والدتهم المنزل لبشاعة معاملته لها.

وقالت إن شقيقها الأصغر أحمد توفى وهو فى عمر 9 سنوات بعد أن أجبره الأب على النزول للعمل فى تلك السن الصغيرة، لكنه تعرض لحادث سير وفارق الحياة، وأن عمها وباقى الأسرة تولوا تربيتها وشقيقها شادى بعد دخول الأب السجن لمدة 6 سنوات بسبب اتجاره فى المواد المخدرة، وأنه حديث الخروج من الحبس منذ 6 أشهر فقط وكل المنطقة تخشى التعامل معه بسبب بشاعة لسانه واعتدائه على الجيران بالسب والضرب.

وأكدت الفتاة أن والدها كان كل همه هو الأموال فقد تشاجر مع شقيقها المتوفى بسبب إيراد التوك توك، وأنه السبب الحقيقى لارتكابه الواقعة، فقد كان يطلب إيرادا يوميا 300 جنيه، ويجتهد شقيقها طوال اليوم لتجميعها له، لكنه فى اليوم الأخير تلفت بطارية التوك توك ولم يتمكن من العمل ولم يحضر الإيراد، ما أثار غضب الأب وجعله يعتدى عليه.

وأضاف عم الضحية أنه يعتبر نفسه أبا للضحية وشقيقته ومنذ صغرهما يتولى تربيتهما، وكان دائم الخلاف مع شقيقه بسبب معاملته، خاصة بعد أن تركت زوجته المنزل «كان لازم تهرب لأنه كان بيعلقها ويربطها.. محدش يستحمل كدا».

وذكر أنه كثيرا ما تصدى لشقيقه، لكنه كان يعتدى عليه بالضرب، فيضطر إلى تحرير محضر ضده، لكن فى النهاية كان يتم التصالح، وأوضح أن الأسرة كانت تعيش فى سلام وهدوء طوال الفترة التى سُجن فيها شقيقه، لكن ذلك الهدوء انتهى بخروجه من السجن، وكأنه خرج ليقتل ابنه الذى يشهد الجميع بطيبة قلبه.