رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مكالمة غامضة تقود إسعاف الشرقية لإنقاذ أفراد أسرة من الموت المحقق «تفاصيل»

أرشيفية
أرشيفية

 ملحمة إنسانية سطرها رجال هيئة الإسعاف المصرية بمحافظة الشرقية، فجر الجمعة، وكانت بمثابة طوق نجاه لإنقاذ 6 أفراد من أسرة كاملة مكونة من زوج وزوجة وثلاثة أطفال وسيدة مسنة؛ من موت مُحقق، جراء تعرضهم للاختناق بعد استنشاقهم لانبعاثات كربونية ضارة خلال فترة الليل وهم نائمون.

 البداية من منزل شخص يدعى أشرف حسن، يقطن في عزبة العوضية بقرية ميت حبيب التابعة لمركز بلبيس بمحافظة الشرقية، حيث خلد إلى النوم بصحبة أسرته بعد أن أنهى يوم عمل شاق في صيانة دراجته البخارية «التوكتوك» التي يعمل عليها ويكتسب قوت يومه، وبعد عمل إصلاح «عْمرة» لمحرك «التوكتوك»، قرر تركه يعمل في فناء منزله بهدف تلين المحرك.

 لم ينتبه أشرف حسن مالك «التوك توك» إلى تسرب الانبعاثات السامة الصادرة من المحرك إلى غرفته البسيطة، خاصة أن «التوك توك» موجود في فناء «صالة» المنزل ومشترك مع باقي غرف المنزل بأنهم تحت سقف خرسانة واحد وباب خارجي مغلق، وبعد ساعات من تشغيل المحرك، فقد حسن وأسرته الوعي نتيجة استنشاق الأدخنة المنبعثة من تشغيل المحرك، وأصابهم حالة من الاختناق، إلا أنه تمكن من الزحف لأمتار قليلة حتى قوي على استخدام تليفونه المحمول، واتصل على 123 الخط الساخن لمرفق الإسعاف، وأخبارهم في جملة صغيرة بأنه لا يقوي على الحراك وتعرض وأسرته لاختناق، ومع استفسار مسؤولي الخط الساخن عن اسمه ومكانه، فأخبره بأنه أشرف حسن ومن قرية العوضية ومن بلبيس، وأن سبب الاختناق تشغيل «التوك توك» طوال الليل.

 إنها لحظات فارقة لرجال الإسعاف، خاصة وأن المكالمة جاءت غامضة وفي وقت متأخر من الليل، وبالتحديد في الثالثة ونصف فجرًا، والأصعب في الأمر إنها لم تحدد موقع منزل صاحب الاستغاثة، ولا تفاصيل عن قريته التي يجهلها كثيرا من الناس، وهي مكالمة تشبهة المكالمات الكاذبة التي ترد لمسؤولي غرفة عمليات الإسعاف أو الخط الساخن، ورغم ذلك قرر مسؤولي غرفة العمليات بإسعاف الشرقية التسليم بصحة المكالمة حتى وإن كان بنسبة 1%.

  وعلى الفور، تم الدفع بعدد 6 أفراد من الأطقم الإسعافية على متن 3 سيارات إسعاف مزودة بأسطوانات أكسجين، لتمشيط القرية موقع الاستغاثة، وبالرغم من وجود شبورة كثيفة وظلام دامس في هذا التوقت، والذي غلف الطريق وصولا إلى مكان البلاغ مع اقتراب الفجر، وقسموا أنفسهم إلى و3 فرق بغرض الوصول إلى مكان صاحب الاستغاثة قي أقرب وأسرع وقت، ولم يجد المسعف وحيد محمد قطب سبيلًا للوصول إلى البلاغ سوى طرق أول باب يصادفه بالقرية، وبعدها شارك أهل هذا المنزل وعدد من الأهالي المسعفين في عملية البحث.

 وبعد فترة من الوقت وليست بالكثيرة، تم الوصول إلى صاحب البلاغ، خاصة وأن والدلالة التي كانت سببًا في الوصول إليه إنه يمتلك «توكتوك»، فقام الجميع بالطرق على باب منزل بسيط مبني من الطوب اللبن، ويصدر منه صوت محرك «التوكتوك»، ولم يستجب أحدًا من الداخل لطرقات الباب، وما هي إلا ثواني وتمكن الأهالي من فتح باب المنزل ليجد المسعف نفسه أمام أسرة كاملة ملقاة على الأرض فاقدين الوعي، ثلاثة أطفال، وسيدة مسنة، والزوجة، والزوج كان مستلقيًا وبجواره الهاتف الذي أجرى منه الاستغاثة، وعندها أسرع المسعف بإخراجهم صوب سيارة الإسعاف، واستدعى باقي سيارات الإسعاف التي كانت تُمشط القرية، وقاموا بعمليات إسعاف لأفراد الأسرة، وتم تزويدهم بالأكسجين ومتابعة علاماتهم الحيوية.

  هنا ومن قلب بيت صاحب الاستغاثة؛ 3 سيارات إسعاف شقت بأضواءها ومصابيحها  المتوهجة ظلام القرية الدامس، وداهمت بأصوات أبواقها المميزة الطريق صوب المستشفى، لتعلن عن حدث جلل غير اعتيادي، ويتم نقل أفراد الأسرة إلى مستشفى بلبيس المركزي القريب من قريتهم، حتى يتم استكمال اسعافهم وتلقي الخدمة الطبية كاملة.

أسرة بأكملها كادت أن تلفظ أنفاسها الأخيرة، لولا فضل الله، الذي سخر لهم في تلك الأجواء الملبدة بالغيوم؛ رجال أشداء لم يألو جهداً في تلبية تلك الاستغاثة الغامضة.

 وهنا الدكتور عمرو رشيد رئيس مجلس إدارة هيئة الإسعاف المصرية، جميع من شارك في مهمة إسعاف الأسرة، بقوله: تابعت بتقدير واعتزاز كافة تفاصيل تلك الملحمة، واطمأننت

على تعافي أفراد الأسرة صاحبة الواقعة، وعودتهم لمنزلهم سالمين، أحيي فيكم ذلك الضمير وتلك الروح الطيبة، التي تشبثت بأمل ضعيف حيال صحة ودقة البلاغ، أسرة بأكملها كادت أن تفقد حياتها بسبب ظاهرة مجتمعية سلبية تؤرق مؤسستنا وهي البلاغات الكاذبة، لولا العناية الإلهية التي قادتكم للسير وراء بصيص أمل حتى وإن كان ضعيفًا".

وتابع: خالص التحية والشكر والتقدير لكل من ساهم في تلك الملحمة بمشاركة متميزة من مسؤولي غرفة القيادة والتحكم.

متلقي الاستغاثة الهاتفية رضا سليم محمد، مسؤول القيادة وإدارة الحدث هيثم كمال المسلمي، ومن المسعفين وحيد محمد قطب وهو أول من تمكن من الوصول لمصدر الاستغاثة، وتعرض لإغماء بعدما تمكن وزملاؤه من إنقاذ الأسرة وخروجهم لسيارات الإسعاف، وزملاؤه هم «شعبان محمد إسماعيل، وليد عبد العزيز سلامة»، ومن السائقين «تامر محمد علي، وجمال محمد عبد الجليل، ومحمد صبري محمد».