رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إطلالة

قال تعالى «سُبْحَانَ الَّذِى أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِى بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ».

ما لا شك فيه أن معجزة الإسراء والمعراج تختلف عن بقية المعجزات، فكل معجزة منحها الله لنبى أو رسول شاهدها الناس إلا معجزة الإسراء والمعراج شاهدها النبى محمد (صلى الله عليه وسلم) بنفسه. معجزة الإسراء والمعراج كانت سبباً فى نقل الناس من الكفر إلى الإسلام، ونقل أهل الإسلام إلى مرتبة الإيمان، فهى معجزة التشريف والتكريم للنبى صلى الله عليه وسلم بعد عناء وصبر وبذل جهد وعمل متواصل دون تقصير، فكانت هى بمثابة جبر الخاطر من الله لنبيه بأن جعله إمام الرسل والأنبياء وسيدهم فى الأرض وسيد أهل السماء، كما قال أمين الوحى جبريل: تقدم يا رسول الله لو تقدمت اخترقت ولو تقدمت أنا احترقت فهى معجزة مليئة بالدروس والعبر.

وهو درس لشبابنا أنه بالعمل الدؤوب سيكون هو الطريق الوحيد لرفعته ولسموه فلا ينظر إلى أى عقبة أو تعطيل، فلا مجال للكسل أو النوم أو الإحباط فلكل مجتهد نصيب من التوفيق والعطاء، كقوله تعالى «وأن ليس للإنسان إلا ما سعى»، ففى الإسراء والمعراج وجد النبى صعوبات كثيرة لكنه علمنا أن النصر مع الصبر.

ومن الدروس بيان واضح للأفضلية، فأمة الحبيب المصطفى هى أفضل الأمم ومن المستحقين لهذا التكريم فلابد أن أمته لا يضيع المعروف بينهم، «كنتم خير أمة أخرجت للناس». 

ووقع فى الإسراء والمعراج أهم حدثين للمسلمين من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ومنه إلى المسجد الحرام، وهما فرض الصلاة وتحويل القبلة وكأن الإسراء والمعراج ربط لقلب الأمة بين السابق واللاحق والماضى والحاضر والمستقبل.

و«إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون» وما دامت أمتنا واحدة بل إنسانيتنا واحدة، فيحتم علينا الوقوف ضد أى مغتصب أو معتد أو مدعى الأفضلية الزائفة لتتطهر الأراضى المقدسة فى فلسطين بل هى أرض الميعاد، فهذا المكان المغتصب اليوم من الصهاينة، تقف الدول العربية تشاهد وقائع اغتصابه دون أن يتحرك لها ساكن، ففى ذكرى الإسراء والمعراج، نأمل أن يتذكر العرب قيمة هذا المكان وقدسيته ويتكاتفون يدًا بيد حتى يتمكنوا من تحرير الأراضى المقدسة من هؤلاء الصهاينة المحتلين. فلا بد من التماسك بين أفراد المسلمين فى شتى بقاع الأرض، فإذا كان هناك شعب مغتصب لا يرقبون فى مؤمن إلاً ولا ذمة مدعى الأفضلية، فالحبيب سيدنا محمد يعلمنا أن أمتنا فيها الأفضلية ولها الأسبقية.

فنحن المسلمين الأخوة فينا متأصلة بالدين، فالمسلم أخو المسلم ونصرته واجبة لقول النبى صلى الله عليه وسلم: انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً.