رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تصحيح مسار

لا حديث بين الناس الآن إلا عن غلاء الأسعار اليومى لكل شئ يحتاجونه، بداية من الطعام والأكل والشرب، مروراً بكل مستلزمات الحياة اليومية للأسرة.

واحتياجات الأسرة الهامة اليومية تتمثل بداية فى توفير الطعام الصحى الجيد والمفيد فتجد أن أسعاره تزايدت فى الفترة الأخيرة بشكل مخيف ومقلق جدا، بداية من وجبة الإفطار الصباحية والتى تتكون عادة من الفول والطعمية، والتى ارتفعت أسعارها بشكل استفزازى، فيضطر رب الأسرة مجبرا إلى الشراء بالأسعار الغالية الثمن أو تقليل الكمية التى يشتريها يوميا لأسرته، وهو ما يؤثر بالتالى على الأطفال فى الأسرة، والتى يريد كل رب أسرة توفير كل الأساسيات لهم خاصة فى وجبة الإفطار.

وبعد الإفطار، نجد أن كل مستلزمات الطعام البسيطة التى تحتاجها الأسرة فى حياتها اليومية طالها غلاء الأسعار، بداية من الأرز والمكرونة والطماطم والخضار والزيت والسمن، والتى قفزت أسعارها فى الأيام الأخيرة بشكل كبير، لا تستطيع الأسر الفقيرة محدودة الدخل بل والمتوسطة الدخل أيضاً مجاراة هذه الأسعار.

مشاكل الأسرة الاقتصادية تؤثر بالسلب على الحياة اليومية لكل فرد فيها، فرب الأسرة أو الزوج مطلوب منه توفير وسد احتياجات الأسرة والتى فاقت مؤخرا طاقته الاقتصادية ودخله سواء كان اليومى أو الشهرى لسد وتوفير هذه الاحتياجات الأساسية اليومية، وتجده فى كل يومه يفكر بعمق فى كيفية توفير هذه الاحتياجات مع تقلص وتدهور ميزانيته والتى تنتهى عادة إلى أنه لا يستطيع حتى توفير نصف هذه الاحتياجات الأساسية، وتراه فى بعض الأحيان بل فى كل الأحيان يكلم نفسه بصوت عالٍ قائلاً: « وأنا هأعمل إيه.. وهأجيب منين؟»، وهو يتنقل بين المحلات وفى الأسواق ليعرف أولاً الأسعار ايه النهارده، وتجده إما أن يقلل كمية ما يريد شراءه للأسرة أو يشترى الأقل جودة فيما يحتاجه.

وتحاول أيضاً ربة الأسرة «الزوجة» والتى يطلق عليها «وزير مالية البيت» مساعدة زوجها فى حل مشكلاتهم الاقتصادية، بتوفير البدائل الأقل تكلفة لهذه الاحتياجات، ولكنها تصدم بأن غلاء الأسعار الفاحش قد طال هذه البدائل أيضاً. ولا سبيل أو وسيلة للسيطرة عليه.

أما الأبناء خاصة وإن كانوا صغاراً لا يدركون أو يعرفون ما يحدث، فلا ذنب لهم، فهم عادة ما يحاول الأب توفير احتياجاتهم وعدم الضغط عليهم وإقحامهم فى عالم مشاكل الأسرة الاقتصادية.

وعند السؤال عن سبب غلاء الأسعار، تجد أن الرد الروتينى هو ارتفاع سعر الدولار خاصة فى السوق الموازية أو السوداء، وأنه نتيجة أيضاً لحالة العرض والطلب على سلع معينة وتزيد أسعارها نتيجة لقلة العرض، ولكن غلاء الأسعار الآن ليس لقلة عرض السلع فقط، فهى متوفرة فى مخازن التجار الجشعين، فهم يخزنون السلع الهامة والأساسية التى يحتاجها المواطن، حتى يزداد الطلب عليها وباستغلال سيئ للوضع يتم بيعها بأسعار مضاعفة دون وجود رقابة عليهم.

على الدولة أن تحرص على مساندة المواطنين خاصة طبقة محدودى الدخل ومتوسطة الدخل التى بدأت فى الاندثار والاختفاء نتيجة عجزها عن الصمود والاستمرار مع غلاء الأسعار الفاحش، وأن تفعل بكل حزم وشدة دور كل أجهزتها الرقابية لضبط السوق وللحد من غلاء أسعار السلع خاصة الأساسية اليومية وتسعيرها كما حدث من قبل عام فى الأرز، وكذلك محاربة ومحاولة السيطرة على السوق السوداء التى اخترعها التجار لتمكنهم من زيادة أرباحهم.. ونأمل أن يكون هناك حل للقضاء على غلاء الأسعار لتخفيف العبء عن الأسرة المصرية.

[email protected]