رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تصحيح مسار

لم يعد لأمريكا فى الفترة الأخيرة استراتيجية واضحة فى التعامل مع القضايا المطروحة فى الشرق الأوسط أو حتى الملفات العالمية الأخرى، فقررت الإدارة الأمريكية إعادة تصنيف جماعة أنصار الله الحوثيين فى اليمن منظمة إرهابية عالمية بسبب هجماتهم فى البحر الأحمر، وأن هذا التصنيف سيسرى مفعوله بعد 30 يوما، بحجة أنها ترغب فى منح مهلة من أجل تقليل آثاره على الشعب اليمني، مع استعدادها مراجعة هذا التصنيف فى حال امتناع أنصار الله الحوثيين عن هجماتهم فى البحر الأحمر.

وكانت إدارة بايدن قد ألغت تصنيف الجماعة منظمة إرهابية فى عام 2021  بعدما صنفتها إدراة ترامب على تلك القائمة خلال الأسابيع الأخيرة لإدارتها.

وسبق للإدارة الأمريكية أن صنفت منظمة التحرير الفلسطينية كجماعة إرهابية، وبعد اتفاق أوسلو تم إسقاط هذا التصنيف، مع استمرار تصنيف جماعات فلسطينية أخرى كإرهابية، وكانت فى طريقها لتصنيف الحرس الثورى الإيرانى وجماعات سياسية أخرى ضاغطة عليها كجماعات إرهابية.

وهدف أمريكا من وضع الحوثيين على قائمة الإرهاب، هو تحجيم قدراتهم العسكرية والاقتصادية من إمكانية القيام بأى عمل عسكرى فى منطقة البحر الأحمر أو ضد القوات الأمريكية أو البريطانية أو أى قوات أخرى تحسبها من قوات التحالف.

والتصنيف الأمريكى نوعان، منظمة إرهابية دولية وهى تعمل فى إطار دولة أو خارج حدود أمريكا، ومنظمة إرهابية عالمية والمقصود بها من وجهة نظر أمريكا أنها تمارس إرهابًا على مستوى العالم، وجاء تصنيف جماعة الحوثيين بأنها عالمية لأن هجماتها التى تمارسها فى البحر الأحمر لم تطل سفن الكيان الصهيونى أو السفن القادمة أو الذاهبة إليه فقط، وإنما طالت سفنًا أخرى دولية وأجنبية وعالمية كانت تسير فى البحر الأحمر.

وتم تأجيل هذا القرار لمدة شهر واحد لوجود ضغوط كبيرة على الإدارة الأمريكية من الداخل عن أسباب هذا القرار، ولأنها مازال لديها أمل فى استجابة الحوثيين للتوقف عن أفعالهم فى البحر الأحمر، وهذا الأمر إن دل فإنه يدل على أنها لا تريد التصعيد، وعلى أمل أن يكون هناك تفهم من الحوثيين بأن موقفهم هذا لن يضيف أى شئ، ولن يحرر الأراضى الفلسطينية ولن يؤذى الكيان الصهيونى.

مع العلم أن أمريكا لم يكن فى حسبانها جماعة الحوثيين فى المنطقة على الأقل فى الوقت الحالى، فهى تتصرف كراعٍ للمصالح الصهيونية فى المنطقة.

وجاء رد الحوثيين على القرار الأمريكى وانعكاسات تصنيف الحركة ضمن قوائم الإرهاب الأمريكية، بأن هذا التصنيف لن يؤثر على مواقف الجماعة، وأن الهجمات على السفن المتجهة لإسرائيل ستستمر، ولا تراجع عن دعم الشعب الفلسطينى.

[email protected]