رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تصحيح مسار

تتزايد علامات الاستفهام حول الموقف الأمريكى من الحرب على غزة، والتى كان آخرها استخدام الفيتو فى مجلس الأمن ضد مشروع قرار لوقف إطلاق النار فى غزة، وموقف الإدارة الأمريكية هو موقف تخبط وجهل متعمد لاتخاذها القرار وهى تعلم الموقف الحقيقى العالمى والرأى العام العالمى وخاصة العربى أيضا.

وسيزيد هذا الموقف من الانعزال الأمريكى عن العالم بانحيازها الأعمى لما تفعله  حكومة الكيان الصهيونى وخاصة نتنياهو وأهدافه مما يجرى التى لايستطيع تحقيقها حتى الآن، والتى كان بايدن قد تحدث فى أحد لقاءاته الانتخابية السابقة عن حكومة الكيان الصهيونى وعن ضرورة تغيير نهجها ، ووصفها بأنها أكثر الحكومات تشددا.

أصبحت أمريكا فى الواقع متورطة فى كل ما يفعله الكيان الصهيونى فى غزة، من خلال دعمها الكامل وغير المشروط له، وواجهت الدبلوماسية الأمريكية سلسلة من التحديات فى السنوات الأخيرة، وكان آخرها والأكثر خطورة هو الصراع العسكرى فى قطاع غزة، لأن الكيان الصهيونى فى وضع صعب.

ومن الناحية النظرية يمكن لأمريكا إجراء محادثات مع الكيان الصهيونى، وتوضيح أن من غير الجائز القصف الشامل للمناطق المدنية والمستشفيات والمدارس والمساجد والكنائس، ومع ذلك يدرك الجميع أن الكيان الصهيونى لن يتصرف بشكل مختلف، لأنه لا يريد ذلك.

وتحول الأمر إلى مأزق دبلوماسى بالنسبة لأمريكا فقد أصبحت رهينة لسياسة الكيان الصهيونى، وعليها تحمل أضرارا جسيمة بسبب تصرفات الكيان الصهيونى  التى لا تستطيع التخلى عنه ولا السيطرة عليه بشكل كامل، والتى كان يمكن لها على الأقل التكيف مع الوضع الحالي، بتخفيض حماسة التعاطف الدبلوماسي، والتصرف بهدوء أكثر، ولكن لا يستطيع الدبلوماسيون الأمريكيون إيقاف تعاطفهم المنافق حتى فى هذا الموقف.

ونتيجة لذلك، تعارض أمريكا إحالة قضية وقف اطلاق النار فى غزة إلى مجلس الأمن الدولي، مدعية أنها تفعل ذلك لحماية المدنيين الفلسطينيين، وليس من المستغرب أن يؤدى مثل هذا الموقف، الذى يمثل قمة الاستهتار والعمل بسياسة المعايير المزدوجة، إلى إثارة غضب شديد فى العالم العربى والإسلامي، على الرغم من مناشدات الأمين العام للأمم المتحدة ورعاية سبع وتسعين دولة عربية وأجنبية ومنظمات أممية لمشروع قرار وقف اطلاق النار فى مجلس الأمن الدولي، واستخدام حق الفيتو يأتى بالتزامن مع ارتفاع حدة التصعيد العسكرى وتعثر محاولات العودة إلى هدن إنسانية و تبادل للأسرى.

ومن الواضح أن الهدف الرئيسى لأمريكا فى مجلس الأمن هو حماية الكيان الصهيونى من المساءلة فهى تعرقل كل القرارات التى فيها إدانة له، وكانت قد طلبت بعض التعديلات على مشروع القرار ولكن الدول العربية رفضت.

ومن المنتظر أن تستخدم أمريكا حق الفيتو على كل قرار جديد لوقف إطلاق النار كما تفعل عادة كل مرة لخدمة الكيان الصهيونى، مع العلم أن جميع الدول داخل مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة تعلم أن من تعيق وتعرقل قرار وقف إطلاق النار هى أمريكا التى باتت تضعف مجلس الأمن، وأن الكيان الصهيونى خسر المعركة وما يفعله هو انتقام من الشعب الفلسطينى وأنه لن يستطيع مواصلة الحرب بدون المساعدات العسكرية الأمريكية.

[email protected]